متظاهرون يطالبون بالإفراج عن المعتقلين على خلفية 'حراك الجزائر'
متظاهرون يطالبون بالإفراج عن المعتقلين على خلفية 'حراك الجزائر'

أكدت منظمة العفو الدولية (أمنيستي)، الأربعاء، أن 40 معتقلاً في السجون الجزائرية بدأوا "إضرابا جماعيا عن الطعام احتجاجا على تهم زائفة ضدهم لممارسة حريتهم في التعبير"، داعية إلى توقيع عريضة لمطالبة الرئيس، عبد المجيد تبون، للإفراج عن "معتقلي الرأي". 

وأضافت، في تغريدة على تويتر، أن "النشطاء محمد تدجديت وعبد الله بنعوم ومالك الرياحي" ضمن المعتقلين المضربين عن الطعام.

 

وقالت، في بيان منفصل، أن "السلطات الجزائرية تستغل تفشي وباء فيروس كوفيد-19 لتسريع وتيرة حملة القمع ضد نشطاء الحراك، ووضع معارضيها في السجن، وإسكات أصوات وسائل الإعلام".

وأشارت المنظمة إلى أن السلطات "لا تعاقبهم (المعتقلين) على حرية التعبير فحسب، بل تعرض صحتهم للخطر أيضاً نظراً مخاطر تفشي وباء فيروس كوفيد – 19 في السجن". 

وطالبت أمنيستي بحملة توقيعات جماعية من أجل "وضع حد لحملة القمع"، مردفة "أظهروا تضامنكم وطالبوا السلطات الجزائرية بوقف الملاحقات القضائية التعسفية لنشطاء الحراك، الإفراج فوراً، ودون قيد أو شرط، عن جميع النشطاء السلميين".

إضراب مفتوح؟

ويأتي هذا بينما طالب الحقوقي الجزائري، عبد الغني بادي، في وقت سابق، بإنشاء لجنة تحقيق مستقلة لتقصي وضعية السجناء، قائلا إن العشرات منهم شرعوا، منذ الجمعة الماضي، في إضراب عن الطعام بسجن "الحراش".

وكشف بادي أن أزيد من 40 سجينا محسوبين على الحراك الشعبي قرروا الشروع في إضراب مفتوح عن الطعام منذ الـ 28 من يناير الماضي، مردفا أن هذا التاريخ يحمل رمزية مرتبطة بـ"إضراب الثمانية أيام  إبان الثورة التحريرية سنة 1957". 

السلطات تكذّب

من جانب آخر، كذّبت النيابة العامة لدى مجلس قضاء العاصمة، في بيان نشرته وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، ما وصفتها بـ"المعلومة المغرضة"، التي تفيد بانخراط المعتقلين في إضراب جوع. 

ونفت النيابة العامة "تسجيل أية حالة إضراب عن الطعام بالمؤسسة العقابية المذكورة"، في إشارة إلى سجن "الحراش". 

وهددت من وصفتهم بـ"مروجي هذه المعلومات الخاطئة" بالملاحقة القضائية.

وأضافت إن من شأن هذه الأخبار "المساس بأمن واستقرار المؤسسات"، وأن هذه الأخبار لها "تأثير سلبي على النظام العام بصفة عامة وأمن مؤسسة الدولة بصفة خاصة".

 

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة

شروق طاسيلي
جانب من منطقة "طاسيلي ناجر" الصحراوية بالجزائر

يعود تاريخ جبال الطاسيلي، الواقعة في الجنوب الجزائري، إلى أكثر من 6 آلاف سنة قبل الميلاد، لكن هذا المتحف الطبيعي يواجه اليوم تحديات بعضها مرتبط بالتغير المناخي وبعضها الآخر يعود بالأساس لمبالاة السياح والزوار.

وأفاد تقرير لمجلة فرنسية نقلا المكتب الوطني للمنتزه الثقافي طاسيلي ناجر، بأن كنوز هذه المنطقة باتت مهددة بالخطر، مشيرة في هذا السياق إلى تدهور جزء من تكويناتها الجيولوجية الفريدة جراء لامبالاة السياح و"عديمي الضمير".

وأوضحت مجلة "جون أفريك" أن أعمال تخريب طالت بعض اللوحات والنقوش الصخرية التي يعود تاريخها إلى عصور ما قبل التاريخ، عازية السبب إلى صعوبة مراقبة سلوكيات السياح والزوار والوافدين على المنطقة.

وإلى جانب ذلك، أشارت المجلة أيضا إلى تداعيات الجفاف والتعرية على كنوز المنطقة، وإلى استهداف الصيادين لغزلان دوركاس المنتشرة في فضائها الإيكولوجي.

من جانبها، أعلنت صفحة "الحظيرة الثقافية لتاسيلي"، مؤخرا عن تنظيم قافلة لتنظيف المناطق والمواقع الأثرية السياحية بين 17 و24 سبتمبر الجاري بمشاركة نشطاء بيئيين وعدد من وكلات الأسفار.

وذكر تقرير لصحيفة "الجنوب الكبير" المحلية أن "الكمية الكبيرة التي عثر عليها في السنوات الأخيرة من حملات النظافة من النفايات من خلال القوافل السابقة تحتاج للوقوف عند حجم الأضرار التي تؤثر سلبا على المواقع السياحية وتتطلب تضاعف جهود الجميع من اجل نشر ثقافة الوعي السياحي أكثر نظرا لأهميتها على المستوى المحلي والوطني".

وصنفت السلطات الجزائرية "طاسيلي ن آجر" وتعني بلغة الطوارق "هضبة الثور"، عام 1972 تراثا وطنيا محميا، ووضعتها ضمن ما بات يُسمى "الحظيرة الوطنية للطاسيلي".

وفي عام 1982 صنّفت اليونيسكو" المنطقة تراثا عالميا، وقالت إنها متحف حقيقي مفتوح على الهواء وبأن المنطقة "تتمتّع بأهمية جيولوجية كبيرة وهي إحدى أكبر المجّمعات الفنية الصخرية، التي تعود إلى فترة ما قبل التاريخ في العالم".

وتضيف المنظمة الأممية على موقعها الإلكتروني "يمكن للمرء، عبر 15000 رسم ومنحوتة تعود إلى عام 6000 قبل الميلاد وتستمرّ حتى القرون الأولى من عصرنا، متابعة التغييرات في الطقس وهجرة الثروة الحيوانية وتطوّر الحياة البشرية في غياهب الصحارى. وتشكّل بانوراما التكوينات الجيولوجية مصدر اهتمام استثنائي بفضل الغابات الصخرية، التي تتشكّل من الصلصال الرملي المتآكل".

وتقدّر المساحة الإجمالية للحظيرة بـ12000 كلم مربع وأعلى قمة جبلية فيها هي "أدرار أفاو" يصل ارتفاعها إلى 2158 متر، وتشكّل الغابات الصخرية الممتدة على مسافات طويلة إحدى عجائب "الطاسيلي ناجر".

والغابات الصخرية هي سلاسل جبلية منحوتة طبيعيا بفعل الرياح والرمال، حتى تبدو كأنها أشجار باسقة من دون رؤوس أو أطلال مدن مهجورة، وهي متاهة حقيقية لا يمكن لأحد دخولها إلا رفقة دليل.

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية قد صنفت العام الماضي "طاسيلي ناجر" في قائمة أفضل الوجهات السياحية، التي تستحق الزيارة هذه السنة.

وقالت الصحيفة في تقرير على موقعها الإلكتروني بعنوان "52 وجهة للزيارة في 2023"، إن "طاسيلي ناجر تكاد تكون غير معروفة للعالم الخارجي، يبلغ حجمها ثمانية أضعاف حجم يلوستون (منطقة سياحية في ولاية وايومينغ غرب الولايات المتحدة)".

المصدر: أصوات مغاربية