ما زالت قضايا اختطاف الأطفال في الجزائر تشكل هاجسا لدى الرأي العام على خلفية النهايات الدرامية التي آلت إليها معظم تلك الحوادث فضلا عن زايدها.
وكان رئيس الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل "ندى"، عبد الرحمن عرعار، كشف في وقت سابق عن تسجيل 13 حالة اختطاف للأطفال خلال سنة 2020، دون توثيق أية ضحية، فيما كانت أثقل حصيلة في سنة 2014، حيث سجلت السلطات 220 محاولة اختطاف، واستعادة 52 طفلا تعرض للاختطاف.
وأصبحت الظاهرة تثير مخاوف الرأي العام، إذ تعالت أصوات بضرورة مراجعة التشريعات وتشديد العقوبات ضد مرتكبي جرائم الاختطاف والاعتداء على الأطفال.
حماية حقوق الطفل
ويرى رئيس الاتحادية الجزائرية لترقية حقوق الطفل، حسين غازي باي، أن التعديلات المتتالية لعقوبة اختطاف الأطفال في الجزائر أقرت "حماية تامة لحقوق الطفل" على كافة المستويات.
وأوضح غازي باي، في حديثه لـ"أصوات مغاربية"، أن قانون حماية حقوق الطفل الصادر في عام 2015 كرس هذه الحقوق، مؤكدا أن الجزائر بدأت تُكيّف قوانينها مع هذا الاتجاه، مستدلا على ذلك بقانون "الوقاية من جرائم اختطاف الأشخاص والوقاية منها".
وأضاف المتحدث أن قانون الوقاية "شدّد العقوبة في حق الخاطفين بصفة عامة"، كاشفا أن عدة حالات اختطاف وقعت بعد صدور القانون في سنة 2020 لكن المحاكم لم تفصل فيها بعد.
واعتبر أن صدور الأحكام سيعطي صورة عما ستكون عليه آليات مواجهة الظاهرة التي تستهدف الأطفال على وجه الخصوص، والتي تتراوح ما بين 10 إلى 20 سنة سجنا نافذا.
تشدي العقوبة
من جانبه، يعتقد الحقوقي فاروق قسنطيني أن ظاهرة اختطاف الأطفال تلقى كل التنديد في الجزائر، "لأنها مرفوضة أخلاقيا ودينيا".
لذلك يرى المتحدث أن القاضي الجزائري لا يتردد في تشديد أقصى العقوبات ضد خاطفي الأطفال، لأنه "لا يتسامح مع مرتكبي هذه الجرائم".
ويشير قسنطيني إلى أن العقوبة قد تصل إلى 20 سنة، بينما يمكن أن يلقى الخاطف حكما بالمؤبد في حالة ارتكابه لجريمة قتل مرتبطة بالاختطاف.
وحسب الحقوقي فاروق قسنطيني الذي تحدث لـ"أصوات مغاربية" عن "تقديس المجتمع لحقوق الطفل" واعتبارها من الخطوط الحمراء، فإن الجزائر مستعدة لمراجعة تشريعاتها من حين لآخر ، تكيّفا مع مستجدات وتطورات الظواهر الاجتماعية، خصوصا متعلق منها بحقوق الطفل.
ولاحظ قسنطيني أن كافة القضايا ذات الصلة باختطاف الأطفال كانت فيها الأحكام مشددة، ولم تتهاون المحاكم في تسليط أقصى العقوبات بحق المتورطين.
المصدر: أصوات مغاربية