إلى جانب الطب.. هكذا يواجه الدّين كورونا في المنطقة المغاربية
دخل الدين بقوة إلى جانب الطب والإجراءات الرسمية، التي اتخذتها السلطات السياسية، لمواجهة فيروس كورنا في المنطقة المغاربية.
وأصدر علماء ولجان دينية مغاربية فتاوى لمساندة الأطباء والسلطات في التصدي للفيروس، وتوفير غطاء شرعي للقرارات المتخذة حماية للمواطنين من تفشي الوباء، وفيما يلي أبرز الفتاوى التي صدرت في المنطقة:
الجزائر
كانت الجزائر أكثر البلدان المغاربية إصدارا للفتاوى عبر علماء ولجنة فتوى رسمية سعيا لحمل المواطنين على الالتزام بالتوجيهات الطبية والإجراءات الرسمية،
كان أبرز من أدلى بحكم شرعي في القضية الشيخ شمس الدين الجزائري، وهو داعية معروف يقدم حصة فتاوى دينية على قناة فضائية خاصة، حيث أفتى بأن "المصافحة باتت حراما شرعا في الوقت الحالي، باعتبارها تنقل عدوى الفيروس من إنسان إلى آخر".
وأصدر العلامة الطاهر آيت علجت، عضو لجنة الفتوى بوزارة الشؤون الدينية، فتوى توجب الالتزام بالحجر الصحي، فقال "هذا الأمر واجب شرعا حتى يرفع الله سبحانه وتعالى هذا الوباء عن بلدنا والعالم أجمع".
ودعا آيت علجت إلى "التقليل من الاحتكاك بين الأشخاص بتجنب التقبيل والمصافحة، مع ضرورة التباعد بين الأشخاص لمسافة متر فما فوق".
في السياق ذاته قالت هيئة الفتوى بوزارة الشؤون الدينية إن تجنب التجمعات العامة والخاصة "واجب شرعا، باعتبار ذلك سببا في تنقل وتفشي وباء كورونا حسب أهل الإختصاص".
وورد في بيان سابق للجنة أنه "بناء على ما تقره الشريعة الإسلامية من وجوب المحافظة على النفس وسد الطرق المؤدية إلى هلاكها، فإنه يجب شرعا على المواطنين تجنب التجمعات العامة والخاصة مثل الأعراس والجنائز والمآتم والزيارات العائلية وعيادة المرضى، وغير مما هو سبب في انتشار الوباء".
وذهب الشيخ التواتي بن التواتي، مفتي منطقة الأغواط، إلى "تأثيم" المخالفين للحجر الصحي وقال في بيان وذهب الشيخ "الاستجابة لتعليمات ذوي الاختصاص أمر واجب وشرعي، وتحدّيها منهي عنه والمُعْرِض عنها آثم".
في السياق ذاته اعتبر العالم الشيخ الطاهر بدوي، في رسالة إلى الشعب الجزائري بعنوان "ففروا إلى الله"، مخالفة الإجراءات الوقائية من الحجر المنزلي والتباعد الاجتماعي "جريمة لا تُغتفر، ويعتبر مرتكبها قاتل للنفس عمدًا، ويُعاقب عليها في الدنيا والآخرة"، وأضاف بأن المخالف "منتحر".
رسميا أفتت لجنة الفتوى بوزارة الشؤون الدينية بتحريم نشر الإشاعات المتعلقة بوباء كورونا المستجد، وقالت إن الإشاعات "تتسبب في إثارة القلق والاضطراب والخوف بين الآمنين والتلاعب بالصحة النفسية للمواطنين وإضعاف الثقة بالنفس والتشكيك في جهود ومقدرات الأمة والتأثير على منظومة القيم والأخلاق".
وقالت إنه "لا يجوز نقل المعلومة إلا بعد التأكد من صحة صدورها من جهة مختصة موثوقة حرصا على عدم المساهمة في إنتشار الإشاعة".
وفي وقت سابق أصدرت لجنة الفتوى بالوزارة فتوى تجيز إلاق المساجد لمنع انتشار الوباء.
تونس
في تونس صدرت عديد الفتاوي، أبرزها "تعليق إجراءات اعتناق الإسلام توقيا من عدوى فيروس كورونا".
وأكد ديوان الإفتاء في تونس عبر صفحته الرسمية على فيسبوك أنه "في نطاق الاحتياطات المتبعة للتوقي من فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، فقد وقع التعليق الوقتي لإجراءات اعتناق الإسلام أو التثبيت عليه، إلى موعد لاحق".
كما أصدر مفتي الجمهورية التونسية، الشيخ عثمان بطيخ، فتوى تجيز "تكفين المتوفّى بسبب فيروس كورونا بالطريقة التي أوضحها الأطباء، وجواز دفنه من غير غسل، وهو حكم اضطراري، بالإضافة إلى أنه يجوز الصلاة بشخص واحد على الجنازة"، حتى لا تحدث عدوى.
وفي تدوينة دعا مفتي تونس عثمان إلى اتباع نصائح الأطباء والالتزام بها "التزاما دقيقا وكاملا، خصوصا في فترة من انتشار وباء كورونا"، وأكد أن هذا الالتزام "مصلحة شرعية".
المغرب
وفي المغرب أفتت الهيئة العلمية للإفتاء بالمجلس العلمي الأعلى، مع بدايات ظهور الفيروس، بضرورة إغلاق أبواب المساجد في المملكة.
وأفتت الهيئة بعدم إقامة الصلوات الخمس وصلاة الجمعة في المساجد، وقالت في بيان "إن هذا الإجراء لن يستمر، وستعود الأمور إلى نصابها بإقامة الصلاة في المساجد بمجرد قرار السلطات المختصة بعودة الحالة الصحية إلى وضعها الطبيعي".
وبررت الهيئة هذه الفتوى قائلة إنها "تأتي نظرا للضرر الفادح الناجم عن الوباء الذي يجتاح العالم، واعتبارا لما صدر من توجيهات من الجهات المختصة، بما فيها وزارة الصحة، بهدف الحرص على الوقاية من الفيروس بإغلاق أماكن عمومية وخصوصية".
موريتانيا
وأسقط المجلس الأعلى للفتوى والمظالم في موريتانيا صلاة الجمعة بفتوى، قال إنها جاءت "بناء على توصيات الأطباء ذوي الاختصاص".
وقال المجلس في فتواه "من مسقطات الجمعة الخوف على النفس أو لحوق الضرر بها أو إلحاقه بالغير وحتى الخوف على المال".
وأضافت "الشريعة الإسلامية بنت أحكامها على خبر الطبيب العارف الثقة في العبادات، فأباحت ترك الوضوء للصلاة والانتقال إلى التيمم، وأباحت الفطر في شهر رمضان إذا أخبر الطبيب العارف الثقة بضرر الوضوء أو الصوم على الشخص وقبلت خبر الخبراء في العيوب في المعاملات".
ودعا المجلس إلى "الامتثال والانصياع لجميع التعليمات الصادرة عن السلطات العليا وعن الجهات المختصة".
من جهته أصدر الاتحاد الوطني للأئمة في موريتانيا، فتوى رخص فيها "منع صلاة الجمعة، خوفا من الضرر الذي قد يلحق بالمصلين نتيجة التجمعات، في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد ومخاوف من تحوله لوباء".
ودعا الاتحاد "عامة المسلمين إلى تجنب التجمعات والأخذ بالرخص في التخلف عن التجمعات، التي تنعقد في أماكن تفتقد المعايير الصحية".
ليبيا
وفي ليبيا دعت دار الإفتاء الليبية المواطنين، في بيان حول فيروس كورونا، إلى "التقيد بالأسباب الظاهرة التي تحمي من المرض، والالتزام بتعليمات أهل الاختصاص لمريض أو مشتبه فيه أو جماعة كعزلهم أو ووضعهم في الحجر الصحي".
وأضافت "يُحرم على المواطنين مخالفة التعليمات، وذلك حفاظا على أنفسهم وحماية لغيرهم".
كما أجازت دار الغفتاء الليبية عد الصلاة في المساجد، وقالت في فتوى "من خاف انتقال المرض بحضور صلاة الجمعة والجماعة، فله أن يتخلف، وتسقط عنه، ويصلّي في بيته؛ لأن هذا من الأعذار التي تبيح التخلف عن الجماعةِ".
- المصدر: أصوات مغاربية