Logos

أصوات مغاربية الآن علي موقع الحرة

اضغط. هنا لزيارة موقع الحرة

الجزائر

"إذاعة كورونا الدولية" متنفس لمستمعين قيد الحجر لمتابعة شؤون الجزائر

14 أبريل 2020

"إذاعة كورونا الدولية"، آخر مولود إعلامي على الإنترنت موجه للجزائريين، بخط ملتزم وتعليقات غير نمطية، تقدم للمستمعين لحظة حرية لمحاربة كآبة الحجر والحفاظ على شعلة الحركة الاحتجاجية. 

ويقدم مذيع معروف ومساعدون غير تقليديين مع ضيوف، الأخبار المتعلقة بالجزائر مرتين في الأسبوع مباشرة على موقع فيسبوك. 

وكما الإذاعات غير القانونية يتضمن كل برنامج خلال ساعة من البث مزيجا من الفكاهة والجد بالتفاعل مع المستمعين، مصحوبًا بباقة من الأغاني. 

وقال مؤسسها عبد الله بن عدودة إن طريقة عمل الإذاعة "ديموقراطية للغاية".

وأوضح المذيع بأنه يحب خاصة الحوار مع المستمعين، الذين يصدرون "أحكامهم فورا" عبر التعليقات المنشورة مباشرة على فيسبوك.

وكل يومي ثلاثاء وجمعة بين الساعة العاشرة والنصف مساءً أو الحادية عشرة مساءً، يبدأ عبد الله بن عدودة العاطل مؤقتا عن العمل، البرنامج على موجات الأثير من منزله، حيث يخضع للحجر الصحي في بروفيدنس (شرق الولايات المتحدة).

وعلى طاولة غرفة الطعام جهّز وسائل عمله، هاتف محمول وجهاز كمبيوتر يعمل كغرفة إرسال صغيرة، لقضاء أمسية مع فريقه وكأنه مع عائلة. 

وقال الصحافي البالغ من العمر 49 عامًا، وهو أصلا طبيب بيطري عمل لاحقًا في النشر، إن "هذا البرنامج موجه بحالنا العميق: الحرية ".

وبمساعدة فريق منتشر بين الجزائر العاصمة ووهران (شمال غرب) وبومرداس (شمال) والدوحة وباريس، يتحدث المذيع بلهجة فكاهية لكل من المستمعين "الصامدين في الجمهورية الديمقراطية الشعبية (الجزائر)" وللسلطات. كل ذلك بلهجة جزائرية خليط بين العربية والفرنسية. 

وكما هو ظاهر من اسمها ، فإن "إذاعة كورونا" لا تتغاضى عن الأزمة الصحية في الجزائر (313 وفاةً وقرابة ألفي حالة مؤكدة) ، حتى لو كان الوباء قبل كل شيء ذريعة لمناقشة الوضع في البلد.

منفي 

ولكن خلف التلاعب بالكلمات المضحكة والأجواء المرحة، فإن الأجواء لا يغيب عنها الشجب السياسي.

وبعد برنامج مخصص لكريم طابو، أحد الرموز البارزة للحراك الشعبي المناهض للنظام، المسجون حاليًا، كان البث الأخير يوم الجمعة مناسبة للتعبير عن الغضب ضد الرقابة الحكومية على إذاعة ّ"راديو أمّ" والموقع الإخباري  "مغرب إمرجنت".

ودعا بن عدودة في برنامجه إلى "التآزر في الشدائد"، وقال "يجب أن نبقى متحدين. يجب على الدولة أن تفهم ذلك". 

ويتم الانتقال بين كل فقرة وأخرى بأنغام موسيقية إيقاعية، مثل فرقة  الهيب هوب الجزائرية "أم بي أس" وتعني حروفها "الميكروفون يكسر الصمت" ثم أغنية يردّدها الحراكيون لأمين شيبان "أيها النظام إرحل" ثم مقطع من الراب الملتزم لفريد دياز بعنوان "مدني في بلاد العسكر".

وكان عبد الله بن عدودة صحافيا في الإذاعة الحكومية ثم انتقل إلى تقديم برنامج إخباري تهكمي على قناة "دزاير تي في" المملوكة لرجل الأعمال المقرب من الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، المسجون حاليا في قضية فساد. وفي 2014 اضطر لمغادرة الجزائر بعد توقيف برنامجه.

وتأسف قائلاً "فاتتني الثورة" في إشارة إلى الحراك، الانتفاضة الشعبية التي هزت السلطة الجزائرية لأكثر من عام قبل أن يتم تعليق المظاهرات الشهر الماضي بسبب انتشار وباء كورونا المستجد.

وقال صاحب إذاعة كورونا "منذ 22 فبراير2019، بات حضوري في بروفيدنس جسديا فقط".

وأوضح أن هذه الإذاعة هي أيضا "طريقة لإعادة بلورة الحراك في زمن الحجر"، ولإثبات أن الحركة الاحتجاجية ليست مجرد مسيرات فقط فهي "مشروع مجتمع".

وبفضل شبكة الإنترنت يمكنه الاستمتاع بحرية تعبير أكبر مقارنة مع زملائه المقيمين في الجزائر. 

ويوجد أحد ضيوف "راديو أم" الصحافي خالد درارني مؤسس موقع "قصبة تريبيون" في الحبس المؤقت منذ 29 مارس. وقد اعتُقل بعد تغطيته لمظاهرة في الجزائر العاصمة في بداية مارس. 

وبالنسبة لعبد الله بن عدودة لا مجال للتخلي عن الميكروفون، ووعد بأن المغامرة ستستمر بعد نهاية الحجر الصحي.
 

  • المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية

مواضيع ذات صلة

أثير جدل كبير لدى الجزائريين حول كتاب "الجزائر اليهودية" (AFP)
أثير جدل كبير لدى الجزائريين حول كتاب "الجزائر اليهودية" (AFP)

ألغى منظمون ندوة حول كتاب "الجزائر اليهودية" للكاتبة هدية بن ساحلي  كانت مقررة السبت بالعاصمة الجزائرية، بعد الجدل الواسع الذي أثارته منذ الإعلان عن تنظيمها في ظل استمرار الحرب في قطاع غزة.

وأكدت مكتبة "شجرة الأقوال" لوكالة "فرانس برس" إلغاء الندوة التي كانت مقررة السبت بدون ذكر الأسباب، كما أوضحت أن الكتاب "لم يعد موجودا لديها لكن لم يتم سحبه" من جانب السلطات.

وكانت مكتبة "الشيخ" والتي مقرها في تيزي وزو شرق العاصمة الجزائرية ألغت ندوة مماثلة كانت مقررة الخميس حول الكتاب نفسه "الجزائر اليهودية، الأنا الآخر الذي لا أعرفه".

واكتفت المكتبة بمنشور عبر صفحتها جاء فيه "يؤسفنا أن نعلمكم ان اللقاء الأدبي مع الكاتبة هدية بن ساحلي قد ألغي" بدون ذكر للأسباب.

وبمجرد الإعلان عن تنظيم الندوة عبر منصات التواصل الاجتماعي للمنظمين، أثير جدل كبير لدى الجزائريين حول "اختيار توقيت فتح النقاش حول يهود الجزائر" ومحاولة "التطبيع الثقافي".  

ونفت الكاتبة الجزائرية هدية بن ساحلي أي علاقة لصدور كتابها قبل أكثر من سنة في فرنسا ثم في الجزائر، بالحرب في غزة، وأكدت أن تزامن صدور الكتاب مع الأحداث "مجرد صدفة.. فلا أنا ولا غيري كان يتنبأ باندلاع الحرب" كما قالت في حوار مع صحيفة "لوسوار دالجيري" في فبراير.

وتحظى الكاتبة باحترام في الوسط الأدبي الجزائري بعد نجاح روايتيها "العاصفة" التي صدرت في الجزائر العام 2019 و"المُحتضر" في 2022.

ولم تصدر وزارة الثقافة والفنون أي بيان بخصوص الموضوع، إلا أن النائب الإسلامي عن حزب حركة البناء زهير فارس أكد عبر منشور أن "الوزارة قد تدخّلت وأوقفت الندوة" وأبلغته بذلك قبل أن يرسل طلبا للتدخل العاجل لوزيرة الثقافة صورية مولوجي.

ويتناول الكتاب في شكل غير مألوف "الهوية اليهودية للجزائر" خلال نحو ألفي سنة من الوجود قبل أن يغادر اليهود الجزائر مع الفرنسيين في نهاية الاستعمار العام 1962، في حين أن الكتب السابقة كانت تتحدث عن "يهود الجزائر".

المصدر: فرانس برس