تعاني الجزائر من أزمة توفر عجلات مطاطية في الأسواق
تعاني الجزائر من أزمة توفر عجلات مطاطية في الأسواق

تشهد السوق الجزائرية منذ أيام أزمة في توفير العجلات المطاطية التي ارتفعت أثمانها، بينما شرعت سلطات البلد، الثلاثاء، في استيراد شحنات من هاته السلعة وضخها في الأسواق، في حين تقول منظمة حماية المستهلك أن أسبابها "غير محددة".

وأفادت وزارة التجارة الجزائرية أنه تم ضخ كمية أولى من العجلات المطاطية بلغت 100 ألف وحدة مستوردة، كاشفة أنها ستسعى إلى توفير ما يصل إلى 300 ألف وحدة قبل نهاية السنة الجارية.

وقال محمد سردون، المدير الجهوي للتجارة في باتنة (شرق)، حيث جرى تسليم الشحنة الأولى، لوكالة الأنباء الجزائرية، إن الاستيراد سيسمح بدخول كميات من العجلات المطاطية للسوق "كفيلة بتلبية حاجياتها وخفض الأسعار بشكل محسوس".

♦️صور المدير الجهوي للتجارة لناحية باتنة يقوم بزيارة ميدانية للإشراف على عملية متابعة وتوزيع العجلات المطاطية المستوردة بمختلف الأحجام على مستوى شبكة التوزيع

Posted by ‎صدى الجزائر‎ on Tuesday, September 24, 2024

وأكد المدير الجهوي أن "جميع عمليات ضخ هذه الشحنات ستكون تحت إشراف مصالح قطاع التجارة انطلاقا من وصول السلع للمستورد إلى تاجر التجزئة، قصد تشديد الرقابة لتفادي احتكارها أو تحويلها أو المضاربة بها".

أما إدارة الشركة الوحيدة المنتج للعجلات المطاطية في الجزائر فقد نفى أية الزيادة في الأسعار، موضحا، عبر نائب رئيسها، جمال قيدوم، أنه "إذا كانت هناك زيادة في السوق الجزائرية فهي خارج نطاق ايريس"، حسب ما نقلته عنه قناة "النهار" الثلاثاء.

🔵🔵نائب الرئيس المدير العام لمجمع "#إيريس" يوضح حول قضية ندرة وارتفاع أسعار عجلات المركبات

🔵🔵نائب الرئيس المدير العام لمجمع "#إيريس" يوضح حول قضية ندرة وارتفاع أسعار عجلات المركبات 👈"حنا علامة محترمة تخدم المواطن وماعندناش ثقافة الإستغلال غير المنطقي"

Posted by ‎Ennahar Tv النهار الجديد‎ on Tuesday, September 24, 2024

وكانت المنظمة الوطنية لحماية المستهلك بالجزائر قد تساءلت في وقت سابق عن أسباب أزمة العجلات المطاطية، بينما "نملك مصنعا خاصا الأول جزائريا والثالث أفريقيا بطاقة وقدرة إنتاجية قد تصل لـ4.5 مليون عجلة سنويا"، وفقها

كيف نعيش أزمة نقص العجلات المطاطية ونملك مصنع خاص الأول جزائريا والثالث أفريقيا بطاقة وقدرة إنتاجية قد تصل ل 4.5 مليون...

Posted by ‎المنظمة الجزائرية للدفاع عن المستهلك - حمايتك-‎ on Thursday, September 19, 2024

وأشارت المنظمة إلى أن تحرياتها كشفت ارتفاع أسعار العجلات، خاصة عجلات الحافلات الصغرى، كما ارتفع الطلب أيضا على العجلات المستعملة.

بصدد القضاء على ازمة ندرة العجلات المطاطية وارتفاع اسعارها الى مستويات غير مسبوقة تم استيراد أزيد من 100 ألف عجلة...

Posted by AUTO Motors DZ on Tuesday, September 24, 2024

ودعت المنظمة وزارة التجارة إلى "التدخل لحل هذه الأزمة والبحث عن مسبباتها سواء بعملية الاستيراد أو التسويق"، مقترحة "منع تصدير العجلات المطاطية إن استلزم الأمر دون الإضرار بالعقود المسبقة للمؤسسة الجزائرية".

 

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة

من مسيرة الحراك الشعبي في فبراير 2020
من إحدى مسيرات الحراك الجزائري- أرشيف

تمر اليوم الذكرى الـ36 لانتفاضة 5 أكتوبر 1988 في الجزائر التي ذهب ضحيتها 160 متظاهرا ومئات المصابين، وفق الرواية الرسمية، وأعقبها انفتاح سياسي وإعلامي أنهى هيمنة الحزب الواحد الذي حكم البلاد منذ استقلالها عام 1962.

وشكلت انتفاضة 5 أكتوبر 1988 عاملا رئيسيا في التحول السياسي الذي مس النظام الجزائري، فقد خرج مئات الشباب في أحياء ومدن رئيسية، خصوصا بالجزائر العاصمة، في مسيرات حاشدة منددة بتردي الأوضاع الاقتصادية والانغلاق السياسي.

وعبرت الجزائر وقتها من الأحادية التي قادها حزب جبهة التحرير الوطني طيلة 27 سنة، نحو فسيفساء سياسي وإعلامي واقتصادي انفتحت خلاله الحكومة على كافة التيارات التي كانت تعمل في السرية من إسلاميين ويساريين وديمقراطيين.

وخلال هذه العقود مرت التجربة الديمقراطية بمراحل عدة، وكانت البداية عندما فسح دستور فبراير 1989 المجال أمام التعددية، إلا أن صدمة المواجهة بين الإسلاميين والحكومة التي ألغت فوزهم بغالبية مقاعد الانتخابات التشريعيات في ديسمبر 1991، أجهضت مسار التعددية في البلاد.

أعلنت السلطة حالة الطوارئ وحظرت نشاط الجبهة الإسلامية للإنقاذ (فازت في التشريعيات)، عقب استقالة الرئيس الشاذلي بن جديد في 11 يناير 1992، كما فتحت محتشدات بالصحراء لاعتقال عناصر جبهة الإنقاد بعد تنصيب محمد بوضياف رئيسا للدولة الذي تعرض للاغتيال يوم 29 يونيو 1992، لتدخل البلاد عشرية الدماء والدموع.

عادت الحكومة للمسار الديمقراطي عقب انتخاب الجنرال ليامين زروال رئيسا للبلاد في 1995، ثم تنظيم انتخابات تشريعية ومحلية سنة 1997، طعنت المعارضة في نزاهتها، وسط تصاعد للعنف والمجازر التي استهدفت المدنيين.

وأعلن الرئيس زروال عن استقالته وتنظيم انتخابات مسبقة فاز بها الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة في أبريل 1999، ولم يغادر السلطة إلا عقب احتجاجات شعبية عمت البلاد في فبراير 2019، بعد أن قضى 20 سنة في سدة الحكم.

تجاوزت السلطة مرحلة الحراك الشعبي عندما نظمت انتخابات رئاسية في ديسمبر 2019 فاز بها الرئيس الحالي، عبد المجيد تبون، الذي أطلق سلسلة إصلاحات دستورية مست التشريعات والقوانين، وأعيد انتخابه لولاية ثانية في 7 سبتمبر الماضي.

وتتباين وجهات النظر حول المسار السياسي والديمقراطي الذي قطعته البلاد، بين من يعتبره تراجعا، ومن يرى أنه لم يتوقف ولم تراجع.

عودة لما قبل التعددية

وتعليقا على هذا النقاش، يعتقد المحلل السياسي، توفيق بوقاعدة، أن هناك تراجعا عن الديمقراطية والتعددية عقب كل إصلاح تعرفه البلاد"، مضيفا أن إصلاحات دستور 1989 كانت متقدمة جدا عما هو الوضع عليه الان".

ويتابع بوقاعدة مشيرا إلى أن السلطة أصبحت "تشدد على الحريات بوضع خطوط حمراء تحت مسميات مختلفة"، وفي تقدير المتحدث فإن البلاد "تتجه تدريجيا نحو مرحلة ما قبل أكتوبر 1988 التي تميزت بالنظام الأحادي".

وقال توفيق بوقاعدة لـ"أصوات مغاربية" إن الساحة السياسية تتشكل اليوم وفق "الرأي الواحد والشخص الواحد، كما لو أننا قبل التعددية السياسية"، منتقدا الأطراف التي "تتغنى بوجود فضاء سياسي حر في البلاد، وتدعم المسار الذي وصلت إليه الديمقراطية".

مسار لم يتوقف

وبخلاف ذلك، يرى أستاذ القانون الدستوري، موسى بودهان، أنه "لا يمكن الجزم بأن الجزائر تراجعت عن مسار بناء مؤسسات دستورية ديمقراطية الذي بدأته منذ أكتوبر 1988 إلى اليوم"، مشيرا إلى أن الأوضاع والأحداث التي عاشتها البلاد كانت "أقوى من التجربة الفتية التي كانت في بدايتها".

وبالنسبة للمتحدث فإن كافة المراحل التي عاشتها الجزائر كانت التعددية "حاضرة فيها باستثناءفترة الأوضاع الأمنية الخاصة التي أعقبت استقالة الشاذلي بن جديد في يناير 1992"، مضيفا أنه برغم الحالة الأمنية الصعبة خلال التسعينيات "نظمت الحكومة انتخابات رئاسية ونيابية ومحلية سمحت بالعودة للمسار الانتخابي".

ويرى بودهان في حديثه لـ"أصوات مغاربية" أن المسار الديمقراطي "لم يتوقف ولم يتم التراجع عنه"، مستدلا عن ذلك بإعلان الرئيس تبون عن حوار قادم "يسمح لكافة التيارات بعرض وجهة نظرها بشأن الوضع السياسي وآفاقه المستقبلية في الجزائر"، وتوقع أن "تثري هذه المحطة التجربة الديمقراطية في البلاد".  

المصدر: أصوات مغاربية