جنود من الجيش الفرنسي خلال فترة احتلال الجزائر
جنود من الجيش الفرنسي خلال فترة احتلال الجزائر

يُعرف شهر مارس في تاريخ الثورة الجزائرية (1954-1962) بتسمية "شهر العقداء"، ويعود سبب هذه التسمية إلى كثرة عدد قادة الثورة العقداء الذين سقطوا في هذا الشهر برصاص المستعمر الفرنسي، وأشهرهم العقيدان سي الحوّاس وسي عميروش.

قضى العقيدان القائدان - رفقة 70 من المقاومين - في معركة كبيرة ضد الجيش الفرنسي تدعى "معركة جبل ثامر" بمنطقة بوسعادة وسط الجزائر، في 28 من هذا الشهر من العام 1959.

مهمّة سرّية

كانت تلك المعركة كمينا نُصب لهما بينما كانا في طريقهما إلى تونس في مهمة سرّيّة كلفتهما بها قيادة الثورة، وتمثلت المهمة في الاتصال بالقيادة السياسية للثورة.

كان عدد العقداء في الثورة الجزائرية قليلا جدا، ورتبة عقيد هي الأعلى في جيش التحرير الوطني آنذاك، لذلك كان الاستعمار يستهدفهم لضرب الثورة في رأسها حتى يسهل عليه القضاء عليها نهائيا.

قبل الثورة انضم العقيدان إلى "حزب الشعب الجزائري" لزعيمه مصالي الحاج، ومن هذا الحزب خاضا نضالا سياسيا ضد المستعمر وفيه أيضا رضعا مفهوم الحرية والاستقلال.

باندلاع الثورة في الفاتح نوفمبر 1954 تقدّم الرجلان الصفوف، فعيّن العقيد سي عمروش آيت حمودة (الاسم الكامل لسي عميروش) قائدا للولاية الثالثة (منطقة القبائل)، وعُيّن العقيد أحمد بن عبد الرزاق حمودة (الاسم الحقيقي لسي الحواس) قائدا للولاية السادسة (الصحراء).

نهاية "حامي الصحراء" و"جزار أكفادو"

كان الاستعمار الفرنسي يطلق على العقيد سي عميروش، المولود العام 1926 بمنطقة القبائل، لقب "جزّار أكفادو" (أكفادو اسم غابة) للتخويف منه، فلقد فتك سي عميروش رفقة رجاله بالعديد من جنود فرنسا وضباطها، كما كان يلقّب بـ"أسد الجبال".

ولم يكن العقيد سي الحوّاس أقلّ شأنا أيضا فعُرف ثوريا بلقب "حامي الصحراء"، باعتباره أبرز من وقفوا ضد خطة فرنسا لفصل الصحراء عن الجزائر.

لم يتمكّن العقيدان من بلوغ تونس، ففي "معركة جبل ثامر" اشتبكا مع قوات الجيش الفرنسي بعدما تقفّى جواسيس أثرهما، فـقُتل القائدان وأخفت فرنسا قبريهما ولم يتم العثور عليهما إلا بعد الاستقلال بسنوات.

نسخة من صحيفة "باريس" تعنون بمقتل العقيد سي عميروش

وقد نشر الأرشيف التلفزيوني الفرنسي تسجيلا، تبدو فيه جثة العقيد سي عميروش معروضة في مسقط رأسه حتى يتعرّف عليه والده وليتأكّد الجميع من مقتله بعدما كان يرعب الاستعمار ويشجع الجزائريين على الثورة، كما كتبت صحف فرنسية تؤكّد مقتله، فعنونت صحيفة "باريس": إنه بالفعل عميروش، يؤكّد سكان القبائل".

وقبل ثلاثة أشهر انطلق بالجزائر تمثيل فيلم "حامي الصحراء" بتمويل حكومي، يتناول حياة سي الحواس، كما حوّلت منزله في قرية مشونش (جنوب)، التي ولد فيها العام 1923، إلى متحف.

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة

فطر الترفاس نادر ولا ينمو إلى في مناطق قليلة في العالم بين الصحاري المغاربية
فطر الترفاس نادر ولا ينمو إلى في مناطق قليلة في العالم بين الصحاري المغاربية

رغم الموت والخراب الذي خلفته السيول التي اجتاحت مناطق صحراوية جافة بجنوب بلدان مغاربية، خصوصا المغرب والجزائر، إلا أن الأمطار الاستثنائية المتهاطلة ساعدت في عودة ظهور نبات نادر لا ينمو إلا في مثل هذه المناطق ويصل سعره إلى 300 دولار للكيلوغرام، إنه "فطر الرعد"، أو ما يسميه سكان الصحاري المغاربية بـ"الترفاس".

فطر نادر

إلى جانب فيديوهات وصور تظهر حجم الدمار الذي أفضت إليه التقلبات الجوية التي شهدتها المناطق الجنوبية المغاربية، انتشرت صور ومنشورات تكشف عودة ظهور فطر "الترفاس" بعد "اختفائه" بسبب تعاقب مواسم الجفاف، وفق ما نقله سكان محليون.

 

و"الترفاس"، أو "فطر الرعد" كما يلقب ارتباطا بظهور إثر تساقط أمطار في مناطق صحراوية جافة، هو نوع من الفطر النادر، أبيض اللون في الغالب، يمتاز بمذاقه الفريد وخصائصه الغذائية.

ويحظى هذا النوع من الفطر بطلب متزايد، خصوصا من المطاعم الفاخرة، لذلك يسعى سكان محليون إلى جمعه وبيعه مقابل مبالغ تصل إلى 300 دولار للكيلوغرام بحسب جودة وحجم "الترفاس".

 

 

ويرجع اسم "الترفاس" إلى المصطلح الفرنسي للفطر Truffes، وهو نوع من الفطر لا ينمو في شكله الأبيض إلا في تربات رملية أو كلسية وفي مناطق صحراوية بعد تساقط أمطار، ولهذا السبب يعتبر من أنواع الفطر النادرة تبعا لندرة وقلة الأمطار التي تتهاطل على المناطق الجافة.

وتداول مدونون مقطع فيديو من منطقة بصحراء الجزائر، كما أكدوا، يبرز عودة "الترفاس" للظهور إلى درجة أنه نما بشكل اخترق إسفلت أحد الطرق.

 

كما تحدث مدونون عن أسباب تراجع ظهور "الترفاس" في المنطقة المغاربية، إذ كتب جمال الدين أن ذلك يعود إلى الجفاف والتصدير، داعيا إلى منع تصدير هذا الفطر "لأن الترفاس ليس إنتاجا فلاحيا".
 

 

 المصدر: أصوات مغاربية