مينار
رئيس بلدية بيزيي الفرنسية روبير مينار

لاتزال قضية رئيس بلدية بيزيي الفرنسية روبير مينار، الذي رفض تزويج شاب جزائري بسيدة فرنسية بدعوى عدم قانونيته، تتفاعل، حيث وصلت هذه المرة إلى العدالة.

ففي تقرير نشرته الخميس على موقعها الإلكتروني، قالت يومية "لوموند" الفرنسية، إن ثلاثة برلمانيين من حزب "فرنسا الأبيّة" اليساري، رفعوا شكوى إلى وكيل الجمهورية ضد روبير مينار بتهمة "انتهاك القانون الفرنسي والاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان".

ثلاثة برلمانيين ورئيس بلدية

وتمنع المادة 12 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، معارضة الزواج بسبب لون البشرة أو الوضعية الإدارية للشخص، وهي المادة التي استند عليها النواب الثلاثة لمتابعة مينار، حيث برر الأخير قراره بمنع الزواج، بوجود الشاب الجزائري في وضع غير قانوني بفرنسا وصدور قرار سابق بترحيله فضلا عن إدانات قضائية سابقة ضده.

والنواب الثلاثة اليساريون هم؛ سيلفان كاريير وناتالي أوزيول وأندري تورينيا، وإلى جانب هؤلاء النواب رفع رئيس بلدية غرابلز روني ريفول دعوى ضد مينار.

وسبق للشاب الجزائري والشابة الفرنسية ومنظمة "أس أو أس راسيزم" المناهضة للعنصرية، أن رفعوا دعوى قضائية ضد مينار.

ترحيل الشاب الجزائري

وكشفت "لوموند" في تقريرها، بأن السلطات الفرنسية وضعت الشاب الجزائري مصطفى. ب البالغ من العمر 23 عاما، في مركز اعتقال إداري في 17 يوليو، وبعد ذلك بثلاثة أيام رحّلته إلى بلاده على متن رحلة جوية.

وبدأت أطوار هذه القضية في 7 يوليو، عندما رفض مينار زواج الشاب الجزائري من فرنسية تكبره بست سنوات ولديها ثلاثة أطفال، بدعوى أن الزواج غير قانوني لأسباب تتعلق بالوضعية غير القانونية للجزائري ولصدور قرار بترحيله من التراب الفرنسي، ووجود إدانات سابقة ضده من العدالة الفرنسية.

وقال مينار في تصريحات إعلامية سابقة "لن أصادق أبدا على عقد زواج شخص مطالب بمغادرة فرنسا"، مُبديا شكوكا حول طبيعة هذا الزواج الذي قد يكون، حسبه "محاولة فقط من أجل الحصول على مبرر إداري للبقاء في فرنسا".

وأضاف مينار "لا يمكنني المشاركة في هذه التمثيلية، ولا يملك أي موظف آخر في بلدية بيزيي صلاحية المصادقة على هذا العقد".

من جهته، نفى الشاب الجزائري كل التهم التي وجهت إليه من قبل أوساط رسمية فرنسية، وأكد أنه "سعيد رفقة زوجته التي تجمعه بها علاقة حب".

وروبير مينار هو صحافي فرنسي ولد بمدينة وهران، غرب الجزائر، في خمسينات القرن الماضي، وكان يشتغل مهنة الصحافة منذ سنوات، وترأس منظمة "مراسلون بلا حدود"، قبل أن يفوز برئاسة بلدية بيزيي بدعم من الجبهة الوطنية، المحسوبة على اليمين المتطرف في فرنسا.

وسبق لمينار الإدلاء بتصريحات حول الحجاب، أثارت استياء المهاجرين المسلمين في فرنسا.

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة

أثير جدل كبير لدى الجزائريين حول كتاب "الجزائر اليهودية" (AFP)
أثير جدل كبير لدى الجزائريين حول كتاب "الجزائر اليهودية" (AFP)

ألغى منظمون ندوة حول كتاب "الجزائر اليهودية" للكاتبة هدية بن ساحلي  كانت مقررة السبت بالعاصمة الجزائرية، بعد الجدل الواسع الذي أثارته منذ الإعلان عن تنظيمها في ظل استمرار الحرب في قطاع غزة.

وأكدت مكتبة "شجرة الأقوال" لوكالة "فرانس برس" إلغاء الندوة التي كانت مقررة السبت بدون ذكر الأسباب، كما أوضحت أن الكتاب "لم يعد موجودا لديها لكن لم يتم سحبه" من جانب السلطات.

وكانت مكتبة "الشيخ" والتي مقرها في تيزي وزو شرق العاصمة الجزائرية ألغت ندوة مماثلة كانت مقررة الخميس حول الكتاب نفسه "الجزائر اليهودية، الأنا الآخر الذي لا أعرفه".

واكتفت المكتبة بمنشور عبر صفحتها جاء فيه "يؤسفنا أن نعلمكم ان اللقاء الأدبي مع الكاتبة هدية بن ساحلي قد ألغي" بدون ذكر للأسباب.

وبمجرد الإعلان عن تنظيم الندوة عبر منصات التواصل الاجتماعي للمنظمين، أثير جدل كبير لدى الجزائريين حول "اختيار توقيت فتح النقاش حول يهود الجزائر" ومحاولة "التطبيع الثقافي".  

ونفت الكاتبة الجزائرية هدية بن ساحلي أي علاقة لصدور كتابها قبل أكثر من سنة في فرنسا ثم في الجزائر، بالحرب في غزة، وأكدت أن تزامن صدور الكتاب مع الأحداث "مجرد صدفة.. فلا أنا ولا غيري كان يتنبأ باندلاع الحرب" كما قالت في حوار مع صحيفة "لوسوار دالجيري" في فبراير.

وتحظى الكاتبة باحترام في الوسط الأدبي الجزائري بعد نجاح روايتيها "العاصفة" التي صدرت في الجزائر العام 2019 و"المُحتضر" في 2022.

ولم تصدر وزارة الثقافة والفنون أي بيان بخصوص الموضوع، إلا أن النائب الإسلامي عن حزب حركة البناء زهير فارس أكد عبر منشور أن "الوزارة قد تدخّلت وأوقفت الندوة" وأبلغته بذلك قبل أن يرسل طلبا للتدخل العاجل لوزيرة الثقافة صورية مولوجي.

ويتناول الكتاب في شكل غير مألوف "الهوية اليهودية للجزائر" خلال نحو ألفي سنة من الوجود قبل أن يغادر اليهود الجزائر مع الفرنسيين في نهاية الاستعمار العام 1962، في حين أن الكتب السابقة كانت تتحدث عن "يهود الجزائر".

المصدر: فرانس برس