الجزائر تقر جرعة ثالثة من لقاح كورونا في ظل توقعات بموجة رابعة للوباء
أقرت وزارة الصحة الجزائرية جرعة ثالثة من لقاح كورونا، في ظل توقعات بأن تشهد البلاد موجة رابعة للوباء مع مطلع شهر ديسمبر القادم.
وقال الناطق باسم اللجنة الوطنية العلمية لرصد تفشي فيروس كورونا، جمال فورار، أول أمس الثلاثاء، إن الموجة الرابعة "أمر غير مستبعد"، مشيرا إلى ضرورة التقيد بالإجراءات الوقائية وإجراء التلقيح، موضحا وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية أن تلقي الجرعة الثالثة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا، يكون بعد ستة أشهر من تلقي الجرعة الثانية.
وفي سياق ذي صلة، أعلن وزير الصحة عبد الرحمان بن بوزيد أمس الأربعاء عن توفير 13 مليون جرعة لقاح ضد كوفيد-19 لفائدة المواطنين غير الملقحين، معتبرا أن التخوفات إزاء نجاعة التلقيح "مفرط فيها"، منبها في الوقت نفسه إلى أن "الخطر لا يزال قائما وأن احتمال الموجة الرابعة غير مستبعد" حسب ما نقلت وكالة الأنباء الجزائرية.
شروط الجرعة الثالثة
وفي تعليقه على الأسباب التي دفعت إلى الإعلان عن بدء تلقيح المواطنين بجرعة ثالثة، قال عضو اللجنة العلمية لرصد تفشي كورونا، البروفيسور، كمال جنوحات، إن المعطيات العلمية "لم تكن واضحة في البداية للتأكيد على ضرورة الذهاب نحو تلقي جرعة ثالثة"، قبل أن يردف موضحا أن "تقارير علمية أكدت أن الفئة العمرية من 65 سنة فما فوق بدأت مناعتها في التدني".
وتابع جنوحات تصريحه لـ"أصوات مغاربية" مبرزا أن المصابين بفيروس كورونا، خلال الأشهر الأخيرة ممن تلقوا اللقاح، "بدأت مناعتهم في التقلص شيئا فشيئا، وهو ما عزز قرار الذهاب نحو جرعة ثالثة مع ظهور مؤشرات قوية مفادها إمكانية أن نعايش موجة رابعة من فيروس كورونا تتزامن وفصل الشتاء وموسم الأنفلوانزا".
وحسب المتحدث ذاته فإن اللجنة العلمية "وضعت ثلاثة شروط لتلقي هذه الجرعة، أبرزها مرور 6 أشهر على تلقي الجرعة الثانية"، مشيرا في السياق ذاته إلى أن "النقاش العلمي داخل اللجنة خلص إلى السماح بتلقي الجرعة الثالثة من نفس اللقاح أو تغييره دون تسجيل تأثير يذكر".
وعن الفئات المعنية أوضح جنوحا أن "الجرعة الثالثة تخص المسنين والمصابين بالأمراض المزمنة، أو أولئك الذين لم يتمتعوا بمناعة قوية بعد تلقيهم الجرعتين الأولى والثانية"، مشيرا إلى أن "ظروف الجرعة الثالثة، تتميز بتوفر مخزون هام من اللقاحات المضادة لكورونا".
توقع موجة رابعة
من جانبه، قال رئيس عمادة أطباء الجزائر، البروفيسور محمد بركاني بقاط، أن "التجربة السابقة في تلقي المواطنين للجرعتين الأولى والثانية أثبتت ضرورة مواصلة التلقيح".
وتابع بقاط موضحا ضمن تصريح لـ"أصوات مغاربية" أن "الحالة الوبائية في البلاد سجلت بعد ذلك استقرارا صحيا، سواء من حيث عدد حالات الإصابة أو خطورتها التي تراجعت بشكل واضح" مؤكدا أن "الحفاظ على مسار الانخفاض يكون بتعزيز مناعة المتلقي بجرعة ثالثة".
وأشار بقاط إلى أن "الجزائر ليست الوحيدة التي قررت اعتماد جرعة ثالثة، بل إن بلدانا سبقتها إلى ذلك وتشهد استقرارا" معتبرا أنه الضروري "مواكبة مسار العالم والدول المتقدمة والذهاب نحو تحقيق مناعة جماعية عبر التلقيح للقضاء على الوباء، واستباق موجة رابعة متوقعة بعد نحو شهر".
- المصدر: أصوات مغاربية