"ابن باديس".. انتقادات وثناء لفيلم يعرض حياة أكبر مصلح جزائري
عرض التلفزيون الرسمي الجزائري خلال الأيام القليلة الماضية فيلم "ابن باديس"، وتزامن العرض مع "يوم العلم"، الذي يمثل يوم رحيل الشيخ عبد الحميد بن باديس أكبر مصلح في الجزائر ومؤسس جمعية العلماء المسلمين إبان فترة الاستعمار الفرنسي.
الفيلم الذي تناول حياة الشيخ ابن باديس ونضاله ضد المستعمر لم يمرّ دون أن ينال قسطا كبيرا من الانتقاد بسبب ثقل الشخصية التي تناولها، والتي تمثل جزءا مهما من تاريخ الجزائريين، بالمقابل أثنى البعض على الفيلم.
وأخرج الفيلم المخرج السوري المعروف باسل الخطيب، فيما أدّى دور البطولة الممثل يوسف سحيري، الذي يشغل حاليا منصب كاتب دولة منتدب للصناعة السينمائية.
فعلى صفحته في فيسبوك، كتب المدون تازي منتقدا الفيلم "أكبر عيب في هذا الفيلم هو ربما ممثله الرئيسي، يوسف سحيري، الذي تبنى طريقة تمثيل رديئة جدا لا تتوافق مع الدور الذس كان يؤديه، بن باديس في هذا الفيلم يبدو شخصية ضعيفة، جامدة، عديمة المشاعر، لا تملك أي شغف بقضيتها، تفتقر للكاريزما الضرورية في أفلام Biopic تستعرض حياة شخصيات تاريخية".
وأضاف تازي "طبعا هناك عيوب بالعشرات وعيوب لا يمكن التغاضي عليها، فالفيلم لم يطرح أي حبكة وتبنى طرحا أفقيا خاليا من أي ارتدادات في تسلسل الأحداث التي قفز على الكثير منها كما قفز على محطات مهمة في حياة بن باديس، إلى درجة أنه يخيل لك أنه يتحدث إلى جمهور يعرف سلفا بن باديس دون أن يجد الحاجة في أن يتعمق في حياته سواء على المستوى الشخصي أو على مستوى القضايا اتي تبناها".
وختم "ما يجب معرفته هو أن ميزانية الفيلم هي تقريبا 40 مليار سنتيم، قد تبدو لك ميزانية كبيرة لكنها في الحقيقة ليست سوى 03 مليون دولار، وهذا رقم تافه جدا لما يتعلق الأمر بالسينما. على سبيل المثال، حلقة واحدة من مسلسل GoT تكلف ما بين 06 إلى 10 ملايين دولار. 03 مليون دولار في مجال السينما ليست ميزانية تسمح بإنتاج فيلم محترم، وإن كان ذلك ممكنا فإنه يحتاج إلى مخرج فائق العبقرية حتى يوظف هذا المبلغ الهزيل بشكل فعال".
في السياق نفسه دون سامي خليل "حياة بن باديس لن يحيط بجوانبها المتعددة فيلم واحد والذي يعكس في الأخير رؤية السيناريست والمخرج وفريق ضيق من الأشخاص وخيارات معينة أرادوا إبرازها لدوافع ذاتية أو سياسية".
وقال المدون قاسم شنافي "فيلم بن باديس الذي بث على القناة العمومية في الذكرى 80 لوفاة العلامة الشيخ السلفي عبد الحميد بن باديس، وبعيدا عن الأداء والجوانب الفنية والتقنية ورغم بعض الإيجابيات، إلا أن الفيلم ظهر سطحيا وباردا ومليئا بالفراغات التاريخية".
واستطرد صاحب التدوينة "فالفيلم لم يمنح شخصية بن باديس حقها كقامة كبيرة في العلم والإصلاح ومحاربة الإستعمار وأذنابه، مما يعيد مجددا طرح تلك الإشكالية وذلك الجدل حول السينما والتاريخ والكتابة السينمائية للشخصيات والأحداث التاريخية".
في الاتجاه المقابل، كتب النائب البرلماني السابق حديبي محمد مثنيا على الفيلم "عرض فيلم بن باديس في قناة تلفزيونية عمومية بعد نصف قرن من الاستقلال.. نكتشف أن التلفزيون العمومي كان مختطفا".
في الاتجاه ذاته دون إسحاق محمد "لقد تفرجت على فيلم يجسد حياة العلامة عبد الحميد بن باديس رحمه الله، وشهادة حق أقولها فيلم في القمة وجد مؤثر ننصحكم به، ونتمنى تكون بادرة خير للتوجه إلى تاريخنا العظيم وصنع سينما قوية ونقية وملهمة للجيل الصاعد".
- المصدر: أصوات مغاربية