شهدت مدينة أدرار جنوب الجزائر، مظاهرات الأسبوع الماضي أمام مقر الولاية تضامنا مع سكان بلدة تينركوك، التي عاشت منذ الثلاثاء الماضي أحداث عنف وصدام بين متظاهرين وقوات الأمن أسفرت عن إصابات في صفوف المحتجين وعناصر الأمن.
كما أسفرت المواجهات عن حرق مقر دائرة تينركوك، وتخريب مرافق أخرى، عقب احتجاجات قام بها شباب عاطلون عن العمل، طالبوا بشفافية التوظيف في شركات الطاقة والنفط بالمنطقة.
شفافية التوظيف
ويرى محلل الشؤون الاقتصادية، عبد الوهاب بوكروح، أن ملف التشغيل في جنوب البلاد ورقة صعبة، بسبب "غياب شفافية التوظيف في قطاع المحروقات".
ويؤكد المتحدث، أن شباب المناطق الجنوبية "يعاني من بطالة رهيبة ترتفع مستوياتها من سنة لأخرى، بسبب آليات التشغيل غير المضبوطة ولا الشفافة، المنتهجة من قبل الحكومة منذ الاستقلال في قطاع المحروقات".
ويشير بوكروح في حديثه لـ"أصوات مغاربية"، إلى أن التشغيل في شركات النفط بجنوب البلاد، "تحوم حوله شبهات"، حتى فيما تعلق بالوظائف البسيطة التي لا تحتاج إلى مؤهلات، أو خبرة مهنية عالية.
ويواصل المتحدث قوله بأن الوظائف في شركات النفط بالجنوب "غالبا ما تكون من نصيب سكان الشمال"، واصفا هذه السياسية بـ"المرفوضة وغير العادلة"، ودعا بوكروح الحكومة إلى التعامل بعدالة مع ملف التشغيل.
وحذّر بوكروح، من مخاطر عدم الجدية في التعاطي مع الملف، مؤكدا أن بعض الجماعات المتشدّدة تعمل على استقطاب الشباب المتضرر من البطالة في الجنوب.
آليات استثنائية
من جانبه يتأسف المحلل السياسي عبد الرحمن بن شريط، على هذه الصدامات التي "تُحوّل العاطلين إلى مظلومين لمرتين متتاليتين، الأولى لأن حقوقهم مهضومة، والثانية لأنهم يُواجهون بالقمع والسجن".
وأشار المتحدث إلى أن الحكومة تتحمل مسؤولية الاختلالات الحاصلة في سوق التوظيف بالجنوب، محذّرا من الانعكاسات السلبية لهذا الملف على الحراك الشعبي في الجنوب.
ويرى بن شريط، أن الوضع الحالي من شأنه أن يدفع بالحكومة إلى استحداث آليات استثنائية تحمي حقوق العاطلين في الجنوب وتمنحهم فرص التوظيف في شركات النفط والغاز، كما دعا إلى تفادي اللجوء للعنف، والتعامل بحكمة مع الاحتجاجات.
ويُرجع عبد الرحمن بن شريط، تحوّل الاحتجاجات في الجنوب لأعمال عنف، إلى الشعور بالتهميش والظلم لدى شباب هذه المناطق التي تنام على ثروة ضخمة من النفط والغاز دون أن تنعكس إيجابا على أحوال السكان.
المصدر: أصوات مغاربية