Logos

أصوات مغاربية الآن علي موقع الحرة

اضغط. هنا لزيارة موقع الحرة

(FILES) This undated handout file photo taken on July 26, 2010 apparently shows Al-Qaeda in the Islamic Maghreb (AQIM) chief…
عبد المالك دروكدال

كان على رأس قائمة المطلوبين في الجزائر ثم أسس فرع "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" ساعياً لأن يصبح رمزاً للحركة الإسلامية المتطرفة على مستوى العالم.

وبمقتل الجزائري عبد المالك دروكدال، الذي عُرف باسم أبو مصعب عبد الودود، تُطوى صفحة فرع بأكمله من فروع التنظيمات الإسلامية المتطرفة الأفريقية، إذ قال خبير في شؤون مكافحة الارهاب طالباً عدم الكشف عن هويته إنه "اشتُهر بقدرته على البقاء وكان على صلة بالقيادة المركزية لتنظيم القاعدة، لكنه واجه من خالفوه الرأي، مثل جميع قادة هذه الأوساط".

وأكد مصدر مطلع على الملف لوكالة الأنباء الفرنسية أنه "كان يُعد أمير الأمراء. لكن عزلته في الجزائر عرضته لانتقادات متزايدة" لأنها أضرت بعلاقاته الميدانية مع الفاعلين على الأرض. وأضاف المصدر أن المقاتلين اتهموه بعدم الانخراط في العمل إلى جانبهم.

ولد عبد الملك دروكدال عام 1971 في حي زيان الفقير في بلدة مفتاح في الضواحي الكبرى للجزائر العاصمة. أنهى دراسته في العلوم في البليدة وانضم عام 1993 إلى الجماعات الإسلامية المسلحة، حيث كان خبيراً بالمتفجرات.

تدرب سياسياً وعسكرياً على يد الأردني أبو مصعب الزرقاوي الذي نفذ العديد من التفجيرات الانتحارية في العراق قبل أن يقتله الجيش الأميركي عام 2006. حتى أن دروكدال ذا الوجه المستدير واللحية الكثة والحاجبين العريضين اتخذ اسمه الحركي تيمناً به.

لكنه كان يفضل التمركز في بلده الأصلي كما يشير موقع "مشروع مكافحة التطرف" (كاونتر اكستريميسم بروجكت)، الذي وصفه بأنه كان من قادة القاعدة القلائل الذين لم يتدربوا في معسكرات اليمن أو أفغانستان وكان ممن "جمعوا بين طروحات الإسلام السياسي والقومية العربية".

"شبكة لا مثيل لها"

يقول "مشروع مكافحة التطرف" إن دروكدال كان يوصف بأنه "صلب وصاحب شخصية قوية.. وكانت شخصيته كاريزماتية كما كان خطيباً مفوهاً". وكان يعد طموحاً ومستعداً للتخلص من "عناصر القاعدة في المغرب الإسلامي غير الملتزمين بتعليماته أو الذين اختلفوا مع مواقفه الأيديولوجية". 

في نهاية التسعينات، شارك في تأسيس "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" الجزائرية بزعامة أمير الجماعة حسن حطاب. لكن دروكدال ومساعده نبيل الصحراوي اعتبرا حطاب غير فاعل بما يكفي. وكتب جان بيير فيليو في كتابه "الحيوات التسع للقاعدة" أنه "بعد وقت قصير من الغزو الأميركي للعراق، قاما بإقصاء حطاب باسم تبني التزام أممي أكثر وضوحا". وعندما قُتل الصحراوي، صار دروكدال أمير "الجماعة السلفية للدعوة والقتال". 

دربت هذه الجماعة مقاتلين لإرسالهم إلى العراق. ولفت اهتمام قيادة القاعدة هذا الرجل الذي يتحرك من جنوب الجزائر ليجند مقاتلين في الدول المجاورة، من موريتانيا ومالي إلى النيجر وتونس وليبيا. عن ذلك كتب جان بيير فيليو: "إن مثل هذه الشبكة لا مثيل لها من منظور الجهاد العالمي".

ومع تضاعف عدد الهجمات من عام 2006 إلى عام 2007، صار مدرجًا على أنه إرهابي مرتبط بالقاعدة على قائمتي الولايات المتحدة والأمم المتحدة.

وكتبت الأمم المتحدة في سجله "لقد صنع دروكدال عبوات ناسفة قتلت مئات المدنيين في هجمات نُفذت في أماكن عامة"، قبل سرد قائمة رهيبة من الهجمات وعمليات الخطف والقتل. 

سلطة متداعية

وجاء في السجل كذلك أن دروكدال شجع تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" على "خطف مواطنين جزائريين وأجانب كوسيلة لتمويل أنشطته الإرهابية". وحُكم عليه غيابيًا بالسجن المؤبد في تيزي وزو بالجزائر، عام 2007.

في نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، سيطر التنظيم على شمال شرق الجزائر وقام بتحصيل "الفدية من سكان المنطقة وناوش قوات الأمن". 

وأوضح جان بيير فيليو أن "تنظيم دروكدال ما زال قائماً على قطبي الجماعة السلفية للدعوة والقتال، جماعات متمردة شرسة في منطقة القبايل تحت سلطة الأمير، من جهة، وشبكة مستقلة إلى حد كبير ومتنقلة في الصحراء الكبرى من ناحية أخرى".  لكن "الأمير" فشل في توحيد الجماعات النشطة في المغرب أو تونس أو ليبيا.

وفي عام 2011، قُتل أسامة بن لادن في باكستان. ورفض دروكدال مبايعة أيمن الظواهري واستعاد استقلاليته.

اضمحلت سلطته المحلية شيئاً فشيئاً وانهارت سطوته. وقل ظهوره إلى أن صمت تمامًا، بين عامي 2012 و2015. وفي عام 2016، ذكرت صحف جزائرية أنه هرب إلى تونس.

منذ ذلك الحين، عاش مختبئاً. وتعليقا على قتله، قال الخبير بشؤون الإرهاب "إنها نتيجة جيدة ... لكنها لا تحل مشكلة الساحل".

 

  • المصدر: أ ف ب

مواضيع ذات صلة

أثير جدل كبير لدى الجزائريين حول كتاب "الجزائر اليهودية" (AFP)
أثير جدل كبير لدى الجزائريين حول كتاب "الجزائر اليهودية" (AFP)

ألغى منظمون ندوة حول كتاب "الجزائر اليهودية" للكاتبة هدية بن ساحلي  كانت مقررة السبت بالعاصمة الجزائرية، بعد الجدل الواسع الذي أثارته منذ الإعلان عن تنظيمها في ظل استمرار الحرب في قطاع غزة.

وأكدت مكتبة "شجرة الأقوال" لوكالة "فرانس برس" إلغاء الندوة التي كانت مقررة السبت بدون ذكر الأسباب، كما أوضحت أن الكتاب "لم يعد موجودا لديها لكن لم يتم سحبه" من جانب السلطات.

وكانت مكتبة "الشيخ" والتي مقرها في تيزي وزو شرق العاصمة الجزائرية ألغت ندوة مماثلة كانت مقررة الخميس حول الكتاب نفسه "الجزائر اليهودية، الأنا الآخر الذي لا أعرفه".

واكتفت المكتبة بمنشور عبر صفحتها جاء فيه "يؤسفنا أن نعلمكم ان اللقاء الأدبي مع الكاتبة هدية بن ساحلي قد ألغي" بدون ذكر للأسباب.

وبمجرد الإعلان عن تنظيم الندوة عبر منصات التواصل الاجتماعي للمنظمين، أثير جدل كبير لدى الجزائريين حول "اختيار توقيت فتح النقاش حول يهود الجزائر" ومحاولة "التطبيع الثقافي".  

ونفت الكاتبة الجزائرية هدية بن ساحلي أي علاقة لصدور كتابها قبل أكثر من سنة في فرنسا ثم في الجزائر، بالحرب في غزة، وأكدت أن تزامن صدور الكتاب مع الأحداث "مجرد صدفة.. فلا أنا ولا غيري كان يتنبأ باندلاع الحرب" كما قالت في حوار مع صحيفة "لوسوار دالجيري" في فبراير.

وتحظى الكاتبة باحترام في الوسط الأدبي الجزائري بعد نجاح روايتيها "العاصفة" التي صدرت في الجزائر العام 2019 و"المُحتضر" في 2022.

ولم تصدر وزارة الثقافة والفنون أي بيان بخصوص الموضوع، إلا أن النائب الإسلامي عن حزب حركة البناء زهير فارس أكد عبر منشور أن "الوزارة قد تدخّلت وأوقفت الندوة" وأبلغته بذلك قبل أن يرسل طلبا للتدخل العاجل لوزيرة الثقافة صورية مولوجي.

ويتناول الكتاب في شكل غير مألوف "الهوية اليهودية للجزائر" خلال نحو ألفي سنة من الوجود قبل أن يغادر اليهود الجزائر مع الفرنسيين في نهاية الاستعمار العام 1962، في حين أن الكتب السابقة كانت تتحدث عن "يهود الجزائر".

المصدر: فرانس برس