منذ توقيفه يوم 17 أبريل الجاري، تناولت عدة تقارير إعلامية علاقة رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي بالجزائر والتي تمتد إلى أكثر من ثلاثين سنة.
وتتخلل علاقة الغنوشي بالجزائر عدة محطات أبرزها المحطة المرتبطة بفترة إقامته في الجزائر ما بين أواخر ثمانينيات وبداية تسعينيات القرن الماضي.
الإقامة في الجزائر
أقام الغنوشي في الجزائر في الفترة بين أواخر ثمانينيات وأوائل تسعينيات القرن الماضي، في وقت كانت البلاد تعيش انفتاحا سياسيا وإعلاميا عقب انتفاضة 5 أكتوبر 1988 التي عجلت بالتخلي عن الحزب الواحد وإقرار التعددية السياسية.
وبحسب حوار سابق له مع صحيفة "الشروق" الجزائرية، فقد غادر بلاده نحو ألمانيا لإلقاء محاضرة، وسرعان ما وصلته أنباء اعتقال منتسبين للحركة ونصحه البعض حينها بعدم العودة إلى تونس ليتجه نحو الجزائر حيث عاش هناك إلى غاية بداية عام 1992.
وأشار الغنوشي في حواره مع "الشروق" إلى أنه "لم يعرف طعم الغربة وهو في الجزائر، ولم يذق وطأتها حتى خرج منها في 1992، متجنّبا وضعها في حرج مع إصرار تونس على استرجاعه منها"، وبحسب المصدر ذاته فقد خرج معه حينها نحو 500 منتم للحركة كانوا يعيشون بدورهم في الجزائر.
دوره في "المصالحة"
تشير صحيفة "لوموند" الفرنسية في تقرير نشرته، مؤخرا، إلى دور لعبه زعيم حركة النهضة عزز علاقته بالجزائر يتمثل في "المساعدة التي قدمها في أوخر التسعينيات إلى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في إطار سياسة المصالحة" مع الإسلاميين.
ورافع الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة بعد انتخابه رئيسا للبلاد في أبريل 1999، لصالح "الوئام المدني"، وهو القانون الذي عرضه للاستفتاء على الناخبين يوم 16 سبتمبر 1999 ونال أغلبية الأصوات، وسمح بعودة آلاف المسلحين للحياة المدنية باستثناء الذين ارتكبوا جرائم والذين تمت إحالتهم إلى العدالة.
واستمرت علاقة زعيم النهضة راشد الغنوشي بالجزائر حيث زارها عدة مرات في السنوات التي أعقبت ثورة 2011.
زيارات متكررة
زار الغنوشي الجزائر في عدة مناسبات، والتقى في العديد من تلك المناسبات بالرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة وبعدد من المسؤولين، كما هو الحال في الزيارة التي قام بها في نوفمبر من العام ٢٠١١، حيث التقى ببوتفليقة وكذا بالوزير الأول آنذاك أحمد أويحيى.
جاءت تلك الزيارة في أعقاب انتخابات المجلس التأسيسي بتونس التي جرت في نفس السنة والتي فازت بها حركة النهضة.
وفي زيارة له في أغسطس من عام 2014 التقى الغنوشي مجددا ببوتفليقة، وأوردت صحيفة "النهار" الجزائرية حينها أن اللقاء جرى بحضور عدد من المسؤولين بينهم رئيس المجلس الشعبي الوطني حينها محمد العربي ولد خليفة، والوزير الأول حينها، عبد المالك سلال.
وتجدد اللقاء بين الغنوشي وبوتفليقة في شهر يناير من عام 2017، حيث صرح رئيس حركة النهضة حينها أن ذلك اللقاء "يندرج ضمن اللقاءات المتكررة التي تدخل في إطار توطيد العلاقات بين الجزائر وتونس ولبحث الوضع في المغرب العربي عموما وضرورة تفعيل مشروع اتحاد المغرب العربي".
- المصدر: أصوات مغاربية/ صحيفة "لوموند" الفرنسية/ صحيفة "الشروق" الجزائرية