شكل فوز أربع منظمات من المجتمع المدني التونسي بجائزة نوبل للسلام عام 2015 حدثا بارزا في تاريخ هذا البلد المغاربي،.
فالمنظمات الأربع وحتى وإن كان تاريخ تأسيس بعضها يعود لأربعينيات القرن الماضي، استطاعت بفضل عملها المشترك الذي بدأ عام 2013 انقاد عملية الانتقال الديمقراطي من مصاعب واجهتها آنذاك.
وقبل ذلك التاريخ، سبق لعلماء يهود من أصول مغاربية الفوز بجوائز نوبل المرموقة.
باروخ بن الصراف
ازداد باروخ بالعاصمة الفينزويلية كاراكاس في أكتوبر عام 1920 لأب يهودي مغربي من يهود تطوان، وأم من يهود الجزائر.
وفي سن الخامسة، هاجر رفقة أسرته إلى فرنسا ثم انتقل في مرحلة شبابه إلى نيويورك لدراسة الطب، حيث تتميز في أبحاثه في علم المناعة، خصوصا اكتشافه بروتين "معقد التوافق النسيجي الكبير"، الذي أهله لنيل جائزة نوبل في الطب عام 1980.
ورغم حصوله على الجنسية الأميركية فيما بعد، لم ينس هذا العالم الفنزويلي -الأميركي أصوله المغاربية، وفق مقال نشره موقع الجائزة المرموقة.
كلود كوهين تانوجي
ولد كوهين تنودجي في قسنطينة عام 1933 لأبوين يهوديين جزائريين، لكن أصوله تنحدر من طنجة المغربية، وفق سيرته الذاتية المنشورة على موقع جوائز نوبل.
"تنحدر عائلتي من طنجة (شمال المغرب) استقرت في بداية الأمر بتونس ثم الجزائر في القرن الـ16. اسمي كوهين تانوجي يعني ببساطة عائلة كوهين الطنجاوية"، يقول هذا العالم الفرنسي.
Nobel Laureate Claude Cohen-Tannoudji will give a Keynote presentation about Light and Atoms #IDL2018 pic.twitter.com/OuY43NCvYu
— International Day of Light 16 May (@IDLofficial) May 7, 2018
تميز كلود كوهين تانوجي في دراسة الابتدائية والمتوسطة ثم الثانوية بالجزائر، ما فتح أمامه الباب لولوج المدرسة العليا للأساتذة بباريس عام 1953.
اهتم كلود في بدايات تكوينه بالرياضيات قبل أن يغير مساره الأكاديمي بعد أن أغرم بمحاضرات العالم الفيزيائي الفرنسي ألفريد كاستلر، الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1966.
تنقل كلود كوهين بين عدد من الجامعات الفرنسية وأشرف على أبحاث ودراسات في علم الفيزياء، ما أهله لنيل جائزة نوبل في الفيزياء عام 1997 بعد اكتشافه إلى جانب ستيفن تشو وويليام فيليبس طرق التبريد بالليزر.
سيرج حاروش
ولد سيرج حاروش بالدار البيضاء المغربية في سبتمبر عام 1944، من أب مغربي وأم منحدرة من يهود أوروبا الشرقية.
نشأ حاروش في أسرة متعلمة، إذ كان جده من أولى اليهود المغاربة الذين التحقوا بمدارس الرابطة الإسرائيلية بمراكش (تأسست أولى مدارس الرابطة بمراكش عام 1901)، بينما كان والده محاميا وأمه أستاذة في الأدب الفرنسي.
رحلت أسرة سيرج حاروش إلى فرنسا بعد استقلال المغرب عام 1956، وكان من أسباب رحيلها عن المغرب حرصها على الاستمرار في تكوين أبنائها باللغة الفرنسية.
عن تلك الرحلة يقول حاروش في مقال نشره موقع الجائزة "كان اختيارا ثقافيا، والدي تلقوا تعليما فرنسيا وأرادوا أن نتلقى نحن الأبناء التعليم نفسه، غير أن السنوات الأولى بفرنسا كانت صعبة، خصوصا في فصل الشتاء، بطقسها البارد عكس المغرب حيث الجو جميل ومعتدل على طول السنة".
فتن الفتى بعلوم الفلك والجاذبية، واحتل المركز الأول في فرنسا في امتحانات البكالوريا ما أهله لولوج المدرسة العليا للأساتذة بباريس عام 1963.
وفي سنوات لاحقة تتلمذ سيرج على يد مواطنه الفيزيائي كلود كوهين تانوجي.
وعلى خطى أستاذه، حصل سيرج حاروش على جائزة نوبل في الفيزياء عام 2012 مناصفة مع العالم الأميركي ديفيد وينلاند بعد أبحاثهما في مجال الميكانيكا.
المصدر: أصوات مغاربية