الجزائر.. استياء حقوقي بسبب عودة الاعتقالات
يسجل حقوقيون وسياسيون بالجزائر عودة مسلسل المتابعات القضائية في حق العديد من النشطاء عبر مختلف الولايات.
كما قالت اللجنة الوطنية للدفاع عن المعتقلين إن "القضاء الجزائري يواصل محاكمته لمجموعة من النشطاء".
وأشار المصدر ذاته إلى صدور أحكام جديدة بالسجن في حق العديد من الأشخاص الذين تم توقيفهم بسبب الحراك الشعبي.
وتحصي الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان وجود أكثر من ألفي ناشط ممن طالتهم إجراءات العدالة، بعضهم موجود في الحبس والبقية في وضعية متابعة قضائية خارج السجن.
وكانت بعض المنظمات الحقوقية الدولية قد أدانت، مؤخرا، حملة الاعتقالات التي طالت نشطاء وصحافيين، كما هو الأمر بالنسبة للإعلامي خالد درارني الذي يقضي شهره الثاني في الحبس المؤقت.
"حسابات السلطة"
ويرى الناشط السياسي الحقوقي عبد الحميد تريبش بأن "السلطة بالجزائر تسعى إلى استغلال الوضع الراهن الخاص بوباء كورونا من أجل تصفية الحراك من جميع نشطائه الفاعلين والمؤثرين".
وأكد في تصريح لـ"أصوات مغاربية" أن "حملة الاعتقالات التي شهدتها ولايات مختلفة من الوطن في المدة الأخيرة تشبه إلى حد كبير ما فعلته السلطة في الشهر الثالث من الحراك لما أمرت باعتقال أكبر عدد من النشطاء".
ويرى تريبش بأن "ما تقوم به السلطة الآن قد يأتي بنتائج مختلفة لتوقعاتها كون الوعي وسط الحراكيين يزداد يوما بعد يوم".
وأضاف "كان حريا بالحكومة أن تمد يدها للطبقة السياسية وتفتح نقاشا جادا تثمينا للموقف الذي اتخذه الحراكيون لما قرروا توقيف المسيرات خدمة للصالح العام، إلا أن العكس هو الذي حدث".
ولفت المصدر ذاته إلى أن "محاولات السلطة لخنق الحراك هي فكرة فاشلة من أساسها، كون أغلب الجزائريين واثقون في هذا المشروع الذي قد يسمح ببناء جزائر جديدة".
"تطرف الحراك"
أما الناشط السياسي والأستاذ الجامعي حمزة العقبي فيفسر عودة حملة الاعتقالات بـ"وجود عناصر متطرفة داخل الحراك لا تهتم بخطورة الوضع الذي تمر به البلاد".
وأكد في تصريح لـ "أصوات مغاربية" على أن "هذه العناصر ورغم قلة عددها إلا أنها تحاول الزج بأكبر عدد من النشطاء الفاعلين في صفها من أجل تحقيق مآرب ومصالح أيديولوجية على حساب الجميع".
وأضاف "كل استفزاز يولد ردة فعل وهذا ما ينطبق على الإجراءات التي اتخذتها السلطة باعتقال عدد من النشطاء، الذين يسعون إلى تهييج الرأي العام عبر مواقع التواصل الاجتماعي".
وختم العقبي "الحراك الشعبي يمر بفترة استثنائية منذ انطلاقه، وعلى ممثليه أن ينتهزوا الفرصة من أجل بناء جسور جديدة تسمح للبلاد بتجاوز المرحلة الراهنة".
- المصدر: أصوات مغاربية