مواجهات مسلحة في ليبيا
مواجهات مسلحة في ليبيا

"مجزرة براك الشاطئ".. هي واحدة من أشنع الجرائم التي ارتكبت في حق 148 عسكريا ومدنيا ليبيا، دون أن تحدد الجهات القضائية بشكل رسمي الأطراف الضالعة فيها وسط اتهامات متباينة اتجهت أغلبها نحو تحميل حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج مسؤولية ما وقع في ذلك اليوم الأسود بتاريخ 18 ماي 2017، لكن بدون أي دليل، فما الذي حدث وقتها؟

ذكرى الواقعة

يحيي عدد كبير من الليبيين  الخميس الذكرى السادسة للهجوم الذي استهدف القاعدة العسكرية "براك الشاطئ" وتسبب في مأساة كبيرة بالنسبة لمجموعة من العائلات تستمر، لحد الساعة، في مطالبة السلطات في الكشف عن ملابسات تلك "المجزرة" والجهة التي أمرت بتنفيذها.

تمر يوم غدا الذكرى السادسه لمجزرة قاعدة براك الشاطئ التي ارتكبتها الميليشيات المسلحة الموالية لحكومة الوفاق المنتهية...

Posted by Ali Ibrahem Ben Nail on Tuesday, May 16, 2023

بداية قصة "مجزرة براك الشاطئ" تعود حسب العديد من الشهادات إلى الإجراءات التي أعلنت عنها حكومة الوفاق الوطني، سنة 2017 بهدف محاربة التنظيم الإرهابي داعش على مستوى العديد من الجيوب الواقعة في جنوب ليبيا، خاصة بعدما فرض سيطرة شبه مطلقة على  العديد من المدن والمناطق الحيوية هناك.

في شهر أبريل من نفس السنة، أعلنت حكومة فائز السراج في طرابلس عن إطلاق حملة عسكرية مكثفة من أجل تحرير القاعدة العسكرية "براك الشاطئ" من أفراد قالت إنهم ينتمون إلى هذا الانظيم الإرهابي.

يفصلنا عن ذكري مجزرة براك الشاطئ عشرة إيام وكرمنا من قبل قيادة الجيش بي الآتى حل منطقة الشاطئ العسكريه اوألغائها ضم...

Posted by ‎إبراهيم علي بن نائل‎ on Sunday, May 7, 2023

وتذكر وسائل إعلام ليبية أنه بتاريخ 18 ماي "قررت مليشيات القوة الثالثة التابعة لوزارة "دفاع الوفاق"، ومليشيات أخرى متحالفة معها، شن هجوم على مقر قيادة اللواء 12 التابع للجيش الليبي، في قاعدة براك الشاطئ، تخللته عمليات قتل وتصفية جسدية لجنود عزّل جرى أسرهم، بالإضافة إلى مدنيين".

وقد نتج عن هذه العملية العسكرية وفاة 148 شخصا عسكريا ومدنيا، وهو ما أثار  غضب العديد من الجهات في هذا البلد المغاربي، حيث اعتبروا ما وقع "جريمة حرب" ضد أشخاص أبرياء لا تربطهم أية علاقة بتنظيم "داعش".

أما على الصعيد الدولي، فقد أدانت العديد من العواصم ما حصل، كما طالبت بضرورة فتح تحقيق لمعرفة ملابسات هذه المجزرة.

وتضاربت وقتها الآراء حول الجهة التي نفذت العملية، بين من اتهم مباشرة حكومة الوفاق الوطني، وبين من نسب العملية إلى مجموعات متطرفة أخرى موالية لتنظيم "داعش" الإرهابي.

ووصفت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا ما وقع بأنه "مجزرة بشعة وجريمة حرب مكتملة الأركان، شارك فيها مقاتلون أجانب من المعارضة التشادية وقوات سرايا الدفاع عن بنغازي التابعة لتنظيم القاعدة والمتحالفة مع تنظيم أنصار الشريعة الإرهابي في ليبيا"، محملة المسؤولية لحكومة الوفاق الوطني وحكومة الإنقاذ غير المعترف بها دولياً بقيادة خليفة الغويل والمفتي السابق الصادق الغرياني".

في انتظار نتائج التحقيق

وتصر العديد من الأطراف ليبيا على ضرورة تحريك الملف من قبل الجهات القضائية من أجل معاقبة المتورطين في هذا الحادث، مع العلم أنه سبق للسلطات تشكيل لجنة أوكلت إليها مهمة القيام بالتحريات المطلوبة في القضية، لكن لم تكشف عن المعلومات التي توصلت إليها إلى الرأي العام.

وأصدرت بعدها حكومة الوفاق الوطني قرارا بعزل وزير الدفاع وقتها، مهدي البرغثي، في محاولة لامتصاص الغضب الشعبي ضد سياستها الأمنية وردا كذلك على الاتهامات التي لاحقتها بخصوص هذه العملية.

لكن وزير الدفاع الأسبق البرغثي خرج في تصريحات لاحقة عن صمته ونفى  تورط الوحدات العسكرية، التي كانت تحت سلطته، في "مجزرة براك الشاطئ".

وقال البرغثي إن "القوة التي اقتحمت براك الشاطئ لم تكن تحت إدارتي بل كانت تحت إمرة المجلس الرئاسي"، مجدداً "استعداده لأي تحقيقات".

وأضاف "ما قام به السراج كان ظلما في حقي، إذ تم تشكيل لجنة تحقيق قانونية تضم كلا من وزير العدل ووزير الداخلية وسلمت نتائج التحقيق لرئيس المجلس الرئاسي ولكن للأسف إلى وقتنا الحاضر لم يعلن عن نتائج التحقيق". 

تدويل القضية

وفي انتظار الاطلاع على نتائج التحقيق في هذه المجرزة، قام أهالي الضحايا بتأسيس منظمة مدنية أطلقوا عليها تسمية  "شهداء مجزرة براك الشاطئ"، تتكون من أعضاء ولجان قبلية ولها صلاحية العمل داخل وخارج ليبيا.

وارتفعت في الآونة الأخيرة العديد من الأصوات المطالبة بتدويل هذه القضية بالنظر إلى عدم تحرك السلطات القضائية في الأمر وتحديد الجهات المتورطة فيها.

وقبل نحو عامين طالب عضو مجلس النواب الليبي علي السعيدي، من النائب إعادة فتح ملف "مجزرة براك الشاطئ"، ومحاسبة المتورطين فيها، أيًا كان موقعهم من السلطة، واصفًا ما حدث بأنها "جريمة ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم وفق المواثيق الدولية".

 

المصدر: أصوات مغاربية / وكالات

 

 

 

مواضيع ذات صلة

أوسكار

أعلنت اللجنة الجزائرية لانتقاء الأفلام عن اختيار الفيلم الروائي الطويل "196 متر/ الجزائر" لتمثيلها في مسابقة الأوسكار في دورتها الـ97 ضمن فئة أفضل فيلم روائي دولي التي ستجرى في مارس 2025، حسب بيان للمركز الجزائري لتطوير السينما.

وقبل الجزائر، رشح المغرب فيلم "الجميع يحب تودا" لمخرجه نبيل عيوش الذي يدور حول قصة درامية لفتاة تهوى الغناء للمنافسة على جائزة أفضل فيلم أجنبي، فيما ستعلن تونس لاحقا عن اختيارها.

"196 متر/ الجزائر"

يروي الفيلم قصة طبيبة نفسية تسعى رفقة مفتش شرطة لحل لغز اختطاف فتاة صغيرة، ما يقودهما إلى الغوص في أحداث غامضة من الماضي. 

الفيلم إنتاج جزائري كندي مشترك، انطلق تصويره بالعاصمة الجزائرية سنة 2022، أما السيناريو فهو لمخرجه طالب بن دياب، بينما يلعب دور البطولة فيه كل من هشام مصباح، مريم مجكان، علي ناموس ونبيل عسلي.

وحاز الفيلم، في وقت سابق، على الجائزة الكبرى للمهرجان السينمائي الدولي "فليكرز رود أيلند" بالولايات المتحدة.

وأشارت لجنة انتقاء الأفلام بالجزائر أن "196 متر/ الجزائر" مرشح عن فئة "أفضل فيلم روائي عالمي"، بتمويل من وزارة الثقافة الجزائرية، مضيفة أنها تأمل أن "يحقق هذا الفيلم إنجازات جديدة تساهم في تعزيز الهوية الثقافية الجزائرية، وتفتح آفاقًا أكبر للسينما المحلية في المحافل العالمية".

المغرب.. "في حب تودا"

أعلن المركز السينمائي المغربي، مطلع سبتمبر، ترشيح فيلم "في حب تودا" للمخرج نبيل عيوش، ضمن فئة أفضل فيلم أجنبي بمسابقة الأوسكار لسنة 2025. واختير الفيلم من بين ستة أعمال سينمائية أخرى.

ويتناول الفيلم، في إطار درامي اجتماعي، قضايا تتعلق بالتغيرات التي يعرفها المجتمع المغربي، من خلال قصة حب معقدة تجمع بين التحديات الإنسانية والاقتصادية، ضمن زوايا مختلفة تتناول الفوارق الاجتماعية والتقاليد المتوارثة.

 

وشارك المغرب في مسابقة جائزة أوسكار هذا العام بفيلم "كذب أبيض" للمخرجة أسماء المدير، الذي تأهل إلى المرحلة الثانية من التصويت في سباق  الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي، وسبق أن حاز على النجمة الذهبية في مهرجان مراكش الدولي في دورته العشرين 2023، وقد تنافس مع 14 فيلماً أجنبياً آخر في المرحلة الثانية من التصويت، بعد أن تأهل من بين 88 فيلماً مشاركا.

تونس.. بدء سباق الترشيحات

تنكب لجنة تابعة للمركز الوطني للسينما والصورة في تونس، منذ منتصف أغسطس، على اختيار الفيلم الذي سيمثل البلد في مسابقة جوائز أوسكار 2025 ضمن فئة "أفضل فيلم أجنبي".

 وكان المركز حدد يوم 30 أغسطس كآخر أجل لتلقي الترشيحات.

مغاربيون في الأوسكار

لفتت مشاركة الجزائر في مسابقة جوائز الأوسكار مميزة النظر في دورات سابقة، ويعتبر فيلم "زاد"، للمخرج الفرنسي اليوناني الأصل كوستا غافراس، الفيلم الجزائري الوحيد في العالم العربي الذي نال جائزة أفضل فيلم أجنبي بالمسابقة سنة 1970.

كما شاركت الجزائر بمسابقة الأوسكار لعام 2023 بالفيلم الطويل "إخواننا" للمخرج رشيد بوشارب الذي سبق أن شارك أيضا في أوسكار 2011 بفيلم "خارج عن القانون".

وشاركت تونس في مسابقة جوائز أوسكار 2024 بفيلم" بنات ألفة" للمخرجة كوثر بن هنية، وهو روائي وثائقي من بطولة هند صبري، ونور قروي. وتدور أحداثه، المستوحاة من قصة حقيقية، حول امرأة تونسية تدعى "ألفة" تتأرجح يومياتها بين النور والعتمة، قبل أن تختفي ابنتيها.

وقطع ترشيح الفيلم مسارا متقدما بعدما اختير ضمن القائمة المختصرة النهائية لجوائز الأوسكار 2024 في قسم أحسن فيلم وثائقي، وبذلك يكون "بنات ألفة" أكثر الأفلام التونسية اقترابا من التتويج بإحدى جوائز الأوسكار.

 

المصدر: أصوات مغاربية