كشف حزب جبهة القوى الاشتراكية (أفافاس)، أقدم تيار سياسي معارض في الجزائر، عن استعداده لإطلاق مبادرة جديدة تهدف إلى "استكمال المشروع الوطني وإرساء قيم الديمقراطية، والحرية والعدالة الاجتماعية والوقوف في وجه المهددين لتماسك البلاد ووحدتها".
وقال الأمين الوطني الأول لحزب "الأفافاس"، يوسف أوشيش، قبل يومين في كلمة بمناسبة الذكرى المزدوجة لمؤتمر الصومام وهجمات الشمال القسنطيني، إن "كل الإشارات والإرهاصات اليوم تدعو بإلحاح إلى ضرورة الإجماع ورص الصفوف، خاصة ونحن نقف أمام التهديدات الجمة على حدودنا وعند عمقنا الاستراتيجي في جوارنا القريب"، مؤكدا أن "الأزمة المندلعة في النيجر والدعوات غير البريئة للتدخل العسكري فيه سيكون لها تأثير سلبي على أمننا القومي".
وشهدت الساحة السياسية في الجزائر، مؤخرا، إطلاق عدة مبادرات تدعو إلى "لم شمل الطبقة السياسية والتلاحم"، لعل أبرزها تلك التي تنادي بها حركة البناء الوطني بقيادة الوزير الأسبق عبد القادر بن قرينة، إلا أن الأفافاس رفض الالتحاق بها على خلاف ما قامت تشكيلات سياسية أخرى.
ويعترف الحزب بـ"التهديدات التي أضحت تهدد الجزائر بشكل مباشر"، حيث يؤكد مسؤوله الحالي على وجود تحديات كبيرة على طول الشريط الحدودي، خاصة "بعد تجدد الاضطرابات في كل من شمال مالي وليبيا ما يجعلها غير مستقرة"، مشيرا إلى أنه "من الخطأ إنكار هذه التهديدات والمخاطر ارتكازا على تحليلات سطحية ونمطية أو اعتمادا على مواقف شعبوية تنطلق في الغالب من أن الأمر لا يعدو إلا أن يكون دعاية مستهلكة للسلطة".
تحفظ كبير
لكن بالمقابل، يبدي حزب "الأفافاس" تحفظا كبيرا بشأن الطريقة التي تنتهجها السلطة في معالجة المطروحة التي تواجهها البلاد.
وقال يوسف أوشيش في الصدد إن "الاكتفاء بالمقاربة الأمنية لتسيير الشأن العام
واعتبار أن أي انفتاح داخل المجتمع هو تهديد من شأنه تعميق التهديدات الخارجية هو مسار ليس من شأنه سوى تفويت الاستفادة من وسائل التجنيد والتعبئة الحقيقية للشعب الجزائري وهو ما يكرسه الخناق المفروض على المجالات السياسية والنقابية والجمعوية والتراجع الرهيب عن المكتسبات التعددية".
وأضاف بأن "حل الإشكاليات المعقدة التي يعاني منها بلدنا لن تكون بصورة مجزأة بل تتطلب رؤية شاملة لا يهمل فيها الفعل والعنصر السياسي ولا يتخلى عنه لصالح رؤية تقنية".
وأفاد أوشيش أن المبادرة الجديدة تسعى إلى "إعادة الاعتبار للسياسة ولقيم الحوار والمصالحة الحقيقية في مواجهة سياسات الغلق الممنهج وتنامي الخطاب الشعبوي، أو المتطرف، والذي يتلاقى مع مناورات القوى الإمبريالية وقوى الاستعمار الحديث في هدم الدول الوطنية".
المصدر: أصوات مغاربية