الناشط السياسي رشيد نكاز في حديث لشرطي أمام المستشفى الجامعي في جنيف.
نكاز اتهم مدير أمن شركة "توتال" الفرنسية للنفط، بتحريك القضية ضده

سلّم الناشط السياسي والمعارض الجزائري رشيد نكاز نفسه للشرطة الفرنسية بمطار أورلي بالعاصمة باريس، امتثالا لأمر فرنسي بالقبض عليه على خلفية حكم قضائي بالسجن في قضايا ذات طبيعة مالية.

وفي بث مباشر على حسابه في فيسبوك، الخميس، نقل نكاز لمتابعيه حيثيات تسليم نفسه بداية من وصوله إلى مطار أورلي قادما من الجزائر، ثم تنقله إلى مكتب الشرطة في المطار، أين أخبرهم بأنه جاء ليسلم نفسه، وبعد استجوابه نُقل في سيارة للشرطة.

وحكم القضاء الفرنسي غيابيا على نكاز وزوجته، في 9 ديسمبر 2021، بالسجن النافذ لـ18 شهرا مع حظر مدى الحياة من ممارسة الأنشطة التجارية، بسبب قضايا تتعلق بعدم تقديمه إقرارات ضريبية (تهرب ضريبي) في عامي 2011 و2014.

كما وجهت له تهما بتأجير شقق بين مارس وأكتوبر 2019 رغم حظر تأجيرها، وتأجير أحد عقاراته لجزائري من دون وثائق، وفق ما نقله نكاز على حسابه.

ويقول نكاز إنه خلال فترة صدور الحكم كان تحت الإقامة الجبرية في الجزائر، وأنّه وجّه حينها 5 طلبات للقضاء الفرنسي لمعارضة الحكم لكنه لم يأخذها بعين الاعتبار.

وفي سياق الحكم القضائي، تم تغريم نكاز وزوجته بمبلغ 40 ألف يورو لكل منهما، وغرامة ثانية قدرها 4000 يورو يوميا وحجز عقار وتجميد حساباتهما المصرفية منذ تاريخ صدور الحكم في ديسمبر 2021.

واتهم نكاز في منشور على حسابه في فيسبوك، الجنرال دينيس فافيير، مدير أمن شركة "توتال" الفرنسية للنفط، بتحريك القضية ضده.

وقال نكاز  "السلطات الفرنسية تريد أن تجعل مني رجلا فقيرا بعدما كنت مليونيرا في فرنسا، كما يقولون"، وأضاف "أعيش اليوم على الإعانات الحكومية"، كما اتهم القضاءَ الفرنسي بـ"تضخيم التهم ضده لمنعه من مواصلة نشاطاته القانونية ضد الشركات المتعددة الجنسيات، وعلى رأسها توتال الفرنسية".

جدير بالذكر أن نكاز، وهو رجل أعمال وناشط سياسي ولد بفرنسا لأبوين من أصول جزائرية، تخلى سنة 2013 عن جنسيته الفرنسية بسبب رغبته في الترشح للانتخابات الرئاسية الجزائرية. 

ويحمل نكاز شهادة جامعية في الفلسفة من فرنسا، اشتهر بدفاعه عن النساء المنتقبات في فرنسا ودفعه غرامات مالية للسلطات الفرنسية، بعد منعها ارتداء النقاب.

المصدر: أصوات مغاربية 

مواضيع ذات صلة

أثير جدل كبير لدى الجزائريين حول كتاب "الجزائر اليهودية" (AFP)
أثير جدل كبير لدى الجزائريين حول كتاب "الجزائر اليهودية" (AFP)

ألغى منظمون ندوة حول كتاب "الجزائر اليهودية" للكاتبة هدية بن ساحلي  كانت مقررة السبت بالعاصمة الجزائرية، بعد الجدل الواسع الذي أثارته منذ الإعلان عن تنظيمها في ظل استمرار الحرب في قطاع غزة.

وأكدت مكتبة "شجرة الأقوال" لوكالة "فرانس برس" إلغاء الندوة التي كانت مقررة السبت بدون ذكر الأسباب، كما أوضحت أن الكتاب "لم يعد موجودا لديها لكن لم يتم سحبه" من جانب السلطات.

وكانت مكتبة "الشيخ" والتي مقرها في تيزي وزو شرق العاصمة الجزائرية ألغت ندوة مماثلة كانت مقررة الخميس حول الكتاب نفسه "الجزائر اليهودية، الأنا الآخر الذي لا أعرفه".

واكتفت المكتبة بمنشور عبر صفحتها جاء فيه "يؤسفنا أن نعلمكم ان اللقاء الأدبي مع الكاتبة هدية بن ساحلي قد ألغي" بدون ذكر للأسباب.

وبمجرد الإعلان عن تنظيم الندوة عبر منصات التواصل الاجتماعي للمنظمين، أثير جدل كبير لدى الجزائريين حول "اختيار توقيت فتح النقاش حول يهود الجزائر" ومحاولة "التطبيع الثقافي".  

ونفت الكاتبة الجزائرية هدية بن ساحلي أي علاقة لصدور كتابها قبل أكثر من سنة في فرنسا ثم في الجزائر، بالحرب في غزة، وأكدت أن تزامن صدور الكتاب مع الأحداث "مجرد صدفة.. فلا أنا ولا غيري كان يتنبأ باندلاع الحرب" كما قالت في حوار مع صحيفة "لوسوار دالجيري" في فبراير.

وتحظى الكاتبة باحترام في الوسط الأدبي الجزائري بعد نجاح روايتيها "العاصفة" التي صدرت في الجزائر العام 2019 و"المُحتضر" في 2022.

ولم تصدر وزارة الثقافة والفنون أي بيان بخصوص الموضوع، إلا أن النائب الإسلامي عن حزب حركة البناء زهير فارس أكد عبر منشور أن "الوزارة قد تدخّلت وأوقفت الندوة" وأبلغته بذلك قبل أن يرسل طلبا للتدخل العاجل لوزيرة الثقافة صورية مولوجي.

ويتناول الكتاب في شكل غير مألوف "الهوية اليهودية للجزائر" خلال نحو ألفي سنة من الوجود قبل أن يغادر اليهود الجزائر مع الفرنسيين في نهاية الاستعمار العام 1962، في حين أن الكتب السابقة كانت تتحدث عن "يهود الجزائر".

المصدر: فرانس برس