فاز عرض مسرحي موريتاني باسم "منت البار" (بنت البار)، وهو عمل فني مستوحى من قصة من التراث المحلي، بإحدى جوائز المهرجان الدولي للمسرح في الصحراء بتونس.
وحصل العرض المسرحي الذي قدمته "جمعية إيحاء للفنون الركحية"، الخميس الماضي، بجائزة أفضل عرض متكامل مناصفة مع العرض المسرحي الإيراني "شيبة"، وذلك في ظل وجود عدة عروض مسرحية تمثل دول من بينها، المغرب وتونس وإسبانيا وإيطاليا.
وكانت الجمعية شاركت بهذه المسرحية في مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي، الذي أقيمت فعالياته في الفترة من 9 وحتى 13 ديسمبر الماضي بالإمارات العربية المتحدة، وسط احتفاء كبير من اللجنة المنظمة.
واقتبس العرض المسرحي من قصة "بنت البار" المتداولة في الموروث الشعبي الموريتاني، مع إضافات شعرية وتصرف في بعض الأحداث والجزئيات في القصة.
كما سبق للتلفزيون الموريتاني أن أنتج مسلسلا يظهر أحداث قصة "منت" البار مع الكهل الذي قدم تضحيات للتقرب منها وأضحى من بين أفضل الشعراء الشعبيين بعد ذلك.
قصة من التراث
ويقول عميد الأدب الشعبي الموريتاني السابق، محمدن ولد سيد ابراهيم في مقابلة سابقة مع التلفزيون الموريتاني، إن قصة منت البار تعكس بداية تعلم أحد الأدباء المحليين هو محمد عبد الله الحسين للشعر "الحساني" بسبب مشاعره تجاه "منت البار".
ويضيف، أنه سمع بصيت منت البار الذي كان ذائعا آنذاك، بسبب "حسنها وجمالها الفائقين" وتذوقها للأدب الذي جمع حولها الكثير من الأدباء ورواة الشعر في ذلك الزمن.
ويروي ابراهيم، أن ولد الحسين وكان حينها ابن 65 عاما، اضطر للذهاب إلى أحد كبار الأدباء الموريتانيين هو محمد ولد هدار، وطلب منه تعليمه "لغن" (الشعر المحلي) حتى يحصل على مكانة في مجلس منت البار.
ويصف عميد الأدب الحساني، ولد الحسين، بأنه نادرة في تاريخ أدب المنطقة، إذ لا يوجد من اشتهر عنه إتقانه للشعر الشعبي بعد أن بدأ تعلمه في تلك السن الكبيرة، أحرى أن يقرض شعرا بمستويات عالية.
ويقول المصدر نفسه إن من شروط دخول المجالس الموريتانية آنذاك أن يكون الشخص إما شاعرا أو راويةً للأشعار بكل أغراضها: الغزلية والالمديحية والتوجيهية وحتى البكاء على الأطلال.
المصدر: أصوات مغاربية