تستعد الطوائف اليهودية بالمغرب وإسرائيل وفي عدد من دول العالم للاحتفال بعيد ميمونة في الأسبوع الأخير من أبريل الجاري، حيث شرعت في إعداد بعض الأطباق المرافقة لهذا الحفل وفي التنسيق مع الفرق الموسيقية التي ستشارك في فعاليات هذه المناسبة التي ترمز إلى التعايش بين المغاربة اليهود والمسلمين.
واستعداد للمناسبة، أفاد "مجمع ماجن ديفيد ليهود السفارديم"، بولاية ميرلاند قرب العاصمة الأميركية واشنطن، بأنه شرع منذ يوم أمس الاثنين في إعداد بعض الحلويات المرافقة للاحتفال بالمناسبة يوم الـ13 من الشهر الجاري.
ما المقصود بميمونة؟
اختلف المؤرخون في تحديد أصل ميمونة بين من قال إن المناسبة تكريم للفيلسوف اليهودي موسى بن ميمون (1138-1204 م) الذي عاش في الأندلس وبين من قال إنها مشتقة من عبارة "ميمون" في الدارجة المغربية، والتي تعني الحظ أو النجاح، بينما قال آخرون إنها مناسبة للاحتفال بقدوم العام الجديد، إذ يصادف شهر أبريل، الشهر الأول من السنة العبرية.
ويحتفل يهود المغرب بعيد ميمونة يومي 23 و24 أبريل من كل عام، بينما تختار باقي الطوائف اليهودية المغربية المنتشرة حول العالم تقديم الاحتفال بالمناسبة ابتداء من الأسبوع الثاني من أبريل، مباشرة بعد انتهاء عيد الفصح أو "بيساح" باللغة العبرية.
على صعيد آخر، ترمز ميمونة للتعايش والتآخي بين يهود المغرب ومسلميه، فخلال فترة أيام عيد الفصح، تمنع التعاليم الدينية اليهود من تناول الخبز المخمر إلا بعد انتهاء فترة الصيام، في المقابل، اعتاد المغاربة المسلمون زيارة جيرانهم اليهود لمباركة العيد ويحملون إليهم الخبز وسمك "الشابل"، والعسل والزبدة واللبن مرددين عبارة "تربحو وتسعدو".
وفي ليلة العيد، تحرص الأسر اليهودية على إعداد بعض الأطباق اليهودية المغربية المرافقة للمناسبة، ويأتي على رأسها "الموفليطا"، وهو شبيه بفطائر "المسمن" يرافقها كؤوس من الشاي المغربي المنعنع.
من المغرب إلى إسرائيل ثم إلى العالم
كغيرهم من اليهود الذي رحلوا للاستقرار في إسرائيل بداية خمسينيات وستينيات القرن الماضي، حمل اليهود المغاربة تقاليدهم إلى هناك، وتمسكوا بها رغم أنهم لم يكونوا يشكلوا في بدايات هجرتهم سوى بضعة آلاف مقارنة بيهود الأشكيناز، القادمين من دول أوروبا الشرقية.
ووفق موقع "الكينست" الإسرائيلي، فإن اليهود المغاربة احتفلوا بعيد ميمونة في الفضاء العام لأول مرة عام 1965 في غابة هرتسل في اللد وعرف الحفل مشاركة 300 يهودي من أصل مغربي، ثم ما لبث إن تحول هذا المناسبة إلى عيد وطني في إسرائيل بداية السبعينيات وأضحى يشارك فيها رؤساء إسرائيل وكبار المسؤولين.
وأضاف المصدر ذاته، أن احتفالات عام 1972، حضرها نحو 80 ألف شخص من بينهم رئيس إسرائيل حينها، زلمان شازار، كما أصبحت الاحتفالات تنظم في مختلف المدن والدول ويحضرها يهود من أصول غير مغربية.
وفي عام 2019، أصدرت إسرائيل طابعا بريديا يؤرخ للمناسبة ويعترف بها كعادة خاصة باليهود المغاربة.
Getting ready for Passover? Learn more about the Mimouna festival, an ethnic tradition celebrated in the evening of the last day of Passover, in our Facebook post https://t.co/6xNcFPwtIa #Israel #Stamps #Passover #philately #StampCollecting pic.twitter.com/il1LLPUQni
— Society of Israel Philatelists (@SIPhilatelists) April 18, 2019
ويعتزم الكنيست الإسرائيلي هذا العام تنظيم أول حفل من نوعه بعيد ميمونة، حيث "ستنصب خيمة مغربية تقليدية في ساحة الكنيست، وسيتم توجيه دعوة حضور إلى جميع المواطنين الإسرائيليين والشخصيات العامة والسفراء، بمن فيهم السفير المغربي لدى إسرائيل".
وتابع في بيان "ستزين الخيمة وفقا للعادات والتقاليد، وستتوفر للضيوف مجموعة متنوعة وملونة من ملابس القفطان والملابس التقليدية. ستوضع طاولات مع حلويات في منطقة الاحتفال، وستستضيف الكنيست فرقا موسيقية شعبية تؤدي أفضل الأغاني باللغة المغربية باستخدام الآلات الموسيقية من شمال إفريقيا، مثل الدربوكاس والعود والكمان".
المصدر: أصوات مغاربية