أفادت جمعيات لمساعدة المصابين بالسيدا في الجزائر، بأن 70 في المائة من هؤلاء تم التكفل بهم بمنازلهم خلال جائحة كورونا، وذلك نظرا لصعوبة التنقل ومعاناتهم من مشاكل اجتماعية ونفسية، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الجزائرية.
وأوضح رئيس جمعية "تضامن إيدز"، احسن بوفنيسة، أن المصابين بهذا الفيروس عانوا خلال جائحة كورونا أكثر من غيرهم من المرضى بسبب صعوبة تنقلهم إلى بعض المستشفيات المتخصصة لتزويدهم بالأدوية اللازمة مما أثر على صحتهم، مشيرا إلى لجوء جمعيات نشطة في الميدان الى الاستعانة بأصحاب سيارات الأجرة التي تتنقل بين الولايات وكذا مساهمة بعض المواطنين لتوصيل هذه المادة الحيوية للمصابين.
وأضاف المتحدث ذاته أن الحالة الصحية للمصابين بهذا الفيروس تدهورت منذ ظهور وباء كورونا بالجزائر وتعذر تنقلهم نحو المستشفيات التي اعتادت تزويدهم بالأدوية والإقبال على مراكز الكشف.
وفيما يتعلق بالحالات التي تم تسجيلها خلال سنة 2020 استنادا إلى الحصيلة السنوية للمخبر المرجعي لمعهد باستور، أشار بوفنيسة إلى إصابة 1500 شخص، معبرا عن "أسفه لتخلي وزارة الصحة عن مخططها المتعلق بالكشف المبكر وحتى تزويد المصابين بالأدوية بسبب جائحة كوفيد-19".
من جهتها، عبرت رئيسة جمعية "الحياة" لمساعدة المصابين بفيروس فقدان المناعة المكتسبة، نوال لحول، عن "أسفها" للوضعية التي آلت إليها حالة المصابين خاصة بعد تعذر حصولهم على العلاج في وقته، مشيرة على سبيل المثال إلى الصعوبة التي يلقاها مواطنون في توصيل الأدوية للمصابين خلال الجائحة.
إضافة إلى ذلك، أشارت المتحدثة إلى صعوبة تنقل المرضى إلى مستشفى القطار بالعاصمة للمتابعة الدورية، مما استدعى لجوء بعض مديريات الصحة إلى استعمال سيارات الإسعاف لزيارة المرضى، إلى جانب مسألة تزويد وحماية الفئات التي تشكل خطورة ببعض الوسائل الواقية.
من جانبه، أثار رئيس جمعية "إيدز الجيري" لمساعدة المرضى، عثمان بوروبة، مسألة "التهميش والتمييز الاجتماعي" التي تلاحق مصابين بالسيدا الذين يعانون وضعية اجتماعية صعبة على اعتبار أن معظمهم بطالين أو يشتغلون بمهن بسيطة.
كما أشار بوروبة إلى "التمييز" الذي يتعرض له المرضى عند تقدمهم للتلقيح ضد فيروس كورونا بمجرد تصريحهم بأنهم حاملين لفيروس فقدان المناعة المكتسبة، مؤكدا أنهم إما "لا يستفيدون من هذا التلقيح بتاتا إن لم يضع مستخدمو الصحة على بطاقة التلقيح حامل للفيروس".
وكانت وزارة الصحة قد أصدرت منذ تأزم الوضعية الوبائية للجائحة تعليمة تدعو من خلالها المؤسسات الاستشفائية إلى توقيف كل النشاطات الطبية عند تسجيل ارتفاع في عدد الإصابات بفيروس كورونا واستئناف النشاطات عند تراجعها حسب خصوصية كل مؤسسة حتى "لا تتوقف النشاطات نهائيا".
ومن بين النشاطات الطبية التي لم تتوقف مصالح الاستعجالات الطبية-الجراحية، طب وجراحة الأطفال، طب النساء والتوليد، الجراحة العامة، مصالح طب الأورام وتصفية الدم بالقطاعين العمومي والخاص.
وقد تضرر المصابون بالأمراض المعدية (سيدا) على غرار الأمراض الأخرى من هذه الوضعية الوبائية مما جعلهم يعيشون ظروفا صعبة.
- المصدر: وكالة الأنباء الجزائرية