يختلف وضع المرأة الموريتانية في أشياء كثيرة عن مثيلاتها في باقي دول شمال أفريقيا، فالمرأة في هذا البلد المغاربي تحتفل بطلاقها وتنافس الرجال حتى في بعض المهن التي تتطلب جهدا بدنيا كبيرا للقيام بها.
"انجايات" موريتانيا أو نساء البحر، هن نسوة اخترن مهن البحر لكسب قوت يومهن ,إعالة أسرهن، بينهن فئة قليلة ممن يشارك الصيادين في عمليات الصيد وأخريات اخترن التخصص في بيع ما تجود به شباك الصيادين في الأسواق الشعبية.
روتين يومي لا يعترف بتقلبات أحوال الطقس
وانجايات لفظ من اللهجة الولفية، إحدى اللغات الوطنية في موريتانيا، وتعني نساء البحر أو بائعات السمك، وتشير بعض المصادر التاريخية إلى انتشار هذه المهنة بكل من موريتانيا والسنغال.
وتبدأ رحلة "انجايات" قبل طلوع الفجر، في روتين يومي لا يتعرف بتقلبات أحوال الطقس، فالغاية هي تحقيق سبق في اختيار أجود الأسماك التي تجود بها شواطئ البلاد.
وبعد تلك العملية المضنية، تعود النسوة أدراجهن إلى "بسطاتهن" المعتادة في الأسواق الشعبية، ويشرعن في عرض ما اشترينه من أسماك على عرباتهن الصغيرة في انتظار وصول الزبائن.
وفي تصريحات صحافية، قالت إحدى "انجايات" إنها وزميلاتها لا يحصلن سوى على هامش ربح قليل يتراوح بين دولارين إلى ثلاثة يوميا، لكنهن مع ذلك، يواصلن امتهان هذه المهنة لإعالة أسرهن الصغيرة.
ما علاقة انجايات بـ"إمراغن"؟
على صعيد آخر، أرجع الباحث الموريتاني المتخصص في علم الاجتماع، محمد سالم ولد الشيخ، إقبال بعض النساء الموريتانيات على امتهان بيع السمك إلى انتشار ثقافة مجتمع الصيادين التقليديين المعروفين في موريتانيا بـ"إيمراكن" أو "إمراغن".
والإمراكن لفظ أمازيغي يعني الجامع أو الملتقط (يجمع أو يلتقط شيئا ما)، وهم أقلية تشتهر في موريتانيا في احتكار مهن البحر، خصوصا في المناطق المحيطة بحوض "آرغين" الواقع في الوسط الغربي للبلاد.
ولعل انتشار ثقافة الإمراكن في البلاد، من أسباب إقبال النساء الموريتانيات، خصوصا المطلقات والأرامل منهن، على امتهان بيعه، خصوصا وأن البلاد تتوفر على 800 كيلومتر من الشواطئ الغنية بالثروة السمكية.
وتظل إذن مهنة شراء السمك وإعادة بيعه من اختصاص المرأة الموريتانية في عدد المدن الساحلية، بينما تظل مشاركتهن في الصيد محدودا جدا، بحسب منظمة "Green Mauritania".
وفي منشور للمنظمة على فيسبوك، أوضحت المنظمة أن "ولوج المرأة لعالم الصيد بمفهومه الدقيق يظل أمرا غاية في الصعوبة، إلا أن الاستعانة بتجربة الآخر، وتفادي العقبات بناء على العلم، قد يسهل من المهمة في المستقبل، في وقت تبقى فيه المسائل الأخرى من استصلاح للسمك وما يتعلق به من زيت وبيض، وإنشاء تعاونيات قوامها الصيد البحري، من تخصص المرأة الشاطئية فقط، في انتظار انتشار ثقافة الصيد بين مختلف نساء موريتانيا".
المصدر: أصوات مغاربية