علاقات مضطربة بين الجزائر وفرنسا
التاريخ لايزال يحكم العلاقات بين الجزائر وباريس

أكد الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، السبت، أن زيارته الرسمية لفرنسا "لا تزال قائمة"، لكنه ينتظر إعلان الإليزيه عن "برنامجها"، بحسب مقتطفات من مقابلة أجراها مع وسائل إعلام محلية.

وقال تبون، في المقتطفات التي نشرتها الرئاسة الجزائرية على صفحتها في فيسبوك، "ننتظر برنامج الزيارة إلى فرنسا من قبل الرئاسة الفرنسية. الزيارة لا تزال قائمة".  

وأفادت مصادر متطابقة أن الزيارة التي كان من المقرر إجراؤها في مطلع ماي تم تأجيلها بسبب تزامنها مع احتجاجات عيد العمال الحاشدة في فرنسا ضد إصلاح نظام التقاعد. 

وأشار الإليزيه حينها إلى وجود "نقاش لإيجاد موعد مناسب".

لم يقم عبد المجيد تبون حتى الآن بزيارة لتأكيد تحسن العلاقات بين البلدين بعد عدد من الأزمات الدبلوماسية.

من ناحية أخرى، زار الرئيس الجزائري روسيا في الفترة من 13 إلى 17 يونيو حيث استقبله نظيره فلاديمير بوتين بحفاوة. وتجمع بين الجزائر وموسكو علاقات مميزة منذ عقود. 

وبالإضافة إلى توقيع "إعلان شراكة استراتيجية معمقة" ينص خصوصا على تبادل المعلومات الاستخبارية بشأن "التهديدات للأمن القومي"، أبرمت الجزائر وروسيا ثمانية اتفاقات أخرى في مجالات العدل والاتصالات السلكية واللاسلكية والزراعة والثقافة والموارد المائية واستكشاف الفضاء للأغراض السلمية.

وردا على سؤال في منتصف يونيو لتلفزيون "إل سي آي" عن زيارة تبون إلى باريس، قالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا "نحن نعمل على مواعيد" لكنها "ليست ثابتة".

والعلاقة بين الجزائر وفرنسا، القوة الاستعمارية السابقة (من 1830 إلى 1962)، مضطربة للغاية. 

وتشكل مسألة ذاكرة الاستعمار الفرنسي في القرن الـ19 وحرب الاستقلال الجزائرية (1954-1962) إحدى النقاط الحساسة الكبرى في العلاقة بين باريس والجزائر، وقد تسببت بخلافات عديدة في السنوات الأخيرة.

وكثّف البلدان مؤخرا جهودهما للارتقاء بعلاقتهما.

 

المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية

مواضيع ذات صلة

أثير جدل كبير لدى الجزائريين حول كتاب "الجزائر اليهودية" (AFP)
أثير جدل كبير لدى الجزائريين حول كتاب "الجزائر اليهودية" (AFP)

ألغى منظمون ندوة حول كتاب "الجزائر اليهودية" للكاتبة هدية بن ساحلي  كانت مقررة السبت بالعاصمة الجزائرية، بعد الجدل الواسع الذي أثارته منذ الإعلان عن تنظيمها في ظل استمرار الحرب في قطاع غزة.

وأكدت مكتبة "شجرة الأقوال" لوكالة "فرانس برس" إلغاء الندوة التي كانت مقررة السبت بدون ذكر الأسباب، كما أوضحت أن الكتاب "لم يعد موجودا لديها لكن لم يتم سحبه" من جانب السلطات.

وكانت مكتبة "الشيخ" والتي مقرها في تيزي وزو شرق العاصمة الجزائرية ألغت ندوة مماثلة كانت مقررة الخميس حول الكتاب نفسه "الجزائر اليهودية، الأنا الآخر الذي لا أعرفه".

واكتفت المكتبة بمنشور عبر صفحتها جاء فيه "يؤسفنا أن نعلمكم ان اللقاء الأدبي مع الكاتبة هدية بن ساحلي قد ألغي" بدون ذكر للأسباب.

وبمجرد الإعلان عن تنظيم الندوة عبر منصات التواصل الاجتماعي للمنظمين، أثير جدل كبير لدى الجزائريين حول "اختيار توقيت فتح النقاش حول يهود الجزائر" ومحاولة "التطبيع الثقافي".  

ونفت الكاتبة الجزائرية هدية بن ساحلي أي علاقة لصدور كتابها قبل أكثر من سنة في فرنسا ثم في الجزائر، بالحرب في غزة، وأكدت أن تزامن صدور الكتاب مع الأحداث "مجرد صدفة.. فلا أنا ولا غيري كان يتنبأ باندلاع الحرب" كما قالت في حوار مع صحيفة "لوسوار دالجيري" في فبراير.

وتحظى الكاتبة باحترام في الوسط الأدبي الجزائري بعد نجاح روايتيها "العاصفة" التي صدرت في الجزائر العام 2019 و"المُحتضر" في 2022.

ولم تصدر وزارة الثقافة والفنون أي بيان بخصوص الموضوع، إلا أن النائب الإسلامي عن حزب حركة البناء زهير فارس أكد عبر منشور أن "الوزارة قد تدخّلت وأوقفت الندوة" وأبلغته بذلك قبل أن يرسل طلبا للتدخل العاجل لوزيرة الثقافة صورية مولوجي.

ويتناول الكتاب في شكل غير مألوف "الهوية اليهودية للجزائر" خلال نحو ألفي سنة من الوجود قبل أن يغادر اليهود الجزائر مع الفرنسيين في نهاية الاستعمار العام 1962، في حين أن الكتب السابقة كانت تتحدث عن "يهود الجزائر".

المصدر: فرانس برس