أعلن تنظيم داعش، أمس الاثنين، في بيان له، مسؤوليته عن الهجوم على معسكر لواء "طارق بن زياد" التابع قوات خليفة حفتر في بلدة أم الأرانب، جنوب شرق سبها (جنوب ليبيا)
وقال البيان، إنه عناصر فجروا سيارة مركونة على بوابة معسكر لمليشيات حفتر في بلدة أم الأرانب مما أدى لمقتل عنصر على الأقل وإصابة آخرين وتدمير بوابة المعسكر وعدد من الآليات.
ووصف مدير إدارة التوجيه المعنوي بقوات حفتر اللواء خالد المحجوب، عملية أم الأرانب الإرهابية بـ"المحاولة اليائسة لإثبات قدرتهم على القيام بعمليات إرهابية".
واستنكرت الحكومة الليبية المعيّنة برئاسة فتحي باشاغا، هجوم أم الأرانب، مطالبة بإتخاذ إجراءات وقرارات لتجفيف منابع تمويل هذه التنظيمات الإرهابية والعمل على معالجة الأسباب الكامنة وراء ظاهرة الإرهاب بالتعاون مع المجتمع الدولي.
ولم يصدر أي تعليق على الهجوم الإرهابي على بلدة أم الأرانب إلى حد الآن من قبل حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة .
وسبق وشن تنظيم داعش هجمات إرهابية على أم الأرانب حيث تبنى في 18 يناير الماضي، مسؤولية تفجير عبوة ناسفة بالمنطقة أدى إلى مقتل جندي وإصابة آخرين. وفي 26 من الشهر ذاته، شن التنظيم هجوما على دورية تابعة لـ"كتيبة شهداء أم الأرانب" في قوات حفتر ببلدة "القطرون" جنوب البلاد.
وراح ضحية الهجوم 4 عناصر من القوات المسلحة التابعة للمشير خليفة حفتر، لترد الأخيرة بعملية عسكرية أسفرت عن مقتل أكثر من 20 عنصرًا إرهابيا من بينهم قادة بارزون بالتنظيم.
"مثلث استراتيجي"
وعن أسباب تكرار الهجمات الإرهابية على منطقة "أم الأرانب"، أوضح المحلل العسكري محمد الترهوني لـ"أصوات مغاربية" أن العملية تأتي في إطار ثأر داعش لقادته الذين لقوا حتفهم على يد قوات حفتر في يناير الماضي بالقطرون وأم الأرانب وجبل أبو عصيدة.
وتابع الترهوني قائلا إن العمليات الأخيرة التي شنها لواء "طارق بن زياد" في بلدة أم الأرانب لمكافحة الجريمة والهجرة غير الشرعية وتهريب الوقود والبشر وتجارة المخدرات والسلاح إضافة إلى تدمير بوابات أمنية وهمية كان يستعملها داعش لفرض رسومات على عابري الطريق، أربكت حسابات داعش وجعلته يستشعر خطر ضياع" أم الأرانب" الشاسعة من بين يديه، بعد أن خسر معقله السابق بمدينة "سرت" عام 2016.
وأوضح المتحدث أن أم الأرانب عبارة عن مثلث وصل وفصل بين مرزق وسبها ودولة التشاد باعتبارها تقع إلى الشمال الشرقي من مرزق على بعد 93 كلم وإلى الجنوب من سبها بنحو 173 كلم وتطل على دولة التشاد التي نزح عدد من سكانها تجاه هذه البلدة.
وكشف الترهوني لـ"أصوات مغاربية" أن "هناك أطراف محلية وأخرى دولية تسعي لتفريغ منطقة أم الأرانب من سكانها الأصليين، إذ سبق لداعش أن هجّر عددا من سكانها وقتل العشرات من رجالها بهدف السيطرة على الجنوب الغني بالثروات المنجمية والنفطية.
وتوقع الترهوني أن لا تكون عملية أم الأرانب العملية الإرهابية الأخيرة لداعش في ليبيا بعد صدور بيان لفرع التنظيم بالنيجر يثني على هذا الهجوم، وهو ما يعتبر دليلا على اهتمام فروع التنظيم بالتوسع داخل الجنوب الليبي.
"مجرد رسائل"
من جهته قال الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية موسي تيهوساي، إن الهدف من هجوم أم الأرانب ليس الدخول في مواجهة أمنية مع قوات حفتر بل بعث رسائل مفادها أن داعش لم تقرر بعد الدخول في مواجهة على الأرض.
وأوضح تيهوساي لـ"أصوات مغاربية" أن الحدود المترامية للجنوب الليبي وثرواته النفطية تسيل لعاب تنظيمات إرهابية كداعش وتنظيم القاعدة وبوكو حرام وغيره من التنظيمات المتطرفة.
وأضاف الباحث أن داعش يستغل الفراغ السياسي والأمني السائد في مدن الجنوب الليبي منذ ثورة فبراير عام 2011، وحذر من مواجهات عنيفة يمكن أن يشنها لتنظيم على مناطق حيوية في غرب البلاد وشرقها انطلاقا من الجنوب.
ويرى تيهوساي أن حل المشكلة يكمن في إسراع الدولة الليبية في إعمار الجنوب الليبي بتوفير الخدمات الأساسية وتعزيز فرص عمل للشباب والاستثمار الاقتصادي.
المصدر: أصوات مغاربية