خياطي: الحجر الصحي الشامل لا يكفي لمواجهة كورونا بالجزائر
- قال رئيس اللجنة الوطنية لترقية الصحة بالجزائر، البروفسور مصطفى خياطي، إن تطبيق الحظر الصحي الشامل لا يكفي وحده لمواجهة وباء كورونا. وأكد في حوار مع "أصوات مغاربية" أن أكبر مشكل يواجه البلاد في الظرف الراهن هو العدد القليل من التحاليل الخاصة بالكشف عن الإصابات بالفيروس.
أكد وزير الصحة الجزائري، أمس الإثنين، إمكانية الذهاب إلى تطبيق حجر صحي شامل بالبلاد من أجل مواجهة الانتشار المتزايد لفيروس كورونا، ما تعليقك؟
قد يبدو ما قاله وزير الصحة عبد الرحمان بن بوزيد منطقيا إلى حد كبير، خاصة مع تزايد حالات الإصابة وانتشار الوباء عبر أغلب ولايات الوطن.
لكن المؤكد أن الأمر غير كاف على الإطلاق، كوننا نتحدث عن جائحة خطيرة فشلت العديد من الدول المتقدمة في مواجهتها.
في اعتقادي أن مواجهة فيروس كورونا يرتبط بعاملين أساسين، الأول يتعلق باستعداد القطاع الصحي من خلال توفير كامل الإمكانيات الطبية ووسائل العلاج الفعالة.
أما المتغير الثاني، فيخص بالأساس مشاركة المواطنين في عملية القضاء على الوباء باحترام كل التعليمات الموجهة من المختصين والخبراء.
للأسف، نلاحظ أن كلا الشرطين غير متوفرين بالشكل المطلوب لحد الساعة، فالعديد من المواطنين يكسرون قواعد الحجر الصحي، ويتعمدون ممارسة الحياة العادية، كما أن هناك نقص واضح في التحاليل الخاصة بالكشف عن الإصابة بفيروس كورونا، وهذا في حد ذاته يمثل هاجسا حقيقيا في الجزائر الآن.
لكن وزارة الصحة بالجزائر كشفت عن تدشين 3 مراكز جديدة لإجراء التحاليل المخبرية، هل الأمر غير كاف؟
بالطبع لا، وهذا مقارنة مع السرعة الفائقة التي تميز انتشار هذا الفيروس.
معهد باستور المركزي، الذي يتوفر على العديد من الإمكانيات، لم يكن يجري أكثر من 70 تحليلا في اليوم، في حين أن العدد لم يتجاوز 300 تحليل منذ فتحت المراكز الجديدة التي أعنلت عنها وزارة الصحة.
لو تحدثنا بلغة الأرقام لأمكننا القول بأن الجزائر تبقى بعيدة بشكل كلي عن المعايير المعمول بها في بعض الدول.
تخيل معي أن بلدا شقيقا مثل تونس، الذي لا يحصي كثافة سكانية مثل الجزائر، تجري مخابره قرابة ألفي تحليل أسبوعي، ناهيك عما يجري في بلدان أخرى.
على وزارة الصحة أن تراعي هذه النقطة بشكل جيد، وأن تعمم الاختبارات الخاصة بالكشف عن فيروس كورونا في كل مراكز البحث والمؤسسات الصحية.
خبراء أشاروا إلى إمكانية أن تصل الإصابات إلى 20 ألف بالجزائر، هل هذا وارد؟
على الجميع أن يدرك أن العلوم الطبية تخضع دوما للنسبية، وليس كل ما فيها ثابت.
العديد من التجارب الدولية، خاصة مع وباء كورونا، أكدت أن كل شيء وارد، كل شيء متغير وكل شيء متطور أيضا.
أنظر مثلا إلى الولايات المتحدة الأميركية، التي تحتل المرتبة الأولى دوليا في عدد الإصابات، ففي منتصف شهر مارس الماضي لا أحد كان يتنبأ بذلك، لكن الوضعية تغيرت بشكل كلي. وبعد شهر قد نسمع أيضا أن بلدا آخر اعتلى المرتبة الأولى.. كل شيء وارد.
أصحاب مقولة إن عدد الإصابات قد يتجاوز 20 ألف حالة بالجزائر يعتمدون على قواعد الرياضيات في التدليل على آرائهم، لكن نسوا أن منطق الدقة لا ينطلي على العلوم الطبية التي تخضع لمبدأ النسبية في كثير من الأمور.
كيف تقيم الوضع العام بالجزائر لحد الساعة؟
ما يمكنني قوله، بكل موضوعية، إن السلطات العمومية تبدو متحكمة في الوضع لحد الساعة ما لم يتعقد الوضع أكثر.
لحد الساعة لم نسجل سوى 50 مصابا بفيروس كورونا يخضعون للعلاج الاصطناعي.
صحيح هناك عدد كبير من الوفيات، لكن في غالب الظن أن السبب الرئيسي لهذه الحالات يعود بالدرجة الأولى للتشخيص المتأخر لها.
كما يعلم الجميع فالعديد من الإصابات تبقى صامتة إلى غاية أن تظهر على صاحبها تعقيدات صحية تستحيل معالجتها في الظرف الراهن.
ما نتمناه أن يمتثل الشعب الجزائري لتوجيهات الحظر الصحي، وأن نتمكن في أقرب وقت من التخلص من هذا الكابوس العالمي
- المصدر: أصوات مغاربية