وزير الخارجية الجزائري الراحل محمد الصديق بن يحيى
الغموض لا يزال يلف ظروف مقتل وزير الخارجية الجزائري محمد الصديق بن يحيى

تحيي الجزائر، اليوم الأربعاء، الذكرى الـ41 لوفاة وزير الخارجية الأسبق محمد الصديق بن يحيى الذي لقي مصرعه في حادث سقوط الطائرة التي كانت تقله رفقة مجموعة من الإطارات والصحافيين في الحدود العراقية الإيرانية يوم 3 ماي 1982.

وتعتبر هذه "الذكرى المؤلمة" في تاريخ الجزائر المستقلة مناسبة تستحضر فيها وزارة الخارجية والعديد من الدبلوماسيين قصص زملاء لهم عرف مسارهم المهني نهايات مأساوية، كما هو الأمر بالنسبة لممثلي السفارة الجزائرية بالعراق الذين تعرضوا للقتل على أيدى تنظيم داعش الإرهابي، أو بالنسبة للدبلوماسيين الذين تعرضوا للاختطاف بمالي من طرف متطرفين، قبل أن يفرج عنهم

إليك أشهر "القصص المحزنة" في تاريخ الدبلوماسية الجزائرية

بين يحيى.. دبلوماسي طارده الموت

رغم مرور أكثر من 4 عقود، لا يزال مقتل وزير الخاريجة الأسبق، محمد الصديق بن يحيى، ملفوفا بالكثير من الغموض والأسرار، على خلفية الشكوك الكبيرة التي أحاطت بالحادثة، وظهور تصريحات فيما بعد لبعض المسؤولين أكدت أن "العملية كانت مدبرة من قبل جهات أزعجها تحرك الدبلوماسية الجزائرية وقتها من أجل توقيف الحرب بين العراق وإيران".

ويعد الراحل بن يحيى من المناضلين المثقفين المحسوبين على الثورة الجزائرية، بالنظر إلى المسؤوليات الكبيرة التي تقلدها في المجال الدبلوماسي، حيث نشط كثيرا في التعريف بقضية بلده في المحافل الدولية.

محمد الصديق بن يحيى ووارن كريستوفر بعد التوقيع على بيان الجزائر

وبن يحيى هو من مواليد 1932 بمدينة جيجل، شرق البلاد، وحاصل على شهادة الحقوق من جامعة الجزائر.

كان ضمن فوج المفاوضين في اتفاقية إيفيان رفقة نخبة من القياديين الذين أشرفوا على إدارة الحرب ضد المستعمر الفرنسي بين 1954 و1962.

بعد استقلال الجزائر في 1962 تولى عدة مهام حكومية من خلال إشرافه على عدة قطاعات وزارية كالتعليم العالي والإعلام، وكان ينظر إليه كأحد الوزراء المقربين من الرئيس الأسبق الهواري بومدين.

نهاية السبعينات تولى شؤون الدبلوماسية وكان من المساهمين في تحرير 52 دبلوماسيا وموظفا أميركيا تم احتجازهم عام 1979 في السفارة الأميركية بطهران لمدة 444 يوما، ما جعله يحظى باحترام أوساط دبلوماسية عالمية، من بينها الولايات المتحدة الأميركية التي تتذكر دوره في هذه العملية كلما حلت المناسبة.

نجا بأعجوبة كبيرة بتاريخ 30 مايو 1981 في العاصمة المالية باماكو في حادث طائرة، لكنه لم يكن يعلم أن سيناريو مشابها ينتظره في المهمة التي ستقوده لاحقا من أجل التوسط لإنهاء الحرب بين العراق وإيران.

في يوم  3 ماي 1982 تم إسقاط الطائرة التي كانت تقله مع الوفد المصاحب له على الحدود الفاصلة بين العراق وإيران ليعلن عن وفاة الجميع.

وقد تم تشكيل لجنة تحقيق بعد الحادثة برئاسة وزير النقل الجزائري آنذاك، والرئيس الحالي لمجلس الأمة (الغرفة العليا للبرلمان) صالح قوجيل، إلا أن النتائج لم يتم الإعلان عنها لغاية الآن وسط تضارب كبير في الآراء والاتهامات.

"داعش".. ضربة جديدة

بتاريخ 21 يوليو 2005 تعرضت الدبلوماسية الجزائرية لهزة عنيفة بعدما تأكد رسميا خبر قيام تنظيم "داعش" الإرهابي بقيادة أبو مصعب الزرقاوي باختطاف مسؤول البعثة الدبلوماسية في العراق علي بلعروسي (62 عاما) ونائبه عزالدين بلقاضي (47 عاما) ليعلن بعد حوالي ستة أيام عن مقتلهما من طرف هذا التنظيم.

وقد نزل الخبر كالصاعقة على الجزائريين، فيما أصدرت السلطات وقتها بيانا وصفت فيه العملية  بـ"الجريمة الشنعاء".

كما لقيت الجريمة إدانة واسعة من قبل المجتمع الدولي، حيث عبرت العديد عن العواصم في العالم عن رفضها لمثل هذه الممارسات الفظيعة في حق الدبلوماسيين.

مالي.. خطر الإرهابيين

تبدي الجزائر اهتماما بالأزمة في مالي والعديد من البلدان الأفريقية المتاخمة لحدودها لاعتبارات تتعلق بالدرجة الأولى بأمنها الداخلي، وفق ما يؤكده مسؤولون رسميون.

وقد دفع الأمر مسؤولي الخارجية إلى إيلاء أهمية بالغة بما يجري على أرض الواقع هناك من خلال الإبقاء على ممثليها الدبلوماسيين هناك رغم خطورة الوضع بسبب نشاط الجماعات الإرهابية والجماعات المسلحة.

وفي شهر يوليو 2013، أعلن عن اختطاف 7 دبلوماسين جزائريين من طرف الجماعة المتطرفة "حركة التوحيد والجهاد" في مدينة غاو، شمال مالي، قبل أن يتأكد مقتل أحد المُختطفين بسبب رفض الجزائر الاستجابة لإطلاق سراح أحد قادة الحركة "المتهم بالإرهاب".

وبعد اتصالات سرية حثيتة أعلنت السلطات الجزائرية عن إطلاق سراح أفراد بعثتها الدبلوماسية.

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة

أوسكار

أعلنت اللجنة الجزائرية لانتقاء الأفلام عن اختيار الفيلم الروائي الطويل "196 متر/ الجزائر" لتمثيلها في مسابقة الأوسكار في دورتها الـ97 ضمن فئة أفضل فيلم روائي دولي التي ستجرى في مارس 2025، حسب بيان للمركز الجزائري لتطوير السينما.

وقبل الجزائر، رشح المغرب فيلم "الجميع يحب تودا" لمخرجه نبيل عيوش الذي يدور حول قصة درامية لفتاة تهوى الغناء للمنافسة على جائزة أفضل فيلم أجنبي، فيما ستعلن تونس لاحقا عن اختيارها.

"196 متر/ الجزائر"

يروي الفيلم قصة طبيبة نفسية تسعى رفقة مفتش شرطة لحل لغز اختطاف فتاة صغيرة، ما يقودهما إلى الغوص في أحداث غامضة من الماضي. 

الفيلم إنتاج جزائري كندي مشترك، انطلق تصويره بالعاصمة الجزائرية سنة 2022، أما السيناريو فهو لمخرجه طالب بن دياب، بينما يلعب دور البطولة فيه كل من هشام مصباح، مريم مجكان، علي ناموس ونبيل عسلي.

وحاز الفيلم، في وقت سابق، على الجائزة الكبرى للمهرجان السينمائي الدولي "فليكرز رود أيلند" بالولايات المتحدة.

وأشارت لجنة انتقاء الأفلام بالجزائر أن "196 متر/ الجزائر" مرشح عن فئة "أفضل فيلم روائي عالمي"، بتمويل من وزارة الثقافة الجزائرية، مضيفة أنها تأمل أن "يحقق هذا الفيلم إنجازات جديدة تساهم في تعزيز الهوية الثقافية الجزائرية، وتفتح آفاقًا أكبر للسينما المحلية في المحافل العالمية".

المغرب.. "في حب تودا"

أعلن المركز السينمائي المغربي، مطلع سبتمبر، ترشيح فيلم "في حب تودا" للمخرج نبيل عيوش، ضمن فئة أفضل فيلم أجنبي بمسابقة الأوسكار لسنة 2025. واختير الفيلم من بين ستة أعمال سينمائية أخرى.

ويتناول الفيلم، في إطار درامي اجتماعي، قضايا تتعلق بالتغيرات التي يعرفها المجتمع المغربي، من خلال قصة حب معقدة تجمع بين التحديات الإنسانية والاقتصادية، ضمن زوايا مختلفة تتناول الفوارق الاجتماعية والتقاليد المتوارثة.

 

وشارك المغرب في مسابقة جائزة أوسكار هذا العام بفيلم "كذب أبيض" للمخرجة أسماء المدير، الذي تأهل إلى المرحلة الثانية من التصويت في سباق  الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي، وسبق أن حاز على النجمة الذهبية في مهرجان مراكش الدولي في دورته العشرين 2023، وقد تنافس مع 14 فيلماً أجنبياً آخر في المرحلة الثانية من التصويت، بعد أن تأهل من بين 88 فيلماً مشاركا.

تونس.. بدء سباق الترشيحات

تنكب لجنة تابعة للمركز الوطني للسينما والصورة في تونس، منذ منتصف أغسطس، على اختيار الفيلم الذي سيمثل البلد في مسابقة جوائز أوسكار 2025 ضمن فئة "أفضل فيلم أجنبي".

 وكان المركز حدد يوم 30 أغسطس كآخر أجل لتلقي الترشيحات.

مغاربيون في الأوسكار

لفتت مشاركة الجزائر في مسابقة جوائز الأوسكار مميزة النظر في دورات سابقة، ويعتبر فيلم "زاد"، للمخرج الفرنسي اليوناني الأصل كوستا غافراس، الفيلم الجزائري الوحيد في العالم العربي الذي نال جائزة أفضل فيلم أجنبي بالمسابقة سنة 1970.

كما شاركت الجزائر بمسابقة الأوسكار لعام 2023 بالفيلم الطويل "إخواننا" للمخرج رشيد بوشارب الذي سبق أن شارك أيضا في أوسكار 2011 بفيلم "خارج عن القانون".

وشاركت تونس في مسابقة جوائز أوسكار 2024 بفيلم" بنات ألفة" للمخرجة كوثر بن هنية، وهو روائي وثائقي من بطولة هند صبري، ونور قروي. وتدور أحداثه، المستوحاة من قصة حقيقية، حول امرأة تونسية تدعى "ألفة" تتأرجح يومياتها بين النور والعتمة، قبل أن تختفي ابنتيها.

وقطع ترشيح الفيلم مسارا متقدما بعدما اختير ضمن القائمة المختصرة النهائية لجوائز الأوسكار 2024 في قسم أحسن فيلم وثائقي، وبذلك يكون "بنات ألفة" أكثر الأفلام التونسية اقترابا من التتويج بإحدى جوائز الأوسكار.

 

المصدر: أصوات مغاربية