Logos

أصوات مغاربية الآن علي موقع الحرة

اضغط. هنا لزيارة موقع الحرة

مدونون ينتقدون الملاحقة القضائية بحق سيد أحمد ولد التباخ
مدونون ينتقدون الملاحقة القضائية بحق سيد أحمد ولد التباخ

أعرب مدافعون عن حقوق الإنسان عن قلقهم إزاء ما اعتبروه تراجعا لحرية الصحافة والتعبير في الجزائر بعد احتجاز صحافيين وفرض الرقابة على مواقع إخبارية وسط تعليق الحراك الاحتجاجي على خلفية تفشي وباء "كوفيد-19".

وعبّر المحامي مصطفى بوشاشي عن "الأسف"، إذ "ليس من الطبيعي أن يكون الصحافيون في السجن"، وأضاف "لقد حدثت ثورة (الحراك) من أجل دولة القانون والحريات، بما في ذلك حرية التعبير، لكن النظام السياسي يلاحق صحافيين لديهم خطا تحريريا لا يعجبه".

وبمناسبة  اليوم العالمي لحرية الصحافة، حثت عدة منظمات غير حكومية وأحزاب، السلطات الجزائرية على إنهاء الملاحقات القضائية والإفراج عن الصحافيين المسجونين، بمن فيهم خالد درارني الذي أصبح رمز النضال من أجل حرية الصحافة.

وقالت مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية، هبة مرايف، "في ذروة تفشي وباء فيروس كوفيد–19، ينبغي أن يكون اليوم العالمي لحرية الصحافة بمثابة تذكير صارخ للسلطات بضرورة احترام الصحافة وحرية التعبير وحرية التجمع السلمي في جميع الأوقات".

وأضافت "في الوقت الذي تتجه جميع الأنظار، على المستويين الوطني والدولي، بالتدقيق في إدارة جائحة كوفيد-19، تكرس السلطات الجزائرية الوقت لتسريع الملاحقات القضائية والمحاكمات ضد النشطاء والصحافيين وأنصار الحراك".

كما شجب المدافعون عن حرية التعبير "المضايقة التي تستهدف وسائل الإعلام المستقلة" والتي تتهم السلطات بعضها بتمويلها من "منظمات أجنبية". 

وفرضت السلطات الجزائرية الرقابة على ثلاثة مواقع إخبارية ناشطة في تغطية الحراك، هي "مغرب ايميرجون" الإخباري وإذاعة "راديو ام" المرتبط به وتبث عبر الانترنت وكذلك موقع "انترلين" الإخباري.

"ضد تيار الحرية" 

وقال الصحافي أكرم بلقايد في مقال الخميس "تم حبس صحافيين وناشطين من أجل الديموقراطية لأسباب مختلفة ومتنوعة بينما في الواقع يلقون العقاب لمجرد تعبيرهم عن آراء سلمية". 

واعتبر الصحافي في يومية "لوكوتوديان دورون" الناطقة بالفرنسية أن "هذه المبادرات المانعة للحرية تندرج تحت نفس الهدف وهو إسكات الجزائريين وإفهامهم أن الأسابيع الستة والخمسين من الحراك لم تكن سوى قوسين" تم إغلاقهما. 

واستمر الحراك منذ بدايته في 22 شباط/فبراير 2019، بتعدده وسلميته في مناهضة السلطة الجزائرية حتى تعليق مظاهراتها الأسبوعية بسبب الجائحة (459 وفاة و4295 إصابة تم الإعلان عنها رسميا السبت). 

واتهم حزب جبهة القوى الاشتراكية في بيان السبت السلطات الجزائرية "الاستبدادية في جوهرها" بـ"التموقع ضد تيار الحرية بشكل عام وحرية الصحافة خاصة، بينما نحن في حاجة ماسة الى اعلام يجعلنا نفهم ونواجه القلق المصاحب لجائحة كورونا".

كما أثنى أقدم حزب جزائري معارض على "شجاعة الصحافيين الذين يواصلون (...) تحدي الحظر وممارسة مهنتهم بصدق". 

ونفت السلطات أي عرقلة لعمل الصحافيين، مؤكدة على العكس من ذلك أن الدولة الجزائرية "تدعم بقوة" حرية الصحافة، كما صرح وزير الاتصال عمار بلحيمر وهو صحافي سابق.

وفي لقاء مع وسائل إعلام محلية، مساء الجمعة، اعتبر الرئيس عبد المجيد تبون أن "هناك 8000 صحافي، ومن أجل ثلاثة أو أربعة منهم ليسوا جزءا من الصحافة الوطنية ولكن من الصحافة الأجنبية يتلقون تمويلا من الخارج، قامت ضجة كبيرة حول الاعتداءات على حرية الصحافة".

وقال "استغرب من هؤلاء الذين يعتمدون على التمويل الأجنبي من أجل تكسير المؤسسات الوطنية، ليدرجوا ما يحدث لهم نتيجة ذلك تحت باب المساس بحرية التعبير. حتى الدول الديموقراطية لا تقبل بأشياء من هذا القبيل فلماذا أقبله أنا؟".

 

المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية

مواضيع ذات صلة

أثير جدل كبير لدى الجزائريين حول كتاب "الجزائر اليهودية" (AFP)
أثير جدل كبير لدى الجزائريين حول كتاب "الجزائر اليهودية" (AFP)

ألغى منظمون ندوة حول كتاب "الجزائر اليهودية" للكاتبة هدية بن ساحلي  كانت مقررة السبت بالعاصمة الجزائرية، بعد الجدل الواسع الذي أثارته منذ الإعلان عن تنظيمها في ظل استمرار الحرب في قطاع غزة.

وأكدت مكتبة "شجرة الأقوال" لوكالة "فرانس برس" إلغاء الندوة التي كانت مقررة السبت بدون ذكر الأسباب، كما أوضحت أن الكتاب "لم يعد موجودا لديها لكن لم يتم سحبه" من جانب السلطات.

وكانت مكتبة "الشيخ" والتي مقرها في تيزي وزو شرق العاصمة الجزائرية ألغت ندوة مماثلة كانت مقررة الخميس حول الكتاب نفسه "الجزائر اليهودية، الأنا الآخر الذي لا أعرفه".

واكتفت المكتبة بمنشور عبر صفحتها جاء فيه "يؤسفنا أن نعلمكم ان اللقاء الأدبي مع الكاتبة هدية بن ساحلي قد ألغي" بدون ذكر للأسباب.

وبمجرد الإعلان عن تنظيم الندوة عبر منصات التواصل الاجتماعي للمنظمين، أثير جدل كبير لدى الجزائريين حول "اختيار توقيت فتح النقاش حول يهود الجزائر" ومحاولة "التطبيع الثقافي".  

ونفت الكاتبة الجزائرية هدية بن ساحلي أي علاقة لصدور كتابها قبل أكثر من سنة في فرنسا ثم في الجزائر، بالحرب في غزة، وأكدت أن تزامن صدور الكتاب مع الأحداث "مجرد صدفة.. فلا أنا ولا غيري كان يتنبأ باندلاع الحرب" كما قالت في حوار مع صحيفة "لوسوار دالجيري" في فبراير.

وتحظى الكاتبة باحترام في الوسط الأدبي الجزائري بعد نجاح روايتيها "العاصفة" التي صدرت في الجزائر العام 2019 و"المُحتضر" في 2022.

ولم تصدر وزارة الثقافة والفنون أي بيان بخصوص الموضوع، إلا أن النائب الإسلامي عن حزب حركة البناء زهير فارس أكد عبر منشور أن "الوزارة قد تدخّلت وأوقفت الندوة" وأبلغته بذلك قبل أن يرسل طلبا للتدخل العاجل لوزيرة الثقافة صورية مولوجي.

ويتناول الكتاب في شكل غير مألوف "الهوية اليهودية للجزائر" خلال نحو ألفي سنة من الوجود قبل أن يغادر اليهود الجزائر مع الفرنسيين في نهاية الاستعمار العام 1962، في حين أن الكتب السابقة كانت تتحدث عن "يهود الجزائر".

المصدر: فرانس برس