مدخل سجن الحراش بالجزائر (أرشيف)
مدخل سجن الحراش بالجزائر (أرشيف)

شرع ممثلو التجار الجزائريين، المتهمين بالمضاربة، في تنظيم وقفات احتجاجية عبر ولايات مختلفة للمطالبة بإطلاق سراح أبنائهم الذين صدرت في حقهم أحكام ثقيلة.

وجاء تحرك عائلات التجار، المحكوم عليهمظ، بعد الجدل الكبير الذي أثاره مجموعة من النواب مؤخرا عندما توجهوا بطلب إلى الرئيس الجزائري من أجل إصدار عفو عن هؤلاء.

ووصف أعضاء بالمجلس الشعبي الوطني القانون الذي اعتمدته السلطات العمومية من أجل مواجهة ظاهرتي "المضاربة والاحتكار" بـ"المجحف والظالم"، كما أكدوا "وجود غموض كبير في نصوصه من حيث التطبيق والتكييف".

وتجمعت عائلات التجار في صفحة عبر فيسبوك حملت اسم "أهالي ضحايا قانون المضاربة" صارت واجهة لنداءات عديدة تم توجيهها للحكومة الجزائرية في الفترة الأخيرة من أجل مراجعة القضايا التي توبع فيها التجار المدانين.

وقال أصحاب الصفحة إن "القانون لم يحقق لحد الساعة الأهداف التي حددتها السلطة فيما يتعلق بالقضاء على المضاربة، بل جاء بنتائج عكسية"، مؤكدين أنه "تم توجيهه إلى فئة المضاربين التي تتحكم في السوق لكن بسبب سوء التطبيق من طرف الضبطية القضائية ومديرية الأعوان صار هنالك أخطاء كبيرة وظلم العديد من التجار".

وأشارت العائلات إلى "الأخطاء الكبيرة التي رافقت عملية تطبيق النصوص التي تضمنها القانون"، معرجة في بيانها على "التبليغات الكاذبة التي يقدمها  بعض المواطنين بسبب حسابات شخصية".

معاناة متواصلة

وكشف العضو في صفحة ""أهالي ضحايا قانون المضاربة"، رامي سليماني، أن "معاناة العديد من العائلات الجزائرية تبقى مستمرة بسبب هذا القانون الغامض الذي يببقى يحتاج إلى مراجعة من قبل الجهات المخولة قانونا".

وأضاف في تصريح لـ"أصوات مغاربية": "لقد وجهنا العديد من النداءات للمسؤولين المحليين والمركزيين ونحن مصرون على تنظيم وقفات احتجاجية طيلة شهر رمضان حتى يسمعنا الرئيس عبد المجيد ويلتفت إلى مشاكل ذوينا التي قذفهم إليها هذا القانون".

ويتحدث رامي عن معاناة عائلته فيقول "منذ 6 أشهر تلقى أخي استدعاء من قبل مصالح الدرك على مستوى ولاية باتنة، شرق الجزائر، ليجد نفسه في آخر المطاف متابعا في قضية تتعلق بالمضاربة، رغم أن ملفه لا يتوفر على أي دليل يؤكد هذه التهمة".

وأضاف "سبق أن وجهت لأخي، قبل عدة أشهر، مخالفة من طرف مصالح مديرية التجارة على خلفية تعامله مع تاجر آخر متهم بالتهرب الضريبي، فقام وقتها بدفع المخالفة واستمر في نشاطه قبل أن تقوم مصالح الأمن بإحياء الملف مجددا، حيث صدر في حقه  حكم بـ 12 سنة سجنا نافذا"، مؤكدا أن ما حصل لشقيقه يعد "ظلما كبيرا ولا يمكن لأحد أن يتحمله".

وحسب المتحدث ذاته فقد بلغ عدد التجار المتابعين أمام المحاكم الجزائرين بنفس التهم ألفي تاجر.

الحكومة تدافع

ورغم الجدل المتواصل في الساحة المحلية، تواصل السلطات الدفاع عن هذا القانون، وتؤكد بأنه "الآلية الوحيدة التي تسمح بتطهير الأسواق الوطنية من الممارسات المشبوهة مثل المضاربة والاحتكار".

ونهار أمس، كرر وزير العدل، عبد الرشيد طبي، الموقف الرسمي للحكومة حيال المشككين في القانون، حيث أكد أمام أعضاء المجلس الشعبي أنه "حقق جزءا كبيرا من الأهداف التي جاء من أجلها، وهي إعادة الاستقرار للسوق المحلية والمحافظة على القدرة الشرائية للمواطنين".

وأفاد وزير العدل الجزائري بأن "القانون دعت إليه ظروف استثنائية عاشتها البلاد في الأشهر الماضية"

 

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة

شروق طاسيلي
جانب من منطقة "طاسيلي ناجر" الصحراوية بالجزائر

يعود تاريخ جبال الطاسيلي، الواقعة في الجنوب الجزائري، إلى أكثر من 6 آلاف سنة قبل الميلاد، لكن هذا المتحف الطبيعي يواجه اليوم تحديات بعضها مرتبط بالتغير المناخي وبعضها الآخر يعود بالأساس لمبالاة السياح والزوار.

وأفاد تقرير لمجلة فرنسية نقلا المكتب الوطني للمنتزه الثقافي طاسيلي ناجر، بأن كنوز هذه المنطقة باتت مهددة بالخطر، مشيرة في هذا السياق إلى تدهور جزء من تكويناتها الجيولوجية الفريدة جراء لامبالاة السياح و"عديمي الضمير".

وأوضحت مجلة "جون أفريك" أن أعمال تخريب طالت بعض اللوحات والنقوش الصخرية التي يعود تاريخها إلى عصور ما قبل التاريخ، عازية السبب إلى صعوبة مراقبة سلوكيات السياح والزوار والوافدين على المنطقة.

وإلى جانب ذلك، أشارت المجلة أيضا إلى تداعيات الجفاف والتعرية على كنوز المنطقة، وإلى استهداف الصيادين لغزلان دوركاس المنتشرة في فضائها الإيكولوجي.

من جانبها، أعلنت صفحة "الحظيرة الثقافية لتاسيلي"، مؤخرا عن تنظيم قافلة لتنظيف المناطق والمواقع الأثرية السياحية بين 17 و24 سبتمبر الجاري بمشاركة نشطاء بيئيين وعدد من وكلات الأسفار.

وذكر تقرير لصحيفة "الجنوب الكبير" المحلية أن "الكمية الكبيرة التي عثر عليها في السنوات الأخيرة من حملات النظافة من النفايات من خلال القوافل السابقة تحتاج للوقوف عند حجم الأضرار التي تؤثر سلبا على المواقع السياحية وتتطلب تضاعف جهود الجميع من اجل نشر ثقافة الوعي السياحي أكثر نظرا لأهميتها على المستوى المحلي والوطني".

وصنفت السلطات الجزائرية "طاسيلي ن آجر" وتعني بلغة الطوارق "هضبة الثور"، عام 1972 تراثا وطنيا محميا، ووضعتها ضمن ما بات يُسمى "الحظيرة الوطنية للطاسيلي".

وفي عام 1982 صنّفت اليونيسكو" المنطقة تراثا عالميا، وقالت إنها متحف حقيقي مفتوح على الهواء وبأن المنطقة "تتمتّع بأهمية جيولوجية كبيرة وهي إحدى أكبر المجّمعات الفنية الصخرية، التي تعود إلى فترة ما قبل التاريخ في العالم".

وتضيف المنظمة الأممية على موقعها الإلكتروني "يمكن للمرء، عبر 15000 رسم ومنحوتة تعود إلى عام 6000 قبل الميلاد وتستمرّ حتى القرون الأولى من عصرنا، متابعة التغييرات في الطقس وهجرة الثروة الحيوانية وتطوّر الحياة البشرية في غياهب الصحارى. وتشكّل بانوراما التكوينات الجيولوجية مصدر اهتمام استثنائي بفضل الغابات الصخرية، التي تتشكّل من الصلصال الرملي المتآكل".

وتقدّر المساحة الإجمالية للحظيرة بـ12000 كلم مربع وأعلى قمة جبلية فيها هي "أدرار أفاو" يصل ارتفاعها إلى 2158 متر، وتشكّل الغابات الصخرية الممتدة على مسافات طويلة إحدى عجائب "الطاسيلي ناجر".

والغابات الصخرية هي سلاسل جبلية منحوتة طبيعيا بفعل الرياح والرمال، حتى تبدو كأنها أشجار باسقة من دون رؤوس أو أطلال مدن مهجورة، وهي متاهة حقيقية لا يمكن لأحد دخولها إلا رفقة دليل.

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية قد صنفت العام الماضي "طاسيلي ناجر" في قائمة أفضل الوجهات السياحية، التي تستحق الزيارة هذه السنة.

وقالت الصحيفة في تقرير على موقعها الإلكتروني بعنوان "52 وجهة للزيارة في 2023"، إن "طاسيلي ناجر تكاد تكون غير معروفة للعالم الخارجي، يبلغ حجمها ثمانية أضعاف حجم يلوستون (منطقة سياحية في ولاية وايومينغ غرب الولايات المتحدة)".

المصدر: أصوات مغاربية