تفجيرات فرنسا النووية في الجزائر.. 61 عاما على "اليربوع الأحمر"
"اليربوع الأحمر" هو اسم واحدة من أعنف التفجيرات النووية التي أجرتها فرنسا في الجزائر في أواخر أيام شهر ديسمبر من العام 1960.
أجريت هذه العملية تحديدا في 27 ديسمبر 1960 بمنطقة رقّان في صحراء الجزائر.
وكانت تفجيرات "اليربوع الأحمر" ثالث التجارب النووية التي أجرتها فرنسا في الجزائر من مجموع 17 تجربة نووية أجريت على مدى ست سنوات (بين 13 فبراير 1960 وحتى 16 فبراير 1966 في موقعي رقان وعين إكر).
وفي يوليو الفارط، اتهم وزير المجاهدين السابق الطيب زيتوني فرنسا بـ"رفض تسليم خرائط تحديد مناطق دفن النفايات المشعة"، كما قال إنها "لم تقم بأي مبادرة لتطهير تلك المواقع ولا حتى بأدنى عمل إنساني لتعويض المتضررين رغم أنّ تلك التفجيرات تعد أدلة دامغة على الجرائم المقترفة والتي لا تزال إشعاعاتها تؤثر على الإنسان والبيئة والمحيط".
وتطالب الجزائر السلطات الفرنسية منذ سنوات بفتح ملف التفجيرات النووية في إطار ما بات يعرف بـ"ملف الذاكرة" بين البلدين، وتلحّ السلطات الجزائرية على ضرورة تكفل فرنسا بتطهير الأماكن التي طالتها التفجيرات والتجارب النووية، ومعالجة وتعويض المتضررين، غير أن الأخيرة لم تستجب إلى اليوم.
ولتأهيل مواقع التفجيرات أنشأت الجزائر هذه السنة "الوكالة الوطنية لإعادة تأهيل المواقع القديمة للتجارب والتفجيرات النووية الفرنسية" لكن عملها يظل مرهونا بالحصول على الخرائط.
وكان وزير الخارجية الجزائري السابق صبري بوقادوم قد صرح في أبريل الماضي أن تلك التجارب "خلفت عدة وفيات وأضرار لدى الآلاف من الجزائريين علاوة على آثارها على البيئة" مشددا على ضرورة "معالجة المسائل المتعلقة بالتعويض بطريقة أكثر جدية".
وتفاعل العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر مع الذكرى الـ٦١ لثالث التجارب النووية التي أجرتها فرنسا في الجزائر.
في هذا السياق كتبت إحدى الصفحات على فيسبوك "في مثل هذا اليوم 27 ديسمبر من سنة 1960م فجرت القوات الاستعمارية الفرنسية ثالث قنبلة ذرية لها في الجنوب الجزائري تحت اسم اليربوع الأحمر، بعد نجاح اليربوع الأبيض ومن قبله اليربوع الأزرق بترتيب الألوان حسب العلم الفرنسي، وذلك في صحراء حمودية جنوب مدينة رقان".
وطالب أحد المدونين بتعويض الضحايا حيث تشاطر تدوينة قال فيها "61 سنة مرت على التجارب النووية في مرحلتها الثالثة، ما سمي اليربوع الأحمر، ومازال سكان رقّان يعانون" مردفا "أليس من حقهم التعويض؟ على الأقل بناء مستشفى بمواصفات عالمية على عاتق الحكومة الفرنسية لتكفر ولو بقليل عن جرائم آبائها وأجدادها".
مدونة أخرى كتبت قائلة " في مثل هذا اليوم عام1960 أجرى الاستدمار الفرنسي ثالث تجاربه النووية على أرضنا الطيبة تحت اسم "اليربوع الأحمر"... وكباقي التجارب آثارها لا تمحى".
- المصدر: أصوات مغاربية