Logos

أصوات مغاربية الآن علي موقع الحرة

اضغط. هنا لزيارة موقع الحرة

الجزائر

علماء ودعاة بالجزائر: المصافحة حرام والحجر المنزلي واجب شرعا

03 أبريل 2020

مع تزايد أعداد ضحايا فيروس كورونا في الجزائر، تدخل علماء وفقهاء وأصدروا فتاوى وتوجيهات، للمساهمة في مكافحة هذه الجائحة.

كان أبرز من أدلى بحكم شرعي في القضية الشيخ شمس الدين الجزائري، وهو داعية معروف يقدم حصة فتاوى دينية على قناة فضائية خاصة.

المصافحة حرام

وأفتى شمس الدين، الخميس، بأن المصافحة باتت "حراما شرعا في الوقت الحالي"، باعتبارها تنقل عدوى الفيروس من إنسان إلى آخر.

ودعا العلامة الطاهر آيت علجت، عضو لجنة الفتوى بوزارة الشؤون الدينية، المواطنين إلى البقاء في  بيوتهم، وقال "إن هذا الأمر واجب شرعا حتى يرفع الله سبحانه وتعالى هذا الوباء عن بلدنا والعالم أجمع".

وأضاف آيت علجت في تصريحات نقلته عنه وسائل إعلام جزائرية بأنه من "الواجب التقيد بما قرره المختصون من السلطات الرسمية والصحية، فالالتزام بالإرشادات الصحية الوقائية للحد من انتشار هذا الوباء، يجنب الوقوع في الأمراض التي ربما تصل لحد الموت".

في السياق ذاته دعا االشيخ إلى "التقليل من الاحتكاك بين الأشخاص بتجنب التقبيل والمصافحة، مع ضرورة التباعد بين الأشخاص لمسافة متر فما فوق"، حسب ما قال به المختصون.

من جهته، وجّه الشيخ التواتي بن التواتي، وهو مفتي منطقة الأغواط بالجزائر، رسالة إلى الجزائريين بعنوان "نداء إلى الناس"، دعاهم فيه إلى أن يلزموا بيوتهم.

المخالفون آثمون

وذهب الشيخ التواتي إلى تأثيم مخالفي التوجيهات الصحية، حيث قال "الاستجابة لتعليمات ذوي الاختصاص، أمر واجب وشرعي، وتحديها منهي عنه والمُعْرِض عنها آثم".

وحذر الشيخ المتهاونين في الالتزام بتطبيق الإجراءات الوقائية من الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي بقوله "لا تكونوا سببًا في أذية بعضكم بعضًا، وخذوا بقوله تعالى: لَئِن بَسَطتَ إِلَي يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ. فتأولُوه على أنه نهي عن المصافحة في هذا الظرف الحرج لما تحمله اليد من الأذى والموت، وإن كانت الآية الكريمة لها مدلول آخر غير هذا، فلا بأس من تأويلها لهذا الغرض".

ووجّه العالم الشيخ الطاهر بدوي رسالة إلى الشعب الجزائري بعنوان "ففروا إلى الله"، دعاهم فيها إلى الالتزام بـ"الحذر الشديد أمام هذا الداء الفتاك، اقتداء بسيدنا عمر رضي الله عنه عندما خرج إلى الشام فأخبروه أن الوباء قد وقع بالشام فولى راجعًا، فقال له أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه أَفِرَارًا من قدر الله؟ فقال له عمر رضي الله عنه: "نعم نَفِر من قدر الله إلى قدر الله".

جريمة وانتحار

وأكد الشيخ بدوي في رسالته أن "من لم يتخذ الأسباب فهي مخالفة ومعصية عظمى لمضمون الحديث النبوي الشريف الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها".

وشدّد على أن مخالفة الإجراءات الوقائية من الحجر المنزلي والتباعد الاجتماعي على الأقل متر واحد بين شخص وآخر "تعتبر جريمة لا تُغتفر، ويعتبر مرتكبها قاتل للنفس عمدًا، ويُعاقب عليها في الدنيا والآخرة"، مؤكدًا أن "الأسباب بالإخلاص انتصار، وتركها جناية وانتحار". وحث المسؤولين في الدولة على أن "يأخذوا بكل جد وصرامة كل التدابير لمنع حركات المواطنين نهارًا حيث تكثر الاتصالات والعلاقات بينهم".

الشيخ يحيى صاري، عضو جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وإمام مسجد بالعاصمة، حذّر من جهته من خطر هذا الوباء.

وعبر الشيخ عن "أسفه من تهاون أكثرية المواطنين في الالتزام بالإجراءات الصحية، وقال "شريحة واسعة من المجتمع لا تزال تعيش في حالة اللامبالاة وفي حالة الاستهانة بالأخذ بالإجراءات الضرورية المؤكدة اللازمة الاحترازية، التي هي في الحقيقة العلاج وتَحُد بإذن الله من خطر الإصابة".

ودعا إلى الالتزام بالحجر الصحي، قائلا "ديننا الحنيف يُعزز هذا الموقف ويجعلنا في مصاف الدول التي تقدم النموذج في الامتثال لإجراءات الوقاية التي هي من صلب ديننا، قال صلى الله عليه وسلم: "لاَ يُورِدَن مُمْرِضٌ عَلَى مُصِح".
 

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة

أثير جدل كبير لدى الجزائريين حول كتاب "الجزائر اليهودية" (AFP)
أثير جدل كبير لدى الجزائريين حول كتاب "الجزائر اليهودية" (AFP)

ألغى منظمون ندوة حول كتاب "الجزائر اليهودية" للكاتبة هدية بن ساحلي  كانت مقررة السبت بالعاصمة الجزائرية، بعد الجدل الواسع الذي أثارته منذ الإعلان عن تنظيمها في ظل استمرار الحرب في قطاع غزة.

وأكدت مكتبة "شجرة الأقوال" لوكالة "فرانس برس" إلغاء الندوة التي كانت مقررة السبت بدون ذكر الأسباب، كما أوضحت أن الكتاب "لم يعد موجودا لديها لكن لم يتم سحبه" من جانب السلطات.

وكانت مكتبة "الشيخ" والتي مقرها في تيزي وزو شرق العاصمة الجزائرية ألغت ندوة مماثلة كانت مقررة الخميس حول الكتاب نفسه "الجزائر اليهودية، الأنا الآخر الذي لا أعرفه".

واكتفت المكتبة بمنشور عبر صفحتها جاء فيه "يؤسفنا أن نعلمكم ان اللقاء الأدبي مع الكاتبة هدية بن ساحلي قد ألغي" بدون ذكر للأسباب.

وبمجرد الإعلان عن تنظيم الندوة عبر منصات التواصل الاجتماعي للمنظمين، أثير جدل كبير لدى الجزائريين حول "اختيار توقيت فتح النقاش حول يهود الجزائر" ومحاولة "التطبيع الثقافي".  

ونفت الكاتبة الجزائرية هدية بن ساحلي أي علاقة لصدور كتابها قبل أكثر من سنة في فرنسا ثم في الجزائر، بالحرب في غزة، وأكدت أن تزامن صدور الكتاب مع الأحداث "مجرد صدفة.. فلا أنا ولا غيري كان يتنبأ باندلاع الحرب" كما قالت في حوار مع صحيفة "لوسوار دالجيري" في فبراير.

وتحظى الكاتبة باحترام في الوسط الأدبي الجزائري بعد نجاح روايتيها "العاصفة" التي صدرت في الجزائر العام 2019 و"المُحتضر" في 2022.

ولم تصدر وزارة الثقافة والفنون أي بيان بخصوص الموضوع، إلا أن النائب الإسلامي عن حزب حركة البناء زهير فارس أكد عبر منشور أن "الوزارة قد تدخّلت وأوقفت الندوة" وأبلغته بذلك قبل أن يرسل طلبا للتدخل العاجل لوزيرة الثقافة صورية مولوجي.

ويتناول الكتاب في شكل غير مألوف "الهوية اليهودية للجزائر" خلال نحو ألفي سنة من الوجود قبل أن يغادر اليهود الجزائر مع الفرنسيين في نهاية الاستعمار العام 1962، في حين أن الكتب السابقة كانت تتحدث عن "يهود الجزائر".

المصدر: فرانس برس