قررت السلطات الجزائرية إنشاء مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري مهمتها إنتاج وتوزيع واستغلال فيلم عن الأمير عبد القادر (1808-1883) الذي يعتبر أبرز قادة الثورات الشعبية ضد الاستعمار الفرنسي.
وأطلقت هذه المؤسسة بعد أسابيع على تصريحات للرئيس عبد المجيد تبون وعد فيها بإخراج الفيلم، الذي فشلت محاولات سابقة لإخراجه.
وحمل العدد الأخير من الجريدة الرسمية (العدد 81) مرسوما رئاسيا حدد طبيعة ومهام وتمويل المؤسسة، التي ستتكفل بكل ما تعلق بفيلم الأمير عبد القادر.
ونص المرسوم، الذي تضمن 26 مادة، على أن توضع المؤسسة تحت وصاية الوزير الأول ويكون مقرها مدينة الجزائر، مع إمكانية نقل المقر إلى أي مكان آخر ولكن بمرسوم رئاسي.
وحُدّدت مهام المؤسسة بإنتاج وتوزيع واستغلال فيلم سينمائي عن الأمير عبد القادر وكل ما يتعلق بذلك من ضمان تحضير وإعداد سيناريو الفيلم واقتناء وكراء وتجهيز المنشآت والتجهيزات التقنية الضرورية في الجزائر وفي الخارج، وتوزيع الفيلم والأعمال المرتبطة به في الجزائر ودوليا والقيام بحملات إعلامية وإشهارية للفيلم.
وتقرر تعيين مجلس إدارة للمؤسسة، التي يترأسها مدير عام، ويتكون مجلس الإدارة من ممثلين عن قطاعات عديدة بينها رئاسة الجمهورية ووزارة الثقافة والدفاع والتجارة ووزارات أخرى كما تقرر تخصيص ميزانية مالية للمؤسسة وتجهيزات.
والأمير عبد القادر أحد أبرز قادة الثورات الشعبية ضد الاستعمار الفرنسي في الجزائر، قاد ثورة استمرت 17 عاما انتهت باستسلامه ونفيه إلى فرنسا ثم سوريا، حيث توفي هناك عام 1883 عن 75 عاما، ويعتبر الأمير مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة.
وكان الأمير مثار جدل في الجزائر قبل أشهر عقب تصريحات للنائب البرلماني السابق عبد الحق آيت حمودة، اتهم فيها الأمير بـ"الخيانة" بعد توقيعه معاهدة "التافنة" مع الفرنسيين، وتسببت هذه التصريحات في سجن آيت حمودة، فيما انطلقت حملة في الجزائر للدفاع عن الأمير.
ويعتبر الأمير رمزا للسلام والتسامح في العالم، خصوصا بعد حادثة حمايته المسيحيين في سوريا أثناء وجوده فيها، وهي الحادثة التي جعلت قادة وملوك العالم يرسلون إليه بالشكر والهدايا.
- المصدر: أصوات مغاربية