Logos

أصوات مغاربية الآن علي موقع الحرة

اضغط. هنا لزيارة موقع الحرة

إسبانيات يتطوعن لتأهيل مدرسة

507892 4

سناء العاجي/

حين يجتمع الكبت والتطرف والجهل والتخلف في دماغ واحدة (هذا إذا توفر الدماغ طبعا)، فتقع الكارثة!

الحكاية بدأت حين قدم مجموعة من الطلبة البلجيكيين ليساهموا، بشكل تطوعي، في عمل خيري يتعلق بتهيئة بعض البنيات التحتية بإحدى المناطق الفقيرة.

عرضت بعض وسائل الإعلام المبادرة في شريط فيديو، لتنهال ردات فعل أغلبها يشيد بالمبادرة ويثمن مجهودات الطالبات والطلبة.

لكن، ولأن في مجتمعنا كثير من الكبت الممزوج بالتطرف والجهل، فقد خرج علينا مدرس يطالب بقطع رؤوسهن لأنهن كن يرتدين "شورتات" قصيرة. الإيجابي أن عناصر الشرطة ألقت القبض عليه بسرعة كبيرة، بتهمة الإشادة بالإرهاب. الأمر إيجابي لأن سلوكه يتجاوز مجرد تعليق على موقع فيسبوك، ليترجم عقلية متطرفة تطبع مع الإرهاب...

إلى غاية ثمانينيات القرن الماضي لم تكن ملابس النساء تطرح الهوس الذي نشاهده الآن في النقاشات

​​التشجيع على الإرهاب أو تبريره، حتى لو كان ذلك بمجرد جملة أو تعليق، هو إرهاب في حد ذاته. الصحافية المغربية فدوى مسك أشارت في صفحتها لسؤال موجع مفاده أن الخطر الذي يمثله ذلك الأستاذ يتجاوز تعليقه الإجرامي، لأنه، بالتأكيد، ترك آثارا سيئة في عقول كل الصغار الذين كان يدرسهم... وما هو طبعا إلا عينة صغيرة من التطرف الذي يغزو عقول كثير من المدرسين... وهو الجانب الذي لا نتطرق بالشكل الكافي حين نتحدث عن أسباب التطرف، في إشارة إلى كل هؤلاء المدرسين الذين يُكَوّنون بشكل غير مباشر متطرفي الغد!

لم يتوقف الأمر عند تعليق المدرس، لأن برلمانيا "محترما" من حزب العدالة والتنمية اعتبر أنهن يصدرن الرذيلة والفساد لمجتمعنا (طبعا... فمجتمعنا مجتمع فاضل لا تعرف الرذيلة طريقا إليه... كما أن الرذيلة توجد في شورتات الفتيات المتطوعات، ولا توجد في أشكال الفساد المحيطة بنا!).

إذا أخذنا مثلا بعين الاعتبار أن هؤلاء الطلبة والطالبات يقومون بعمل خيري تضامني في بلد أفقر من بلدهم، بينما يمكنهم الاكتفاء بالعيش هانئين في دولتهم المتقدمة... فيجدر بنا السؤال جديا عن مفهوم الفضيلة في ذهنية هذا البرلماني.

كما تجدر الإشارة إلى أن مجموعة المتطوعين كانت مختلطة... لكن أسبابا معينة ـ لا علاقة لها بالكبت، بالتأكيدـ جعلت البعض لا يرى إلا أجساد الفتيات!

هذا دون أن ننسى أن المجموعة قامت بسد نقص في التجهيزات يفترض أنه من مجال تخصص الحكومة (التي يقودها، منذ أزيد من ثمان سنوات، حزب البرلماني المستاء من شورتات الفتيات) ومن مسؤولية الجماعات المحلية التي يترأس كثير منها في المغرب، نفس حزب البرلماني). بمعنى أننا، بدل أن نثمن المبادرة الإنسانية والالتزام، وبدل أن نتمنى مضاعفة مجهودات الحكومة والجماعات المحلية والمجتمع المدني لفك العزلة عن سكان المناطق الفقيرة، فنحن لا نهتم إلا بأجساد الفتيات اللواتي قمن بتلك المبادرة الخيرية.

والنتيجة: الحكومة البلجيكية قامت بإرجاع المتطوعين بشكل سريع لبلدهم الأصلي، خوفا عليهم وحماية لهم، بما يشكله ذلك من تشويه لصورة البلد لدى مختلف شرائح المجتمع البلجيكي والأوروبي عموما؛ خاصة أن المغرب عرف منذ بضعة شهور جريمة فعلية لذبح سائحتين أوروبيتين. فهل نتحول إلى بلد داعشي يذبح النساء السائحات؟

الجمعية المغربية الشريكة التي كانت تستضيف هؤلاء المتطوعين عبرت عن أسفها لأنها تستقبل منذ سنوات طويلة عددا من الطلبة المتطوعين الذين ينشؤون علاقات إنسانية طيبة مع سكان المنطقة ويستفيدون إنسانيا، كما يقدمون خدمات مهمة لسكان المنطقة؛ بينما قررت المنظمة البلجيكية التوقف بتاتا عن إرسال بعثاتها للمغرب. فقيه تلك القرية كان قد استضاف المتطوعين في بيته وقدم لهم وجبة غداء بكل حفاوة "أهل البلد". لكن التطرف والجهل والكبت يأبى إلا أن يلطخ صورة مجتمع اختلطت عليه الأمور بين الدين والتطرف. بين القيم والكبت. بين التقاليد والوهابية...

خرج علينا مدرس يطالب بقطع رؤوسهن لأنهن كن يرتدين "شورتات" قصيرة

​​ما الذي حدث في المغرب؟ إلى غاية ثمانينيات القرن الماضي، كانت الفتيات والنساء يلبسن ملابس البحر دون أي إشكال، ولم تكن ملابس النساء تطرح الهوس الذي نشاهده الآن في النقاشات. كانت البطلة نوال المتوكل أول إفريقية وعربية تفوز بميدالية ذهبية في الثمانينيات، وكانت ترتدي "شورتا" رياضيا قصيرا. حينها، افتخر المغاربة بإنجازها ولم يتحدث أحد عن الشورت. إلى غاية بداية التسعينيات، كان عدد المحجبات قليلا جدا. درست شخصيا في إعدادية وثانوية بحي شعبي بمدينة الدار البيضاء، وإلى غاية نهاية تعليمي الثانوي في منتصف التسعينيات، لم أدرس بتاتا عند أي أستاذة محجبة، وكان هذا واقع معظم شباب جيلي من مختلف الأوساط الاجتماعية، وليس فقط لدى الفئات الميسورة. في الشواطئ الشعبية، كانت النساء بمختلف الأعمار يرتدين ملابس البحر، ولم نعرف قبل بداية الألفية الجديدة مشاهد نساء تسبح في البحر بكامل ملابسهن.

ماذا حدث في المغرب؟ هل لنا أن نتخيل أن النساء اللواتي كن يرتدين ملابس البحر في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، واللواتي يبلغن اليوم بين 40 و70 سنة (واللواتي لم يكن بالضرورة متمدرسات (دخلن المدرسة) ولا منتميات لطبقات غنية)... هل يمكننا أن نتخيل أن حفيداتهن وبناتهن اليوم، غير قادرات على ارتداء نفس ملابس البحر ولا نفس الفساتين والتنانير؟

اقرأ للكاتبة أيضا: وفاة قايد السبسي: بين التدين واللاإنسانية

ـــــــــــــــــــــ

الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا المقال لا تعبر بالضرورة عن آراء أو وجهات النظر أو السياسات الرسمية لشبكة الشرق الأوسط للإرسال (أم. بي. أن).

 

متطوعات وبيكيني وكبت D6097B0D-1090-4846-838E-09E8391286ED.jpg Social Media متطوعات-وبيكيني-وكبت 533422 متطوعات أجنبيات يعملن في المغرب في تأهيل مدرسة 2019-08-08 15:27:57 1 2019-08-08 15:27:57 0

مواضيع ذات صلة

Tunisians queue outside a polling station to cast their votes during the presidential elections, in the capital Tunis, Tunisia,…
يترقب التونسيون نسبة المشاركة النهائية في الرئاسيات

أغلقت مراكز الاقتراع في تونس أبوابها في الساعة السادسة مساء، اليوم الأحد، تمهيدا ببدء عملية فرز الأصوات.

وكان رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بتونس، فاروق بوعسكر، في ثاني مؤتمر صحافي خلال يوم الاقتراع، كشف أن نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية في الخارج بلغت 10 بالمئة، حتى الساعة الواحدة ظهرا.

وأفاد بوعسكر أن عدد المصوتين في الخارج وصل إلى 64 ألفا و315 ناخبا.

 

وكان رئيس هيئة الانتخابات أعلن، في مؤتمر صحافي قبل الأخير، أن نسبة المشاركة في الرئاسيات بلغت 14.16 في المئة إلى حدود الساعة الواحدة زوالا بالتوقيت المحلي.

وأفاد بأن عدد المصوتين داخل تونس وصل إلى مليون و381 ألفا و176 ناخبا حتى حدود الواحدة زوالا.

معطيات الرئاسيات

وشرع التونسيون الأحد في انتخاب رئيسهم الجديد من بين ثلاثة مرشحين يتقدّمهم الرئيس المنتهية ولايته قيس سعيّد، في أعقاب حملة انتخابية غاب عنها حماس التونسيين بسبب الصعوبات الاقتصادية.

وبدأ الناخبون المسجلون البالغ عددهم 9,7 ملايين، الإدلاء بأصواتهم في الساعة الثامنة صباحا (7,00 ت.غ) في أكثر من خمسة آلاف مركز لاختيار رئيسهم للسنوات الخمس المقبلة، على أن تستمر عمليات التصويت حتى الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي، وفقا لهيئة الانتخابات.

ومن المنتظر أن تعلن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات النتائج الأولية "على أقصى تقدير" الأربعاء المقبل، وتظلّ إمكانية الإعلان عن النتائج قبل هذا التاريخ واردة.

ويتنافس سعيّد (66 عاما) مع النائب السابق زهير المغزاوي (59 عاما)، والعياشي زمال، رجل الأعمال والمهندس البالغ من العمر 47 عاما والمسجون بتهم "تزوير" تواقيع تزكيات.

ولا يزال سعيّد، الذي انتُخب بما يقرب من 73% من الأصوات (و58% من نسبة المشاركة) في العام 2019، يتمتّع بشعبية لدى التونسيين حتى بعد أن قرّر احتكار السلطات وحلّ البرلمان وغيّر الدستور بين عامي 2021 و2022.

وبعد مرور خمس سنوات من الحكم، يتعرّض سعيّد لانتقادات شديدة من معارضين ومن منظمات المجتمع المدني، لأنه كرّس الكثير من الجهد والوقت لتصفية الحسابات مع خصومه، وخصوصا حزب النهضة الإسلامي المحافظ الذي هيمن على الحياة السياسية خلال السنوات العشر من التحوّل الديموقراطي التي أعقبت الإطاحة بالرئيس بن علي في العام 2011.

وتندّد المعارضة، التي يقبع أبرز زعمائها في السجون ومنظمات غير حكومية تونسية وأجنبية، بـ"الانجراف السلطوي" في بلد مهد ما سمّي "الربيع العربي"، من خلال "تسليط الرقابة على القضاء والصحافة والتضييق على منظمات المجتمع المدني واعتقال نقابيين وناشطين وإعلاميين"، وفقها.

ويرى الخبير في منظمة "الأزمات الدولية" مايكل العيّاري أن "نسبة المقاطعة ستكون على ما يبدو كبيرة"، على غرار ما حصل في الانتخابات التشريعية التي جرت في نهاية العام 2022 وبداية 2023، والتي بلغت نسبة المشاركة خلالها 11,7% فقط.

ويشير إلى أن "المواطنين ليسوا متحمسين للغاية لهذه الانتخابات، ويخشى الكثيرون من أن ولاية جديدة لقيس سعيّد لن تؤدي إلا إلى تفاقم الوضع الاقتصادي والاجتماعي والانجراف الاستبدادي للنظام".

وفي خطاب ألقاه الخميس، دعا سعيّد التونسيين إلى "موعد مع التاريخ"، قائلا "لا تتردوا لحظة واحدة في الإقبال بكثافة على المشاركة في الانتخابات"، لأنه "سيبدأ العبور، فهبّوا جميعا إلى صناديق الاقتراع لبناء جديد".

حملة هادئة

في الطرف المقابل، حذّر الجمعة رمزي الجبابلي، مدير حملة العياشي زمال، في مؤتمر صحافي "في رسالة موجهة إلى هيئة الانتخابات إيّاكم والعبث بصوت التونسيين".

وكانت الحملة الانتخابية باهتة دون اجتماعات أو إعلانات انتخابية أو ملصقات، ولا مناظرات تلفزيونية بين المرشحين مثلما كان عليه الحال في العام 2019.

ويعتقد العيّاري أن الرئيس سعيّد "وجّه" عملية التصويت لصالحه "ويعتقد أنه يجب أن يفوز في الانتخابات"، حتى لو دعت المعارضة اليسارية والشخصيات المقربة من حزب النهضة إلى التصويت لصالح زمال.

أما المنافس الثالث فهو زهير المغزاوي، رافع شعار السيادة السياسية والاقتصادية على غرار الرئيس، وكان من بين الذين دعموا قرارات سعيّد في احتكار السلطات.

وتعرّضت عملية قبول ملفات المرشحين للانتخابات من الهيئة العليا المستقلة للانتخابات لانتقادات شديدة وصلت الى حدّ اتهامها بالانحياز الكامل لصالح سعيّد حين رفضت قرارا قضائيا بإعادة قبول مرشحين معارضين بارزين في السباق الانتخابي.  

وتظاهر مئات التونسيين في العاصمة تونس الجمعة للتنديد بـ"القمع المتزايد". 

وطالب المتظاهرون في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي في العاصمة بإنهاء حكم سعيّد، وسط حضور أمني كثيف.

وتشير إحصاءات منظمة "هيومن رايتس ووتش" إلى أن "أكثر من 170 شخصا هم بالفعل محتجزون لدوافع سياسية او لممارسة الحقوق الأساسية" في تونس.

 

المصدر: وكالات