يخوض الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون "حربا" ضد ألقاب وعبارات ارتبطت ارتباطا وثيقا بفترة حكم سلفه عبد العزيز بوتفليقة، الذي رحل من السلطة بعد انتفاضة شعبية.
فخلال هذا الأسبوع، أبرق تبون تعليمة إلى الوزراء والهيئات الرسمية، طلب منهم فيها الكفّ عن استخدام عباراتي "بتعليمات من رئيس الجمهورية" و"بتوجيهات من رئيس الجمهورية".
وقال الوزير المستشار لدى الرئاسة، محمد أوسعيد بلعيد، في ندوة صحافية بالجزائر العاصمة، إن الرئيس "أصدر تعليمة إلى جميع مسؤولي الدوائر الوزارية ومؤسسات الدولة، بالكف عن استخدام عبارة بتوجيهات وبتعليمات من رئيس الجمهورية".
وأضاف بلعيد، في إشارة إلى تبون "إن الذي أمر بسحب لقب الفخامة يوم تنصيبه لم يطلب التقديس والتمجيد، إنما طلب من الجميع أن يكونوا سندا قويا له حينما قال في مراسم تأدية القسم ساعدوني وشجعوني إذا أصبت وقوموني وصوبوني إذا جانبت الصواب، لا مكان في الجزائر الجديدة لعبادة الشخصية، ذلك أمر ولى إلى غير رجعة".
وقبل هذه التعليمة، طلب تبون من الجزائريين والرسميين عدم مخاطبته بلقب "فخامة الرئيس"، ودعا إلى الاكتفاء بعبارة السيد الرئيس أو كلمة الرئيس فقط.
ومنذ إعلانه رئيسا للبلاد في ديسمبر الماضي، قال تبون في خطاب تنصيبه إنه سيُحدث قطيعة مع العهد السابق، ووعد بمحاربة الفساد والفصل بين السياسة والمال وأخلقة الحياة السياسية.
وخلت نشرات الأخبار وتصريحات المسؤولين من إسباغ لقب الفخامة على الرئيس، بينما كان تقليدا راسخا في عهد بوتفليقة أن تلتصق هذه الصفة باسمه، حيث لم يكن المسؤولون والوزراء ونشرات الأخبار تغفل عن استعمال هذه "اللازمة".
وبالإضافة إلى "الفخامة"، فإن عبارتي "بتوجيهات من الرئيس" و"بتعليمات من الرئيس" تُعدّان من أبرز "الأيقونات اللفظية" في فترة الحكم السابقة، فلا يكاد يخلوا تصريح رسمي لمسؤول أو نشرة أخبار من العبارتين، اللتين لطالما عبّر الجزائريون في شبكات التواصل الاجتماعي وفي حياتهم اليومية عن كرههم لها، بالإضافة إلى عبارة أخرى هي "طبقا لبرنامج رئيس الجمهورية"، والتي يبدو أنها اختفت خلال فترة تبون.
وأثنى جزائريون في شبكات التواصل الاجتماعي على تخلي الرئيس عن عبارات تذكّرهم "بفترة لا يعتبرونها إيجابية في حياتهم وفي تاريخ بلادهم".
- المصدر: أصوات مغاربية