Logos

أصوات مغاربية الآن علي موقع الحرة

اضغط. هنا لزيارة موقع الحرة

منتخب الجزائر
منتخب الجزائر

"حنين"..

زاوية يكتبها رابح فيلالي

ـــــــــــــــــــــ

تفوز الجزائر في مبارياتها بكاس أفريقيا بالقاهرة وترتفع الحناجر عاليا في الجزائر. أما في باريس فالقصة مختلفة تماما.. بالنظر الى كل الذي خلفته احتفالات المهاجرين الجزائريين من تداعيات من حول القصة القديمة الجديدة للاعبين مزدوجي الجنسية والذين اختاروا اللعب للجزائر على حساب فرنسا.

في كل مناسبة رياضية عالمية يتجدد الجدل بين باريس والجزائر حول هوية لاعبين جزائريين ولدوا وتربوا وكبروا في فرنسا قبل ان يختاروا الجزائر بلدا لهم ويعلنوا فخرهم بالاختيار. ففي كأس أفريقيا بمصر وقبلها في كأسي العالم بجنوب أفريقيا والبرازيل، شكل اللاعبون المواليد في المهجر 70 بالمئة من تركيبة المنتخب الجزائري. وفي مباراة نصف النهائي الأخيرة ضد نيجيريا، كان هناك سبعة لاعبين من مواليد المهجر وخريجي الأكاديميات الفرنسية. وتكتمل الصورة أكثر عندما يكون المدرب نفسه جمال بلماضي معنيا بهذه القصة، فهو الآخر ولد في فرنسا وكبر في نواديها واختار أن يحمل القميص الجزائري في مطلع الألفية الماضية. وتضاعف الجدل أكثر عندما أعلن في القاهرة أنه جزائري أكثر منه فرنسي ليرد عليه الفرنسيون عتابا ولوما ويدعونه الى مراجعة أقواله.

رفقاء رياض محرز في صورة الحارس رايس وهاب بولحي ومهدي زفان وعيسى ماندي وعدلان قديورة وسفيان فيغولي وإسماعيل بن ناصر وياسين ابراهيمي وأندي ديلور، بعضهم مر على الفئات العمرية للمنتخبات الفرنسية وآخرون لم يعبروا، لكن في كلا الحالتين ثمة اتفاق بين هؤلاء وهو اختيار وطن الآباء والأجداد وفاء لذاكرة بعيدة وانتماء لم يتوقفوا يوما عن الافتخار به، وهو ما يغضب الفرنسيين ولا يترددون في التعبير عن ذلك علنا.

هذا الجدل الفرنسي الجزائري قديم جديد ويعود في أصوله إلى مطلع سنوات الحرب التحريرية في الجزائر، عندما كانت فرنسا تستعد لمونديال 1958، لكن اللاعبين من أصول جزائرية هربوا من فرنسا ورفضوا رفع ألوانها وأعلنوا تأسيس فريق جبهة التحرير الوطني الذي مثل الثورة الجزائرية وجاب العالم لأجل هذا الغرض وكل الذي يفعله هؤلاء من وجهة نظر فرنسية كان خيانة للجمهورية. وعاد هذا الجدل مجددا عند ظهور النجم الفرنسي من أصل جزائري زين الدبن زيدان في مونديال 1998، وقاد فرنسا للتتويح فكان فرنسيا عندما تفوز فرنسا وجزائريا عندما لا تفوز، كما قال هو شخصيا.

واشتدت لهجة الفرنسيين ضد زيدان عندما خسرت فرنسا نهائي كأس العالم 2006 في ألمانيا بسبب نطحته الشهيرة للاعب المنتخب الإيطالي ماتيرازي وقيل عنه حينها أنه تذكر جزائريته حتى وهو يخوض آخر مبارياته على المستطيل الأخضر، بسبب قراره الاعتزال في نهاية كاس العالم، مما دفع الرئيس جاك شيراك وقتها إلى الطلب من الفرنسيين بضرورة حماية رمز الاندماج في فرنسا ممثلا في زين الدين زيدان.

وهو الأمر الذي تكرر مع الجزائري الأصل الآخر مهاجم ريال مدريد كريم بن زيمة، الذي عانى أكثر من غيره في هذه القضية، تحديدا عندنا تعرض للإبعاد المرحلي ثم النهائي من منتخب فرنسا وإلى سلسلة محاكمات متجددة  قبل أن يختار إعلان موقفه النهائي بانه اختار فرنسا رياضيا لكنه جزائري القلب والانتماء، ليتحول لاحقا إلى أكبر مشجع لمنتخب الجزائر على مواقع التواصل الاجتماعي، بل ويعمل على اقناع المواهب الجزائرية الأصل الصاعدة في فرنسا باللعب للجزائر والاستفادة من  تجربته المؤلمة مع الفرنسيين، وبعدهما الفرنسي الآخر المتزوج من جزائرية لاعب بايرن ميونيخ فرانك ريبيري الذي اختار ان يدعم بن زيمة في محنته الفرنسية، وفاء للصداقة  الشخصية ومحبة في  الأصول الجزائرية لزوجته وأكثر من ذلك أن ريبيري لا يتردد في إعلان دعمه الكامل للمنتخب الجزائري والتأكيد أنه لن يعود للحياة في فرنسا بعد اعتزاله المعلن  نهاية الموسم الحالي في ألمانيا.

الجدل الفرنسي الجزائري المتجدد دوما لم يقتصر على أصول اللاعبين ونجوميتهم العالمية ولكن تعدى الى السؤال عن حق المهاجرين الجزائريين في الاحتفال بانتصارات منتخب بلدهم الأم في شوارع الشانزليزيه، وكل ذلك يؤكد ومرة أخرى ان كرة القدم أكثر وبكثير من مجرد لعبة.

مواضيع ذات صلة

Tunisians queue outside a polling station to cast their votes during the presidential elections, in the capital Tunis, Tunisia,…
يترقب التونسيون نسبة المشاركة النهائية في الرئاسيات

أغلقت مراكز الاقتراع في تونس أبوابها في الساعة السادسة مساء، اليوم الأحد، تمهيدا ببدء عملية فرز الأصوات.

وكان رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بتونس، فاروق بوعسكر، في ثاني مؤتمر صحافي خلال يوم الاقتراع، كشف أن نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية في الخارج بلغت 10 بالمئة، حتى الساعة الواحدة ظهرا.

وأفاد بوعسكر أن عدد المصوتين في الخارج وصل إلى 64 ألفا و315 ناخبا.

 

وكان رئيس هيئة الانتخابات أعلن، في مؤتمر صحافي قبل الأخير، أن نسبة المشاركة في الرئاسيات بلغت 14.16 في المئة إلى حدود الساعة الواحدة زوالا بالتوقيت المحلي.

وأفاد بأن عدد المصوتين داخل تونس وصل إلى مليون و381 ألفا و176 ناخبا حتى حدود الواحدة زوالا.

معطيات الرئاسيات

وشرع التونسيون الأحد في انتخاب رئيسهم الجديد من بين ثلاثة مرشحين يتقدّمهم الرئيس المنتهية ولايته قيس سعيّد، في أعقاب حملة انتخابية غاب عنها حماس التونسيين بسبب الصعوبات الاقتصادية.

وبدأ الناخبون المسجلون البالغ عددهم 9,7 ملايين، الإدلاء بأصواتهم في الساعة الثامنة صباحا (7,00 ت.غ) في أكثر من خمسة آلاف مركز لاختيار رئيسهم للسنوات الخمس المقبلة، على أن تستمر عمليات التصويت حتى الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي، وفقا لهيئة الانتخابات.

ومن المنتظر أن تعلن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات النتائج الأولية "على أقصى تقدير" الأربعاء المقبل، وتظلّ إمكانية الإعلان عن النتائج قبل هذا التاريخ واردة.

ويتنافس سعيّد (66 عاما) مع النائب السابق زهير المغزاوي (59 عاما)، والعياشي زمال، رجل الأعمال والمهندس البالغ من العمر 47 عاما والمسجون بتهم "تزوير" تواقيع تزكيات.

ولا يزال سعيّد، الذي انتُخب بما يقرب من 73% من الأصوات (و58% من نسبة المشاركة) في العام 2019، يتمتّع بشعبية لدى التونسيين حتى بعد أن قرّر احتكار السلطات وحلّ البرلمان وغيّر الدستور بين عامي 2021 و2022.

وبعد مرور خمس سنوات من الحكم، يتعرّض سعيّد لانتقادات شديدة من معارضين ومن منظمات المجتمع المدني، لأنه كرّس الكثير من الجهد والوقت لتصفية الحسابات مع خصومه، وخصوصا حزب النهضة الإسلامي المحافظ الذي هيمن على الحياة السياسية خلال السنوات العشر من التحوّل الديموقراطي التي أعقبت الإطاحة بالرئيس بن علي في العام 2011.

وتندّد المعارضة، التي يقبع أبرز زعمائها في السجون ومنظمات غير حكومية تونسية وأجنبية، بـ"الانجراف السلطوي" في بلد مهد ما سمّي "الربيع العربي"، من خلال "تسليط الرقابة على القضاء والصحافة والتضييق على منظمات المجتمع المدني واعتقال نقابيين وناشطين وإعلاميين"، وفقها.

ويرى الخبير في منظمة "الأزمات الدولية" مايكل العيّاري أن "نسبة المقاطعة ستكون على ما يبدو كبيرة"، على غرار ما حصل في الانتخابات التشريعية التي جرت في نهاية العام 2022 وبداية 2023، والتي بلغت نسبة المشاركة خلالها 11,7% فقط.

ويشير إلى أن "المواطنين ليسوا متحمسين للغاية لهذه الانتخابات، ويخشى الكثيرون من أن ولاية جديدة لقيس سعيّد لن تؤدي إلا إلى تفاقم الوضع الاقتصادي والاجتماعي والانجراف الاستبدادي للنظام".

وفي خطاب ألقاه الخميس، دعا سعيّد التونسيين إلى "موعد مع التاريخ"، قائلا "لا تتردوا لحظة واحدة في الإقبال بكثافة على المشاركة في الانتخابات"، لأنه "سيبدأ العبور، فهبّوا جميعا إلى صناديق الاقتراع لبناء جديد".

حملة هادئة

في الطرف المقابل، حذّر الجمعة رمزي الجبابلي، مدير حملة العياشي زمال، في مؤتمر صحافي "في رسالة موجهة إلى هيئة الانتخابات إيّاكم والعبث بصوت التونسيين".

وكانت الحملة الانتخابية باهتة دون اجتماعات أو إعلانات انتخابية أو ملصقات، ولا مناظرات تلفزيونية بين المرشحين مثلما كان عليه الحال في العام 2019.

ويعتقد العيّاري أن الرئيس سعيّد "وجّه" عملية التصويت لصالحه "ويعتقد أنه يجب أن يفوز في الانتخابات"، حتى لو دعت المعارضة اليسارية والشخصيات المقربة من حزب النهضة إلى التصويت لصالح زمال.

أما المنافس الثالث فهو زهير المغزاوي، رافع شعار السيادة السياسية والاقتصادية على غرار الرئيس، وكان من بين الذين دعموا قرارات سعيّد في احتكار السلطات.

وتعرّضت عملية قبول ملفات المرشحين للانتخابات من الهيئة العليا المستقلة للانتخابات لانتقادات شديدة وصلت الى حدّ اتهامها بالانحياز الكامل لصالح سعيّد حين رفضت قرارا قضائيا بإعادة قبول مرشحين معارضين بارزين في السباق الانتخابي.  

وتظاهر مئات التونسيين في العاصمة تونس الجمعة للتنديد بـ"القمع المتزايد". 

وطالب المتظاهرون في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي في العاصمة بإنهاء حكم سعيّد، وسط حضور أمني كثيف.

وتشير إحصاءات منظمة "هيومن رايتس ووتش" إلى أن "أكثر من 170 شخصا هم بالفعل محتجزون لدوافع سياسية او لممارسة الحقوق الأساسية" في تونس.

 

المصدر: وكالات