Logos

أصوات مغاربية الآن علي موقع الحرة

اضغط. هنا لزيارة موقع الحرة

الجزائر

"ابن باديس".. انتقادات وثناء لفيلم يعرض حياة أكبر مصلح جزائري

18 أبريل 2020

عرض التلفزيون الرسمي الجزائري خلال الأيام القليلة الماضية فيلم "ابن باديس"، وتزامن العرض مع "يوم العلم"، الذي يمثل يوم رحيل الشيخ عبد الحميد بن باديس أكبر مصلح في الجزائر ومؤسس جمعية العلماء المسلمين إبان فترة الاستعمار الفرنسي.

الفيلم الذي تناول حياة الشيخ ابن باديس ونضاله ضد المستعمر لم يمرّ دون أن ينال قسطا كبيرا من الانتقاد بسبب ثقل الشخصية التي تناولها، والتي تمثل جزءا مهما من تاريخ الجزائريين، بالمقابل أثنى البعض على الفيلم.

وأخرج الفيلم المخرج السوري المعروف باسل الخطيب، فيما أدّى دور البطولة الممثل يوسف سحيري، الذي يشغل حاليا منصب كاتب دولة منتدب للصناعة السينمائية.

فعلى صفحته في فيسبوك، كتب المدون تازي منتقدا  الفيلم "أكبر عيب في هذا الفيلم هو ربما ممثله الرئيسي، يوسف سحيري، الذي تبنى طريقة تمثيل رديئة جدا لا تتوافق مع الدور الذس كان يؤديه، بن باديس في هذا الفيلم يبدو شخصية ضعيفة، جامدة، عديمة المشاعر، لا تملك أي شغف بقضيتها، تفتقر للكاريزما الضرورية في أفلام Biopic تستعرض حياة شخصيات تاريخية".

وأضاف تازي "طبعا هناك عيوب بالعشرات وعيوب لا يمكن التغاضي عليها، فالفيلم لم يطرح أي حبكة وتبنى طرحا أفقيا خاليا من أي ارتدادات في تسلسل الأحداث التي قفز على الكثير منها كما قفز على محطات مهمة في حياة بن باديس، إلى درجة أنه يخيل لك أنه يتحدث إلى جمهور يعرف سلفا بن باديس دون أن يجد الحاجة في أن يتعمق في حياته سواء على المستوى الشخصي أو على مستوى القضايا اتي تبناها".

وختم "ما يجب معرفته هو أن ميزانية الفيلم هي تقريبا 40 مليار سنتيم، قد تبدو لك ميزانية كبيرة لكنها في الحقيقة ليست سوى 03 مليون دولار، وهذا رقم تافه جدا لما يتعلق الأمر بالسينما. على سبيل المثال، حلقة واحدة من مسلسل GoT تكلف ما بين 06 إلى 10 ملايين دولار. 03 مليون دولار في مجال السينما ليست ميزانية تسمح بإنتاج فيلم محترم، وإن كان ذلك ممكنا فإنه يحتاج إلى مخرج فائق العبقرية حتى يوظف هذا المبلغ الهزيل بشكل فعال".

في السياق نفسه دون سامي خليل "حياة بن باديس لن يحيط بجوانبها المتعددة فيلم واحد والذي يعكس في الأخير رؤية السيناريست والمخرج وفريق ضيق من الأشخاص وخيارات معينة أرادوا إبرازها لدوافع ذاتية أو سياسية". 

وقال المدون قاسم شنافي "فيلم بن باديس الذي بث على القناة العمومية في الذكرى 80 لوفاة العلامة الشيخ السلفي عبد الحميد بن باديس، وبعيدا عن الأداء والجوانب الفنية والتقنية ورغم بعض الإيجابيات، إلا أن الفيلم ظهر سطحيا وباردا ومليئا بالفراغات التاريخية".

واستطرد صاحب التدوينة "فالفيلم لم يمنح شخصية بن باديس حقها كقامة كبيرة في العلم والإصلاح ومحاربة الإستعمار وأذنابه، مما يعيد مجددا طرح تلك الإشكالية وذلك الجدل حول السينما والتاريخ والكتابة السينمائية للشخصيات والأحداث التاريخية".

في الاتجاه المقابل، كتب النائب البرلماني السابق حديبي محمد مثنيا على الفيلم "عرض فيلم بن باديس في قناة تلفزيونية عمومية بعد نصف قرن من الاستقلال.. نكتشف أن التلفزيون العمومي كان مختطفا".

في الاتجاه ذاته دون إسحاق محمد "لقد تفرجت على فيلم يجسد حياة العلامة عبد الحميد بن باديس رحمه الله، وشهادة حق أقولها فيلم في القمة وجد مؤثر ننصحكم به، ونتمنى تكون بادرة خير للتوجه إلى تاريخنا العظيم وصنع سينما قوية ونقية وملهمة للجيل الصاعد".

  • المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة

أثير جدل كبير لدى الجزائريين حول كتاب "الجزائر اليهودية" (AFP)
أثير جدل كبير لدى الجزائريين حول كتاب "الجزائر اليهودية" (AFP)

ألغى منظمون ندوة حول كتاب "الجزائر اليهودية" للكاتبة هدية بن ساحلي  كانت مقررة السبت بالعاصمة الجزائرية، بعد الجدل الواسع الذي أثارته منذ الإعلان عن تنظيمها في ظل استمرار الحرب في قطاع غزة.

وأكدت مكتبة "شجرة الأقوال" لوكالة "فرانس برس" إلغاء الندوة التي كانت مقررة السبت بدون ذكر الأسباب، كما أوضحت أن الكتاب "لم يعد موجودا لديها لكن لم يتم سحبه" من جانب السلطات.

وكانت مكتبة "الشيخ" والتي مقرها في تيزي وزو شرق العاصمة الجزائرية ألغت ندوة مماثلة كانت مقررة الخميس حول الكتاب نفسه "الجزائر اليهودية، الأنا الآخر الذي لا أعرفه".

واكتفت المكتبة بمنشور عبر صفحتها جاء فيه "يؤسفنا أن نعلمكم ان اللقاء الأدبي مع الكاتبة هدية بن ساحلي قد ألغي" بدون ذكر للأسباب.

وبمجرد الإعلان عن تنظيم الندوة عبر منصات التواصل الاجتماعي للمنظمين، أثير جدل كبير لدى الجزائريين حول "اختيار توقيت فتح النقاش حول يهود الجزائر" ومحاولة "التطبيع الثقافي".  

ونفت الكاتبة الجزائرية هدية بن ساحلي أي علاقة لصدور كتابها قبل أكثر من سنة في فرنسا ثم في الجزائر، بالحرب في غزة، وأكدت أن تزامن صدور الكتاب مع الأحداث "مجرد صدفة.. فلا أنا ولا غيري كان يتنبأ باندلاع الحرب" كما قالت في حوار مع صحيفة "لوسوار دالجيري" في فبراير.

وتحظى الكاتبة باحترام في الوسط الأدبي الجزائري بعد نجاح روايتيها "العاصفة" التي صدرت في الجزائر العام 2019 و"المُحتضر" في 2022.

ولم تصدر وزارة الثقافة والفنون أي بيان بخصوص الموضوع، إلا أن النائب الإسلامي عن حزب حركة البناء زهير فارس أكد عبر منشور أن "الوزارة قد تدخّلت وأوقفت الندوة" وأبلغته بذلك قبل أن يرسل طلبا للتدخل العاجل لوزيرة الثقافة صورية مولوجي.

ويتناول الكتاب في شكل غير مألوف "الهوية اليهودية للجزائر" خلال نحو ألفي سنة من الوجود قبل أن يغادر اليهود الجزائر مع الفرنسيين في نهاية الاستعمار العام 1962، في حين أن الكتب السابقة كانت تتحدث عن "يهود الجزائر".

المصدر: فرانس برس