الشاب يعقوب بلحاسني
لحظة وصول يعقوب بلحاسني إلى الجزائر/ مصدر الصورة: صفحة الشرطة الجزائرية الرسمية على فيسبوك

تسلّمت السلطات الجزائرية، أمس الأربعاء، من نظيرتها الألمانية، الشاب الجزائري بلحاسني يعقوب، الذي انتحل صفات مدنية وعسكرية في الخارج لسنوات، ونصب على شخصيات في الدولة بينهم وزراء وسفراء ومسؤولون محليون وسلبهم أموالا.

ووفق بيان للمديرية العامة للأمن الوطني نُشر على حسابها في فيسبوك، فإن بلحاسني ( 23 عاما) كان "محل عدة أوامر دولية بالقبض، صادرة عن السلطات القضائية الجزائرية".

وأرفق البيان بفيديو يظهر بلحاسني مكبّلا وهو ينزل من الطائرة مُحاطا بعناصر من الشرطة، ثم نُقل في سيارة إلى مركز للشرطة بالعاصمة الجزائرية. 

وذكر المصدر ذاته بأن بلحاسني رُحّل "على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية قادمة من مدينة فرانكفورت، تحت حراسة عناصر الأمن الوطني المكلفة بترحيله من ألمانيا".

وفي سبتمبر 2022 أطلقت السلطات القضائية الجزائرية تحقيقات بشأن ممارسات بلحاسني.

وفي يوليو من السنة ذاتها "وجّهت نيابة الجمهورية لدى محكمة بئر مراد رايس بالعاصمة، نداء للجمهور، لاسيما ضحايا هذا الشخص المتهم بالنصب والاحتيال بانتحال صفة نظامية مدنية وعسكرية، إلى التقرب من مصالحها"، وفق ما ورد في تقرير سابق لـوكالة الأنباء الجزائرية الرسمية.

وطلبت نيابة الجمهورية من أي شخص "وقع ضحيته، سواء التقاه شخصيا أو تعامل معه إما على المستوى الوطني أو خارجه أو له معلومات بوصفه شاهدا على وقائع مشابهة، التقرب من مصالحها قصد ترسيم شكواه أو سماع شهادته في الموضوع".

وينحدر بلحاسني من ولاية تيبازة (غرب) "وهو مسبوق قضائيا وينشط انطلاقا من اليونان، حيث يتواصل مع ضحاياه هاتفيا للنصب والاحتيال عليهم لسلب مبالغ مالية منهم وهذا بانتحال صفة نظامية مدنية وعسكرية"، حسب نيابة الجمهورية.

وتحايل بلحاسني على شخصيات في الدولة بينهم وزراء وسياسيون ومسؤولون ودبلوماسيون في أوروبا، حيث تواصل معهم ونصب عليهم وسلبهم مبالغ مالية، أيضا، كما تلاعب بوسائل إعلام محلية، انطلاقا من مكان إقامته في اليونان.

وفي إحدى عملياته زعم بلحاسني بأنه مسؤول أمني مكلف من طرف الرئاسة بإعداد تقارير حول أداء مسؤولين محليين بينهم وُلاة (محافظين)، وطلب مبالغ مالية لقاء صياغة تقارير إيجابية عنهم.

وفي ماي 2021 انتحل صفة مسؤول دبلوماسي ببعثة الجزائر لدى الأمم المتحدة، ونجح في إجراء مداخلات إعلامية في الإذاعة الدولية الجزائرية، كما انتحل صفة مستشار لدى الأمم المتحدة مكلف بملف الطفولة واللاجئين، وقدّم مداخلات في قنوات جزائرية بهذه الصفة.

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة

أثير جدل كبير لدى الجزائريين حول كتاب "الجزائر اليهودية" (AFP)
أثير جدل كبير لدى الجزائريين حول كتاب "الجزائر اليهودية" (AFP)

ألغى منظمون ندوة حول كتاب "الجزائر اليهودية" للكاتبة هدية بن ساحلي  كانت مقررة السبت بالعاصمة الجزائرية، بعد الجدل الواسع الذي أثارته منذ الإعلان عن تنظيمها في ظل استمرار الحرب في قطاع غزة.

وأكدت مكتبة "شجرة الأقوال" لوكالة "فرانس برس" إلغاء الندوة التي كانت مقررة السبت بدون ذكر الأسباب، كما أوضحت أن الكتاب "لم يعد موجودا لديها لكن لم يتم سحبه" من جانب السلطات.

وكانت مكتبة "الشيخ" والتي مقرها في تيزي وزو شرق العاصمة الجزائرية ألغت ندوة مماثلة كانت مقررة الخميس حول الكتاب نفسه "الجزائر اليهودية، الأنا الآخر الذي لا أعرفه".

واكتفت المكتبة بمنشور عبر صفحتها جاء فيه "يؤسفنا أن نعلمكم ان اللقاء الأدبي مع الكاتبة هدية بن ساحلي قد ألغي" بدون ذكر للأسباب.

وبمجرد الإعلان عن تنظيم الندوة عبر منصات التواصل الاجتماعي للمنظمين، أثير جدل كبير لدى الجزائريين حول "اختيار توقيت فتح النقاش حول يهود الجزائر" ومحاولة "التطبيع الثقافي".  

ونفت الكاتبة الجزائرية هدية بن ساحلي أي علاقة لصدور كتابها قبل أكثر من سنة في فرنسا ثم في الجزائر، بالحرب في غزة، وأكدت أن تزامن صدور الكتاب مع الأحداث "مجرد صدفة.. فلا أنا ولا غيري كان يتنبأ باندلاع الحرب" كما قالت في حوار مع صحيفة "لوسوار دالجيري" في فبراير.

وتحظى الكاتبة باحترام في الوسط الأدبي الجزائري بعد نجاح روايتيها "العاصفة" التي صدرت في الجزائر العام 2019 و"المُحتضر" في 2022.

ولم تصدر وزارة الثقافة والفنون أي بيان بخصوص الموضوع، إلا أن النائب الإسلامي عن حزب حركة البناء زهير فارس أكد عبر منشور أن "الوزارة قد تدخّلت وأوقفت الندوة" وأبلغته بذلك قبل أن يرسل طلبا للتدخل العاجل لوزيرة الثقافة صورية مولوجي.

ويتناول الكتاب في شكل غير مألوف "الهوية اليهودية للجزائر" خلال نحو ألفي سنة من الوجود قبل أن يغادر اليهود الجزائر مع الفرنسيين في نهاية الاستعمار العام 1962، في حين أن الكتب السابقة كانت تتحدث عن "يهود الجزائر".

المصدر: فرانس برس