فيتشر

بينها التبو والطوارق.. تعرف على 4 مكونات عرقية تتعايش في ليبيا

18 أبريل 2023

استضافت السفارة الأميركية في ليبيا، الإثنين، حفل إفطار رمضاني أدّت فيه فرقة "أمران تينيري" الطارقية‎ الشهيرة محلياً مقاطع موسيقية لقيت إشادة البعثة الدبلوماسية هناك. 

ونشرت السفارة صورا من الحفل على صفحتها بـ"فيسبوك" وأرفقتها بتدوينة قالت فيها "خالص شكرنا لأصدقائنا الليبيين على حضورهم حفل الإفطار هذا الشهر وجعله احتفالاً رائعاً بشهر رمضان والتنوع والتماسك الاجتماعي والسلام".

خالص شكرنا لأصدقائنا الليبيين على حضورهم حفل الإفطار هذا الشهر وجعله احتفالًا رائعًا بشهر رمضان والتنوع والتماسك...

Posted by U.S. Embassy Libya on Monday, April 17, 2023

وأضافت: "نعرب عن امتناننا للفرقة الليبية الأسطورية إمران تينيري على أدائها الرائع لموسيقى الطوارق التقليدية". 

وتُعد ليبيا ضمن البلدان المغاربية ذات التعدد العرقي، إذ يتكون النسيج الاجتماعي المحلي من أربعة مكونات عرقية.  

العرب

في 2020، قدرت بيانات البنك الدولي عدد سكان ليبيا بنحو 6.87 مليون نسمة.

ويُعد العرب المجموعة الإثنية الأبرز في البلاد، إذ ينتشرون في معظم مناطق البلاد، خاصة في الشرق والجنوب. 

ورغم وجود إحصائيات رسمية، إلا أن أرقاما توفرها منظمات دولية متخصصة في تعقب الإثنيات العرقية عبر العالم تشير إلى أن نحو 90 في المئة من السكان يعتبرون أنفسهم عرباً.

ليبيا عضو بجامعة الدول العربية

وليبيا، مثل باقي بلدان المنطقة المغاربية، تعرّف نفسها كبلد عربي، وهي أيضا عضو في جامعة الدول العربية.

والواقع أنه خلال حقبة الدكتاتور الراحل معمر القذافي، لم تكن ليبيا تعترف بوجود مكونات أخرى غير العرب.

وخلال أربعة عقود من حكم القذافي، كانت الأقليات الأخرى - مثل الأمازيغ - يتكلمون لغتهم في المنزل أو في الشارع، ولكن بشكل سري، ودائما بعيدا عن آذان الشرطة أو المؤسسات الحكومية أو الإعلام.

الأمازيغ

يشكل الأمازيغ نحو 10 بالمئة من السكان، ويعيشون خصوصا في الجبال الواقعة غرب طرابلس أو في الصحراء الجنوبية.

وبحسب بعض التقديرات فإن أعدادهم في جبال غرب البلاد تصل إلى 50 في المائة، خاصة في زوارة ونفوسة.

ومنذ سقوط القذافي في 2011 أصبحت مطالبهم أكثر إلحاحا، خاصة وأنهم ساعدوا الثوار في الوصول إلى طرابلس إبان الثورة. 

طفلان من أمازيغ ليبيا (أرشيف)

وفي الوقت الراهن، يرفرف العلم الأمازيغي في أماكن عدة يقطنها الأمازيغ، ويجاهر أفراد هذه الأقلية بموروثهم اللغوي.

وتحرص حكومة طرابلس، المعترف بها من الأمم المتحدة، على إرضاء المجتمع الأمازيغي، بتوفير كتب مدرسية بلغتهم الأصلية، دون جعلها لغة رسمية بعد، بحسب تقرير سابق لـ"فرانس برس"

وفي مسودة الدستور التي أقرها البرلمان، ولكنها بقيت حبرا على ورق حتى الآن، تم الاعتراف باللغات التي تتحدثها مختلف المجموعات وخصوصا الأمازيغية، كجزء من التراث الليبي.

لكن اللغة العربية تظل اللغة الرسمية الوحيدة.

التبو

إذا كان الأمازيغ ينتشرون في معظم بلدان شمال أفريقيا، فإن التبو استوطنوا الجزء الأوسط من الصحراء الكبرى الأفريقية، على امتداد الجزء الجنوبي من ليبيا والأجزاء الشمالية والغربية الوسطى من تشاد، وشمال شرق النيجر وأقصى شمال غرب السودان.

وتتواجد قبائل التبو في منطقة تيبستي، وهم رحل من ذوي البشرة السوداء ومختلفون عن الأمازيغ والطوارق.

يتألف التبو من قبيلتين أساسيّتين هما: التدّا والدازا، تتحدث القبيلتان لغة خاصة بكل منهما لكنهما متشابهتان كثيرا، اختلطتا باللغات الأفريقية والعربية والأمازيغية.

تُعرف هذه القبائل بتسميتين هما: "التّبو" و"القُرعان".

يدين "التبو" بالإسلام على اختلاف عشائرهم، وهم متصوّفون (طريقة إسلامية في التعبّد).

ومثل الأمازيغ، تعرّض "التّبو"، خلال فترة معمر القذافي، للاضطهاد، إذ تم تجريد عدد منهم من جنسياتهم ومنعهم من التعليم والصحة بذريعة أنهم تشاديون، رغم أنهم يعتبرون أنفسهم ليبيين ويحتفظون بمستندات ثبوتية قديمة.

في نهاية سنة 2018، رفضت قبائل التبو مشروع الدستور الليبي الجديد، وقالوا إن مضمونه "إقصائي ولا يمثل كافة مكونات الشعب الليبي". 

الطوارق

مثل التبو والأمازيغ، تتفرق إثنية الطوارق بين دول عدة في الصحراء الكبرى.

رغم أن البعض يصنف الطوارق والأمازيغ في خانة واحدة، إلا أن الإثنيتين متنوعتان لغويا وثقافيا. 

وقد اختُلف في أصولهم، منهم من يرجع نسبهم إلى قبائل صنهاجة الأمازيغية، كابن خلدون، بينما يقول آخرون إنهم أحفاد "الجرمنتيين" الليبيين الذين سكنوا الصحراء الكبرى.

طوارق يؤدون رقصات فلكلورية- أرشيف

ولا توجد أعداد كبيرة من الطوارق في ليبيا، إذ يتركزون بالخصوص في الجنوب الغربي، حول واحات غدامس وغات وجبال أكاكوس.

في عهد معمر القذافي، سُمح لبعض طوارق ليبيا بالحصول على أوراق ثبوتية، لكن ظل جزء كبير منهم بدون جنسية، لأن بعض الدوائر الرسمية كانت تعتبرهم يتحدرون من دول أخرى كالنيجر ومالي.

ووفق تقرير سابق لوكالة رويترز، فإن أعدادهم في ليبيا تتجاوز نصف المليون نسمة بقليل.

ويطالب ممثلو الطوارق - رفقة الأمازيغ والتبو - بإدماجهم في العمل السياسي، مؤكدين تحفظهم على مشروع الدستور الليبي، إذ اعتبروا أن مضمونه "يقصي باقي مكونات الشعب الليبي". 

وتنص المادة 30 من الإعلان الدستوري لعام 2011 على أن تنتخب الهيئة التأسيسية المتكونة من 60 عضوا بالتساوي بين الأقاليم الثلاثة. وخصص هذا القانون ستة مقاعد فقط للمكونات الثقافية الليبية.

  • المصدر: أصوات مغاربية/ وكالات

مواضيع ذات صلة

أوسكار

أعلنت اللجنة الجزائرية لانتقاء الأفلام عن اختيار الفيلم الروائي الطويل "196 متر/ الجزائر" لتمثيلها في مسابقة الأوسكار في دورتها الـ97 ضمن فئة أفضل فيلم روائي دولي التي ستجرى في مارس 2025، حسب بيان للمركز الجزائري لتطوير السينما.

وقبل الجزائر، رشح المغرب فيلم "الجميع يحب تودا" لمخرجه نبيل عيوش الذي يدور حول قصة درامية لفتاة تهوى الغناء للمنافسة على جائزة أفضل فيلم أجنبي، فيما ستعلن تونس لاحقا عن اختيارها.

"196 متر/ الجزائر"

يروي الفيلم قصة طبيبة نفسية تسعى رفقة مفتش شرطة لحل لغز اختطاف فتاة صغيرة، ما يقودهما إلى الغوص في أحداث غامضة من الماضي. 

الفيلم إنتاج جزائري كندي مشترك، انطلق تصويره بالعاصمة الجزائرية سنة 2022، أما السيناريو فهو لمخرجه طالب بن دياب، بينما يلعب دور البطولة فيه كل من هشام مصباح، مريم مجكان، علي ناموس ونبيل عسلي.

وحاز الفيلم، في وقت سابق، على الجائزة الكبرى للمهرجان السينمائي الدولي "فليكرز رود أيلند" بالولايات المتحدة.

وأشارت لجنة انتقاء الأفلام بالجزائر أن "196 متر/ الجزائر" مرشح عن فئة "أفضل فيلم روائي عالمي"، بتمويل من وزارة الثقافة الجزائرية، مضيفة أنها تأمل أن "يحقق هذا الفيلم إنجازات جديدة تساهم في تعزيز الهوية الثقافية الجزائرية، وتفتح آفاقًا أكبر للسينما المحلية في المحافل العالمية".

المغرب.. "في حب تودا"

أعلن المركز السينمائي المغربي، مطلع سبتمبر، ترشيح فيلم "في حب تودا" للمخرج نبيل عيوش، ضمن فئة أفضل فيلم أجنبي بمسابقة الأوسكار لسنة 2025. واختير الفيلم من بين ستة أعمال سينمائية أخرى.

ويتناول الفيلم، في إطار درامي اجتماعي، قضايا تتعلق بالتغيرات التي يعرفها المجتمع المغربي، من خلال قصة حب معقدة تجمع بين التحديات الإنسانية والاقتصادية، ضمن زوايا مختلفة تتناول الفوارق الاجتماعية والتقاليد المتوارثة.

 

وشارك المغرب في مسابقة جائزة أوسكار هذا العام بفيلم "كذب أبيض" للمخرجة أسماء المدير، الذي تأهل إلى المرحلة الثانية من التصويت في سباق  الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي، وسبق أن حاز على النجمة الذهبية في مهرجان مراكش الدولي في دورته العشرين 2023، وقد تنافس مع 14 فيلماً أجنبياً آخر في المرحلة الثانية من التصويت، بعد أن تأهل من بين 88 فيلماً مشاركا.

تونس.. بدء سباق الترشيحات

تنكب لجنة تابعة للمركز الوطني للسينما والصورة في تونس، منذ منتصف أغسطس، على اختيار الفيلم الذي سيمثل البلد في مسابقة جوائز أوسكار 2025 ضمن فئة "أفضل فيلم أجنبي".

 وكان المركز حدد يوم 30 أغسطس كآخر أجل لتلقي الترشيحات.

مغاربيون في الأوسكار

لفتت مشاركة الجزائر في مسابقة جوائز الأوسكار مميزة النظر في دورات سابقة، ويعتبر فيلم "زاد"، للمخرج الفرنسي اليوناني الأصل كوستا غافراس، الفيلم الجزائري الوحيد في العالم العربي الذي نال جائزة أفضل فيلم أجنبي بالمسابقة سنة 1970.

كما شاركت الجزائر بمسابقة الأوسكار لعام 2023 بالفيلم الطويل "إخواننا" للمخرج رشيد بوشارب الذي سبق أن شارك أيضا في أوسكار 2011 بفيلم "خارج عن القانون".

وشاركت تونس في مسابقة جوائز أوسكار 2024 بفيلم" بنات ألفة" للمخرجة كوثر بن هنية، وهو روائي وثائقي من بطولة هند صبري، ونور قروي. وتدور أحداثه، المستوحاة من قصة حقيقية، حول امرأة تونسية تدعى "ألفة" تتأرجح يومياتها بين النور والعتمة، قبل أن تختفي ابنتيها.

وقطع ترشيح الفيلم مسارا متقدما بعدما اختير ضمن القائمة المختصرة النهائية لجوائز الأوسكار 2024 في قسم أحسن فيلم وثائقي، وبذلك يكون "بنات ألفة" أكثر الأفلام التونسية اقترابا من التتويج بإحدى جوائز الأوسكار.

 

المصدر: أصوات مغاربية