اللغة الأمازيغية- صورة تعبيرية
اللغة الأمازيغية- صورة تعبيرية | Source: Shutterstock

أعلنت المحافظة السامية للأمازيغية (مؤسسة رسمية) بالجزائر عن تخصيص مساعدات مالية لجميع الجمعيات والباحثين الراغبين في تقديم مشاريع تهدف إلى تطوير اللغة والثقافة الأمازيغية في هذا البلد المغاربي.

وتعتبر هذه الخطوة جزءا من البرنامج السنوي الجديد للمحافظة الأمازيغية، وفق ما أكدته في بيان أصدرته نهار أمس عبر موقعها الإلكتروني.

والمحافظة السامية للأمازيغية بالجزائر هي هيئة رسمية تابعة مباشرة إلى مصالح رئاسة الجمهورية وقد تم تأسيسها في سنة 1995، ومن بين أهدافها الرئيسية "ردّ الاعتبار للأمازيغية وترقيتها بكونها أحد أسس الهوية الوطنية، بالإضافة إلى إدراجها  في منظومتي التعليم و الاتّصال".

جدل مستمر

ولم تعلن "المحافظة" عن القيمة المالية التي ستخصصها للباحثين والجمعيات، وكذا المعايير التي سيتم اعتمادها من أجل تحديد المبلغ الممنوح لهذه الأطراف، لكن الباحث والناشط الأمازيغي، عزيز حمدي، تنبأ في تصريح لـ"أصوات مغاربية" بأن "تكون هذه المساعدات المالية محدودة جدا بالنظر إلى المشاكل المادية الكبيرة التي تتخبط فيها الهيئة منذ تأسيسها".

وجاءت مبادرة "المحافظة" بعد حملة انتقادات كبيرة واجهتها خلال السنوات الأخيرة من قبل أحزاب سياسية ونشطاء مدافعين عن القضية الأمازيغية في الجزائر.

وتبني هذه الأطراف انتقاداتها على خلفية عدم تعميم تدريس اللغة الأمازيغية في كامل مناطق البلاد في الوقت الذي تدافع فيه "المحافظة" عن نشاطها وما قدمته لهذا المشروع طوال السنوات الماضية،  حيث تؤكد أنها قامت بـ "نشر أكثر من 200 عنوان، بالإضافة إلى تقديم مساعدات مالية لحوالي 350 جمعية ثقافية و علمية".

بين السياسة والثقافة..

ويقول الناشط الأمازيغي، عزيز حمدي، إن "المشكل المطروح في الجزائر بخصوص الملف الأمازيغي لا ينحصر فقط في نشاط هذه الهيئة الرسمية، ولكن يمتد إلى تصور نظام سياسي حول اللغة والثقافة الأمازيغية في الجزائر".

وأردف المتحدث "لا يمكن أن نلوم هيئة تابعة للأجهزة الرسمية في الدولة على اعتبار أن الخلفية في إنشائها كانت سياسية ولم تكن ثقافية ترمي بالأساس إلى خدمة اللغة والثقافة الأمازيغية".

واستبعد حمدي أن تساهم المساعدات المالية في ترقية الفعل الثقافي الأمازيغي على اعتبار أن "المشروع يحتاج إلى إمكانيات ضخمة كبيرة غير متوفرة في الوقت الحالي".

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة

تتميز الجزائر بتفرد لباس النسوة التقليدي
تتميز الجزائر بتفرد لباس النسوة التقليدي

تألقت "البلوزة الوهرانية"، وهي لباس تقليدي منتشر بغرب الجزائر، وترتديه النسوة في المناسبات والأفراح، بمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي في نسخته الثانية عشرة التي افتتحت الجمعة، بعد ظهور فنانات وهن يلبسنه.

بين البساطة والفخامة

لا تخلو أفراح وهران من حضور "البلوزة"، فهي جزء من طابع المدينة الثقافي والاجتماعي.

إنهاء "البلوزة الوهرانية" يتطلب أحيانا شهورا من العمل

زاوجت "البلوزة" بين تقاليد الماضي المحافظ منذ ظهورها في القرن السادس عشر، وبين ما تفرضه موضة الحاضر من دقة في الخياطة وتناسق في الشكل والألوان، بعدما عرفت تطورا من كونها عباءة فضفاضة بسيطة إلى لباس حريري فخم مخصص للمناسبات ومطرز بالجواهر غالية الثمن في المدن الكبرى.

⚜البلوزة الوهرانية🇩🇿👑 مباشرة من مسقط رأسها مدينة وهران🦁 الباهية بعدما تألقت بها الفنانة الوهرانية القديرة "فضيلة حشماوي"...

Posted by ‎الثراث الجزائري العريق‎ on Saturday, October 5, 2024

إلا أن وجود البلوزة لا يقتصر على الأفراح فقط، بل يتخذ شكل البساطة في المناطق الريفية، كونه يعد لباسا يوميا للنساء، خصوصا المسنات.

و"البلوزة الوهرانية" هي ثوب طويل زاهي الألوان تطور خلال تعاقب حضارات إسلامية على المغرب الأوسط، وبرز بأشكال مختلفة وبسيطة إلى أن اتخذ شكله الحالي في القرن التاسع عشر، وأطلق عليا الفرنسيون اسم "البلوز" ومعناه "الثوب الطويل".

لباس في شكل لوحة

تتكون "البلوزة الوهرانية" من عدة قطع تشكل ما يشبه لوحة فنية لزي قادم من الماضي، لكنه يتماهى كثيرا مع الحاضر وألوانه وأشكاله.

فبعد اختيار لون القماش وشكله ومقاسه، تبدأ مرحلة "التعميرة" عبر زخرفة الصدر بجواهر ملونة في أشكال متناسقة، كما يصمم تطريز فريد في منطقتي الخصر والأكمام.

وفي مرحلتها الثانية، تأخذ أكمام "البلوزة" أشكالا بحسب النوعية المطلوبة والقياس.

وتحمل "البلوزة الوهرانية" أسماء عدة، أشهرها "بلوزة الزعيم"، وهي النوع الأفخم الذي ترتديه العرائس. وتتميز بزخرفها المنمقة، وتستعمل فيها مختلف أنواع أحجار التزيين مثل "المور" و"الكريستال".

كما توجد "بلوزة الكبيرات" و"بلوزة الوقر"، وفق ما توضح دراسة خاصة بـ"البلوزة الوهرانية" لمجلة "دراسات فنية" الصادرة عن جامعة تلمسان.

زي واحد وأسعار مختلفة

تتباين أسعار "البلوزة الوهرانية" التي تنتشر على نطاق واسع بمدن الغرب الجزائري، حسب حجم "التعميرة" (التطريز) ونوعية الأحجار المستخدمة في التزيين، وتتراوح بين 200 إلى 376 دولار، وفق ما صرحت به مصممة البلوزة، زوليخة، لـ "أصوات مغاربية"، موضحة أن السعر يختلف أيضا حسب استعمالات "البلوزة"، هل هي معدة لباسا يوميا ومناسباتيا.

ونظرا للإقبال عليها، لجأ كثيرون إلى إطلاق مشاريع خياطة بـ"البلوزة" وتأجيرها في المناسبات.

 

المصدر: أصوات مغاربية