تغييرات جديدة.. ماذا يحدث داخل الجيش الجزائري؟
ماذا يجري بين الرئاسة والمؤسسة العسكرية في الجزائر؟ سؤال عاد للظهور في الساحة السياسية على ضوء التغييرات التي أجراها الرئيس عبد المجيد تبون ومست مناصب عسكرية حساسة.
فقد أعلن، قبل يومين، عن تعيين اللواء محمد قايدي في منصب رئيس دائرة الاستعمال والتحضير لأركان الجيش الجزائري، وذلك خلفا للواء محمد بشار.
ويعد هذا المنصب أحد أهم وأكبر المناصب في الجيش الجزائري على غرار مناصب القائد الأعلى للقوات المسحلة، الذي يضطلع به رئيس الجمهورية، وكذا قائد الأركان وقائد القوات البرية.
موازاة مع ذلك، قام الرئيس عبد المجيد تبون، نهار أمس، بتعيين العميد عبد الغاني راشدي نائبا للمدير العام للأمن الداخلي بصلاحيات واسعة.
هذا في وقت يستمر فيه تسيير قيادة أركان المؤسسة العسكرية في الجزائر بالنيابة من قبل اللواء سعيد شنقريحة، وذلك منذ وفاة الفريق أحمد قايد صالح.
تطمينات الجيش
وأكدت مجلة الجيش، الناطقة باسم المؤسسة العسكرية، أن "الجيش يتمتع بثقة رئيس الجمهورية، كونه الراعي الأمثل لهذا الائتمان، ماضيًا، حاضرًا ومستقبلاً"، مبرزة أنّ الجيش "وفّق في أحلك أيام المأساة الوطنية عندما كانت الدولة الجزائرية تتداعى في الحفاظ على أسسها وأركانها وتثبيت وجودها".
وأشارت افتتاحية العدد الأخير من المجلة إلى أنّ "الانسجام الكامل بين رئيس الجمهورية والجيش الوطني الشعبي والاهتمام الذي يوليه القاضي الأول للبلاد للأمن والدفاع الوطنيين، نابعة من إيمانه الراسخ بضرورة عصرنة قوات الجيش الوطني الشعبي ليتسنى لها أداء مهامها الدستورية وبلوغ الجاهزية الدائمة لمواجهة كل التهديدات المحتملة ورفع مختلف التحديات الأمنية".
ترتيبات جديدة
في هذا الصدد، وتعلقيا على التغييرات الأخيرة في الجيش الجزائري، قال المعارض السياسي ورئيس حزب جيل جديد، جيلالي سفيان، إن "النظام الجزائري يسعى في الظرف الرهن إلى تجاوز كل الكوارث التي خلفها الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة".
وأضاف في تصريح لـ "أصوات مغاربية"بأنه "لا يمكن لأي جهة أن تنكر بأن جناحا قويا داخل المؤسسة العسكرية لعب دورا مهما في تغيير واجهة النظام السياسي مدعوما بأطراف قوية داخل الحراك الشعبي".
وأكد رئيس حزب جيل جديد على أن "التغييرات الجديدة التي أجراها الرئيس عبد المجيد داخل المؤسسة العسكرية توحي باستمرار عملية التجديد التي يسعى إليها النظام بالجزائر".
واستبعد المصدر ذاته وجود خلافات بين الرئاسة والجيش، مؤكدا أن "وصول الرئيس عبد المجيد تبون إلى قصر المرادية لم يكن لولا توصل الطرفين إلى توافق كبير حول العديد من الأمور الاستراتيجة".
ولفت سفيان إلى "محاولة الرئيس تبون تمكين الضباط المنتمين إلى الجيل الجديد من مناصب حساسة وكبيرة في مؤسسة الجيش على غرار ما وقع مع اللواء محمد قايدي".
ما بعد "ضباط فرنسا"
أما الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي، إدريس عطية، فقال إن "الجيش الجزائري يعيش في الظرف الراهن أحد أهم مراحله التاريخية منذ سقوط أو عزل جميع الجنرالات المحسوبين على فرنسا".
وأضاف في تصريح لـ "أصوات مغاربية" بأن "هؤلاء تسببوا في أضرار بالغة لمؤسسة الجيش بسبب تورط بعضهم في عمليات فساد ونهب كبير للأموال العمومية".
وشدد إدريس على أن "الرئيس عبد المجيد تبون داخل المؤسسة العسكرية يؤسس لمرحلة جديدة ستسهم في بناء وطني وتنمية شاملة في السنوات القادمة".
من جهة أخرى، أشار المصدر ذاته إلى أن "التغييرات الجديدة تعطي رسالة كذلك للجيل الجديد بخصوص الثقة التي يضعها فيهم الرئيس، من خلال تمكينهم من مناصب حساسة كانت حكرا على دائرة ضيقة من الضباط والمسؤولين السابقين في الجيش".
- المصدر: أصوات مغاربية