حذر تقرير مصوّر لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، الإثنين، من تعرّض مكتبات موريتانية عريقة للاندثار، مشيرا إلى أن تمدد الصحاري يهدد بإتلاف الآلاف من المخطوطات التاريخية النادرة.
وتحدث التقرير عن أهم المكتبات الأثرية في قلب الصحراء بمدينة شنقيط الضاربة في القدم، لافتا إلى أنها تضم 13 مكتبة تحوي ستة آلاف مخطوطة توثّق لعلوم مختلفة من الرياضيات والشعر إلى الشريعة الإسلامية.
وأوضح أن التحدي الأكبر الذي تواجهه ذاكرة موريتانيا -بالإضافة إلى التصحر الذي يأكل الواحات سنوياً- هو صعوبة الحفاظ على هذا الإرث التاريخي الذي يعود بعضه إلى القرن الـ12 ميلادي.
وبحسب المصدر، فقد كانت شنقيط مأوى لنحو 30 مكتبة تضم وثائق مكتوبة من جميع أنحاء العالم، وانحدر هذا الرقم إلى 13، بينها خمس مكتبات فقط مفتوحة للعموم، مؤكدا أن بعض المؤرخين يعتقدون أن هذه الكنوز المعرفية معرّضة اليوم للضياع.
وإلى جانب المكتبات المهددة في صحراء شنقيط، تضم البلدان المغاربية الأخرى مكتبات أثرية عريقة، وهذه أبرزها.
مكتبة جامعة القرويين بالمغرب
تسمى أيضا هذه المكتبة الواقعة في قلب مدينة فاس التاريخية "خزانة القرويين".
أنشئت في الأصل كمرفق لجامعة القرويين في القرن الـ14 للميلاد.
وكانت فاطمة الفهرية قد أسست جامعة القرويين التي كانت في البداية عبارة عن مسجد، في القرن التاسع.
وتأسست خزانة القرويين تحت إشراف السلطان أبي عنان المريني، وتعتبر من أقدم المكتبات في العالم، وتضم مجموعة من أقدم الكتب والمخطوطات النادرة.
في 2018، اختارت مجلة الـ"تايم" الأميركية المكتبة كواحدة ضمن قائمة لـ"أعظم 100 مكان في العالم" لسنة 2018.
ومن أشهر الكتب والمخطوطات، التي ما تزال المكتبة حافظة لها، نسخة من القرآن تعود إلى القرن التاسع، كُتبت بالطريقة الكوفية على مخطوطات صنعت من جلد الجمل.
كما توجد بالمكتبة كتب ومخطوطات نادرة لأشهر العلماء في مجالات مختلفة.
المكتبة الوطنية التونسية
ليست المكتبة الوطنية التونسية بنفس قدم "القرويين" أو "شنقيط"، لكن تاريخها يجعلها أيضا ضمن أقدم مكتبات المنطقة المغاربية، فقد تأسست عام 1885، أي خلال فترة الاستعمار الفرنسي.
ومنذ ذلك الحين، تظل هذه المكتبة الواقعة في تونس العاصمة واحدة من أهم المكتبات في العالم العربي وشمال أفريقيا.
تضم المكتبة مجموعة هائلة من المجلدات (نحو مليون) والمخطوطات النادرة (أربعين ألفا) والخرائط القيّمة.
وتعد أيضا هذه المكتبة عصرية إذ توفر دوريات وصحف ومواد سمعية وبصرية، وتخدم مراجعها (وبعضها إلكتروني) الجمهور العام من الباحثين والطلاب.
المكتبة الوطنية بالجزائر
تعتبر "المكتبة الوطنية الجزائرية" بالعاصمة، أضخم مكتبة في البلاد.
تأسست عام 1835 أي إبان حقبة الاستعمار، وفي عام 1958 تم افتتاح مبنى جديد يحتضنها في الجزائر العاصمة، وبعد ذلك بنحو أربعة عقود وتحديدا عام 1994 تم افتتاح مقرها الحالي الذي تمتد مساحته لأزيد من 60 ألف متر مربع تتوزع على 13 طابقا.
تضم المكتبة ما يزيد عن مليونين ونصف المليون وثيقة، بما في ذلك الكتب والمخطوطات والصحف والدوريات، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من موارد الوسائط المتعددة.
تأوي المكتبة مؤلفات قيمة ونادرة، وهي مفتوحة للباحثين والطلاب المهتمين بمواردها المعرفية الهامة.
دار الكتب الوطنية في ليبيا
تعد "دار الكتب الوطنية" في ليبيا أبرز المكتبات في البلاد، لكنها ليست الأقدم.
تقع هذه المكتبة التي تأسست في السبعينات من القرن الماضي في مدينة بنغازي، وتضم حاليا مجموعة من الكتب والمخطوطات والخرائط الخاصة بالتاريخ الليبي.
1️⃣
— HAMZA JBOODA (@JboodaHamza) May 26, 2022
هذه الصور والوثائق التاريخية الهامة كانت ضمن محاضرة للأستاذة زينب رجب الدرسي أمنية وحدة الكتب بقسم #ليبيا ورئيس قسم الوثائق والمحفوظات التاريخية ب #دار_الكتب_الوطنية_بنغازي وكان عنوان المحاضرة دور دار الكتب الوطنية في جمع وحفظ الوثائق التاريخية. pic.twitter.com/ygQdjFPaYs
تم توسيع المكتبة بشكل كبير في الثمانينيات والتسعينيات، وقد لعبت – رغم غياب الاهتمام السياسي بها خلال حقبة معمر القذافي - دورا في الحفاظ على التراث الثقافي الليبي.
بعد انتفاضة 2011، أكدت تقارير أن المكتبة تعرضت لأضرار ونُهبت العديد من مواردها.
- المصدر: أصوات مغاربية