Rossano Brazzi has a chat with Italian actress Sophia Loren during a pause in the shooting of the film "The Legend Of The…
الممثلان الإيطاليان روسانو براتزي وصوفيا لورين أثناء توقف مؤقت في تصوير فيلم بطرابلس عام 1957

تعد ليبيا من أولى الدول المغاربية وربما الأفريقية التي عرفت السينما، كان ذلك عام 1908، أي قبل الغزو الإيطالي وبعد 13 عاما فقط من صنع أول كاميرا سينمائية وجهاز عرض سينمائي على يد الأخوين لويس وأوغست لوميير.

حرص الليبيون على الاهتمام بالسينما منذ ذلك العام، فشيدوا دور عرض كثيرة في طرابلس وفي مناطق أخرى من البلاد، وتعرف المواطن الليبي باختلاف وسطه الاجتماعي على هذا الفن وعشقه، ما دفع دور العرض إلى التنافس فيما بينها لجلب جديد الفن السابع.

كان سينما "توغراف باب البحر"، بالعاصمة طرابلس، أولى دور عرض تعرفها البلاد عام 1908. عامان بعد ذلك صور بليبيا الفيلم الوثائقي "سكان الصحراء الليبية"، وكان  هذا فيلم أول فيلم يصور بالبلاد بحسب موسوعة "أوكسفورد" البريطانية.


ويوضح الباحث الليبي في التاريخ، مادغيس أومادي، في شرح مفصل لتاريخ السينما في ليبيا على قناته على يوتيوب، أن بلاده عرفت السينما في وقت مبكر بسبب الوجود العثماني في البلاد وأن العاصمة طرابلس كانت مقرا لأزيد من 18 دور عرض في السنوات الأولى من دخول السينما إلى ليبيا.

وتابع "تواصل الليبيين مع العالم يعود إلى سنوات قبل ذلك، نذكر مثلا مشاركة وفد ليبي في معرض نظم خارج البلاد عام 1854، ولعل هذا الانفتاح على العالم هو الذي قرب الليبيين من التطور الحاصل خارج حدودهم وعرفهم على السينما".

كانت أفلام تلك المرحلة أفلاما صامتة، لكن ذلك لم يمنع الليبيين من الانتظار في طابور للحصول على تذكرة تخول لهم اكتشاف هذا الفن الفريد.


موازاة مع الدينامية والرواج الذي عرفته دور العرض خلال تلك الفترة، ونظرا لكثرتها، استخدمت هذه المنشآت في عرض المسرحيات أيضا، كما احتضنت نزالات الملاكمة، بحسب مادغيس أومادي.

مرحلة النظام الملكي

مع توالي السنوات زاد إقبال الليبيين على مشاهدة الأفلام السينمائية، وزاد التنافس بين دور العرض للظفر بالأفلام بمجرد عرضها في أوروبا والولايات المتحدة، وساهم في ذلك أيضا الاحتلال الإيطالي والبريطاني للبلاد.

وخلال فترة الحرب العالمية الثانية، تعرض عدد من دور العرض في طرابلس إلى الدمار، لكن عشق الليبيين وإقبالهم على السينما لم يتوقف، وعاد وبقوة بعد استقلال البلاد عام 1951.

اهتمت الملكية في ليبيا بالسينما وشجعت قيام صناعة سينمائية محلية، خصوصا تلك التي تروج للبلاد ومعالمها التاريخية والسياحية.

وعن تلك المرحلة، كتب الناقد السينمائي التركي تونكا أرسلان، في مقال بموقع "يونايتد ولدر" أنه "بعد الاستقلال، عرفت ليبيا أيضا صناعة سينمائية ديناميكية وزادت بشكل كبير الجهود البصرية والفنية، خاصة بهدف دعم قطاع السياحة، ومع افتتاح مركز السينما للأفلام الوثائقية عام 1959، زاد الإنتاج السينمائي وظهرت فرق متنقلة تنتقل في جميع أنحاء البلاد، وأصبحت السينما واحدة من أكثر أشكال الترفيه شعبية بالنسبة للشعب الليبي".

موازاة مع ذلك، شارك ممثلون وتقنيون ليبيون إلى جانب نظرائهم الأجانب، في إنتاج أفلام سينمائية، وفي عام 1973، عرض بسينما الزهراء بطرابلس أول شريط روائي ليبي طويل (عندما يقسو القدر)، لمخرجه الليبي عبد الله الزروق.

فترة القذافي

مع سقوط النظام الملكي ووصول معمر القذافي إلى السلطة عام 1969، لم يخف الرجل انزعاجه من التطور الحاصل في المجال السينمائي، وكان يرى السينما شكلا من أشكال الإمبريالية الغربية، وفق عدد من المصادر.

تبعا لذلك، أغلقت عدد من دور العرض وتراجع استيراد الأفلام الأجنبية، كما أدى تأميم الإنتاج السينمائي وسيطرة الدولة على الإنتاج والتوزيع إلى إغلاق المزيد من دور العرض.

وفي هذا السياق، قال المخرج الليبي عبد الله الزروق، في تصريحات نقلها موقع "قناة 218" الليبية، "بدأ التفكير جديا في إنتاج العديد من الأفلام إلى أن صدر قرار إنشاء المؤسسة العامة للخيالة التي قامت بتأميم دور العرض بعد أن كانت تتبع القطاع الخاص. ووضعت الدولة يدها على الإنتاج السينمائي وأصبحنا نفكر بفكر الدولة وتلاشت الأحلام".

مع ذلك، كان للقذافي دور محوري في إنتاج وتوزيع فيلم "الرسالة" عام 1976 وفيلم "أسد الصحراء"، عام 1980، وهما معا من إخراج المخرج السوري الراحل مصطفى العقاد.


باستثاء تلك المبادرة، استمر الركود طلية مرحلة حكم نظام معمر القذافي، وزاد بعد سقوط نظامه عام 2011، حيث أدت ظروف الحرب إلى تدمير وتخريب ما تبقى من دور العرض، وقضت تلك الظروف على مشروع سينمائي ليبي يعود تاريخه إلى 1908.

المصدر: أصوات مغاربية
 

مواضيع ذات صلة

الثلوج تكسو واحات نخيل بزاكورة، جنوب شرق المغرب (أرشيفية)
الثلوج تكسو واحات نخيل بزاكورة، جنوب شرق المغرب (أرشيفية)

لا يحجب تهاطل كميات كبيرة من الأمطار وتسببها في سقوط العديد من الضحايا وتدمير جزء من البنى التحتية "استبشار" العديد من سكان المناطق والقرى المغاربية المعروفة بمناخها الجاف بتلك التساقطات خاصة أنها تأتي بعد سنوات طويلة من الجفاف.

وعلى منصات التواصل الاجتماعي، انتشرت مقاطع فيديو وصور توثق لـ"عودة الحياة" إلى العديد من المناطق الجافة، ما جعلها قبلة يحرص جزء من سكان المدن على زيارتها.

ففي موريتانيا التي يؤثر التصحر على ما يقرب من 84 بالمئة من إجمالي مساحتها، وفق أرقام وزارة البيئة، نشر نشطاء صورا تُظهر نمو الغطاء النباتي في العديد من المناطق الصحراوية الجافة بفعل تهاطل كميات كبيرة من الأمطار في الفترة الأخيرة.

🔴🔴| حمولة لا باس بها فهاد الأثناء ولله الحمد لواد زاوية سيدي بلال القادم من بوزار في اتجاه واد أحميدي الكبير . الحمد لله...

Posted by ‎زاوية سيدي بلال بعيون أبنائها‎ on Saturday, September 7, 2024

وفي المغرب، الذي يعاني شح المياه بعد ستة أعوام من الجفاف وانخفاض مخزون السدود إلى أقل من 28 بالمئة نهاية أغسطس، لقي أشخاص عدة مصرعهم إثر أمطار غزيرة شهدتها المنطقة.

ورغم الخسائر البشرية والمادية الفادحة لهذه الفيضانات، فإن ذلك لم يمنع سكان هذه المناطق من التعبير عن فرحتهم بعد سنوات طويلة من الجفاف.

وقال أحد سكان مدينة ورزازات لفرانس برس "لم نعرف مثل هذه الأمطار منذ نحو عشر سنوات. لقد جاءت في ظرف مهم لأن المنطقة تعاني الجفاف منذ عقد".

ويعد الجفاف مشكلة كبيرة في المغرب نظرا لتأثيره المباشر على القطاع الزراعي الذي يشغّل نحو ثلث السكان في سن العمل، ويمثل نحو 14 في المئة من الصادرات.

🔴👈 منظر مذهل 😍 حيث تحولت صحاري جنوب #الجزائر 🇩🇿 إلى #مروج خضراء بسبب #العواصف المدارية المتتالية في الآونة الأخيرة (أقوى وأكثر استمرارية من أي وقت مضى) ⛈️ #تمنراست .

Posted by ‎الجلفة تاريخ وحضارة‎ on Monday, September 9, 2024

وامتدت الظروف المناخية إلى غرب الجزائر أيضا، حيث هطلت أمطار غزيرة سببت سيولا جارفة اضطُرت مصالح الوقاية المدنية للتدخل مرات عدة ليل السبت الأحد، وفق ما أفادت في بيان.

وانُتشل جثمان فتاة جرفتها السيول في ولاية إليزي، فيما يتواصل البحث عن شخص آخر كان عالقا داخل سيارة داهمتها سيول في ولاية تمنراست، بحسب المصدر نفسه، علما أن كلا الولايتين في أقصى جنوب البلاد ومعروفتين بجفافهما.

تغيير استثنائي أم دائم؟

ويرجح الخبير المغربي في المناخ، محمد بنعبو، أن "تستمر التغيرات المناخية في التزايد خلال السنوات المقبلة، لتصبح أكثر عنفا وتطرفا"، معبرا عن مخاوفه من "آثارها السلبية على البنى التحتية وحياة السكان".

وقال بنعبو في تصريح لـ"أصوات مغاربية" إن "بعض المناطق في المملكة المغربية استقبلت خلال 48 ساعة فحسب أزيد من ضعف معدلات التساقطات المطرية السنوية".

 

وأوضح بن عبو أن "بعض الأدوية لم تشهد سيلانا للمياه منذ 7 عقود"، مشيرا إلى أن "صحاري قاحلة شهدت موجات أمطار طوفانية أعادت الحيوية لهذه المناطق وأحيت مجموعات بيولوجية وطبيعية كادت أن تنقرض".

وتابع أن "هذه الأمطار تعيد الحياة للعديد من المنظومات البيولوجية، لكن ذلك لا ينفي المخاطر الكبيرة للتغيرات المناخية التي باتت تتسم بالتطرف".

 

المصدر: أصوات مغاربية