حذرت السلطات المختصة في ولاية الطارف بالجزائر من أسماك شديدة سمية بعد ظهورها قرب بعض سواحل الولاية، وفقا لما ذكرت صحيفة "النهار" المحلية.
وكشفت مديرية الصيد البحري وتربية المائيات بولاية الطارف ظهور سمكة الأرنب السامة بسواحل مدينة القالة.
وحسب مصادر المديرية فإن تلك النوعية من الأسماك كان قد عثر عليها خلال عملية صيد بحري لسفينة صيد قبل بضعة أيام، مشيرة إلى أنه جرى اتخاذ الإجراءات اللازمة لتوعية وتعريف الصيادين والمستهلكين بخطورتها.
وأوضحت الصحيفة أن مديرية الصيد البحري لولاية الطارف طلبت من أصحاب سفن الصيد التبليغ عند اصطياد هذا النوع من الأسماك الخطيرة.
وكانت مثل هذه الدعوات تكررت في الأعوام الماضية، إذ في سنة 2014 على سبيل المثال، حذرت وزارة الصيد البحري من انتشار سمكة الأرنب السامة عبر كامل الشريط الساحلي الجزائري.
وأشارت تقارير إعلامية وقتها إلى حدوث حالة من الهلع وسط الصيادين والمواطنين، بعد تأكيد فيدرالية المستهلكين دخول عينات من هذه السمكة إلى الأسواق، بسبب جهل طبيعتها من طرف الصيادين المبتدئين، ما دفع وزارة الفلاحة إلى تعزيز المراقبة البيطرية في الموانئ.
كما سارعت جمعيات المستهلكين وقتها إلى تعليق منشورات في المساجد والمقاهي والساحات العمومية تحذر من هذه السمكة السامة.
ويقول خبراء صحيون أن سمكة واحدة من تلك الفصيلة يوجد فيها سم يكفي لقتل 100 شخص عند تناولها وفي حال عدم إزالة الغدد السامة منها بإتقان شديد.
وأوضحوا أن سم تلك السمكة هو من نوع (تترادوتوكسين) وهو يتركز في ثلاثة أماكن مختلفة من جسمها تحت الجلد وقرب الأحشاء وبجانب النخاع كما أن كبد هذه السمكة سام جدًا.
ولفتوا إلى أن المواد السامة تتراكم أيضا فى أسنان السمكة بسبب تحلل غذائها الذي يشمل نوعا من الطحالب الخضراء السامة.
رحلة عبر قناة السويس
ووفقا لتقرير سابق نشر في صحيفة "الغارديان" فإن سمكة الأرنب السامة قد جاءت من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط بعد افتتاح قناة السويس في العام 1869.
وشقت طريقها إلى المياه اليونانية بحلول عام 1964.
ومنذ ذلك الحين انتقلت إلى وسط البحر الأبيض المتوسط ، حيث وجدت وفرة من طعامها المفضل مثل الطحالب.
وفي السنوات الأخيرة، بدأت تتكاثر سمكة الأرنب في المياه حول جزيرة لينوزا في إيطاليا، حيث تلتهم النباتات تحت الماء.
وعن تلك الظاهرة تقول عالمة البيئة البحرية في معهد البحر الأبيض المتوسط للدراسات المتقدمة، فيونا توماس ناش أن انتقال الأسماك الاستوائية مثل أسماك الأرنب السامة بات يحدث في أجزاء أخرى من العالم، رابطة ذلك بالتغيرات المناخية التي يشهدها كوكب الأرض.
وبحسب الصحيفة البريطانية تظهر سيناريوهات المناخ المستقبلية من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة أن غرب البحر الأبيض المتوسط سوف يصبح صالحًا للحياة بشكل متزايد للأسماك الاستوائية بالإضافة إلى الساحل الجنوبي للبحر الأدرياتيكي والساحل الإيطالي الجنوبي الغربي.
- المصدر: موقع "الحرة"