يعود بناء الجامع العتيق بأوجلة إلى عام 44 للهجرة الموافق لسنة 668 ميلادية
يعود بناء الجامع العتيق بأوجلة إلى عام 44 للهجرة الموافق لسنة 668 ميلادية

على مدى مئات السنين ظل "الجامع العتيق" في واحة "أوجلة"، جنوب شرق ليبيا، شاهداً على قوافل التجارة ورحلات الحج التي عبرت تلك المنطقة، و ما زال المسجد صامداُ بهيئته الأصلية وقببه العشرين حائزاً على لقب أحد أقدم مساجد شمال إفريقيا، إن لم يكن أقدمها بحسب مؤرخين. 

ويرجع تاريخ بناء المسجد إلى بداية الفتح الإسلامي لليبيا في القرن السابع الميلادي، وتحديداً في العام 44 للهجرة (سنة 668 ميلادية)، ويعتقد أنه بُني على يد الصحابي عبدالله بن أبي السرح الذي كلف بولاية مصر ثم فتح شمال إفريقيا خلال فترة خلافة عثمان بن عفان. 

هندسة فريدة

ويتربع الجامع العتيق، بشكله شبه المستطيل منفرج الزوايا، على مساحة تقدر بنحو  450 متراً مربعاً (بطول 24م وعرضه 19م) ويُحيط بجهات المسجد الأربع فناء له 9 أبواب، يطل أحدها على ميدان قصر "أورومان"، أحد معالم واحة مدينة أوجلة الأثرية.

وبني الجامع على الطراز المعماري الإسلامي المعروف في القرن السابع الميلادي، ويعده خبراء عملاً هندسياً فريدا استطاع الصمود لأكثر من 1300 سنة.

ويتكون المسجد من 5  أروقة مقسمة من الوسط بعدد من الأعمدة المتلاصقة عبر مجموعة أقواس تحمل قببه البالغ عددها 20، تتخذ جميعها شكلاً مخروطياً مدبباً لتشتيت أشعة الشمس المنعكسة على السطح.

كما أن قبب المسجد مزودة بفتحات لتمرير الهواء البارد للحفاظ على برودة المسجد المبني من الطين وجذوع النخل وظل متماسكاً رغم عوامل الطبيعة المختلفة كأنه بني حديثاً.

وبحسب القائمين عليه، فقد اكتسب جامع أوجلة العتيق أهمية خاصة إبان ازدهار تجارة القوافل من الغرب إلى الشرق ومن الشمال إلى الجنوب، حيث يجد المسافر بين أروقته وفي فنائه الظل والراحة والطمأنينة.

وأخضع المبنى لعمليات ترميم قليلة من بينها ما قامت به مراقبة آثار بنغازي في بداية ثمانينيات القرن الماضي، كما أجريت له عملية ترميم محدودة عام 2017، بحسب المجلس البلدي لـ"أوجلة" ذات الموقع الفريد على طرق القوافل، ويعود أغلبية سكانها إلى الأصل الأمازيغي.  

المصدر : أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة

أوسكار

أعلنت اللجنة الجزائرية لانتقاء الأفلام عن اختيار الفيلم الروائي الطويل "196 متر/ الجزائر" لتمثيلها في مسابقة الأوسكار في دورتها الـ97 ضمن فئة أفضل فيلم روائي دولي التي ستجرى في مارس 2025، حسب بيان للمركز الجزائري لتطوير السينما.

وقبل الجزائر، رشح المغرب فيلم "الجميع يحب تودا" لمخرجه نبيل عيوش الذي يدور حول قصة درامية لفتاة تهوى الغناء للمنافسة على جائزة أفضل فيلم أجنبي، فيما ستعلن تونس لاحقا عن اختيارها.

"196 متر/ الجزائر"

يروي الفيلم قصة طبيبة نفسية تسعى رفقة مفتش شرطة لحل لغز اختطاف فتاة صغيرة، ما يقودهما إلى الغوص في أحداث غامضة من الماضي. 

الفيلم إنتاج جزائري كندي مشترك، انطلق تصويره بالعاصمة الجزائرية سنة 2022، أما السيناريو فهو لمخرجه طالب بن دياب، بينما يلعب دور البطولة فيه كل من هشام مصباح، مريم مجكان، علي ناموس ونبيل عسلي.

وحاز الفيلم، في وقت سابق، على الجائزة الكبرى للمهرجان السينمائي الدولي "فليكرز رود أيلند" بالولايات المتحدة.

وأشارت لجنة انتقاء الأفلام بالجزائر أن "196 متر/ الجزائر" مرشح عن فئة "أفضل فيلم روائي عالمي"، بتمويل من وزارة الثقافة الجزائرية، مضيفة أنها تأمل أن "يحقق هذا الفيلم إنجازات جديدة تساهم في تعزيز الهوية الثقافية الجزائرية، وتفتح آفاقًا أكبر للسينما المحلية في المحافل العالمية".

المغرب.. "في حب تودا"

أعلن المركز السينمائي المغربي، مطلع سبتمبر، ترشيح فيلم "في حب تودا" للمخرج نبيل عيوش، ضمن فئة أفضل فيلم أجنبي بمسابقة الأوسكار لسنة 2025. واختير الفيلم من بين ستة أعمال سينمائية أخرى.

ويتناول الفيلم، في إطار درامي اجتماعي، قضايا تتعلق بالتغيرات التي يعرفها المجتمع المغربي، من خلال قصة حب معقدة تجمع بين التحديات الإنسانية والاقتصادية، ضمن زوايا مختلفة تتناول الفوارق الاجتماعية والتقاليد المتوارثة.

 

وشارك المغرب في مسابقة جائزة أوسكار هذا العام بفيلم "كذب أبيض" للمخرجة أسماء المدير، الذي تأهل إلى المرحلة الثانية من التصويت في سباق  الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي، وسبق أن حاز على النجمة الذهبية في مهرجان مراكش الدولي في دورته العشرين 2023، وقد تنافس مع 14 فيلماً أجنبياً آخر في المرحلة الثانية من التصويت، بعد أن تأهل من بين 88 فيلماً مشاركا.

تونس.. بدء سباق الترشيحات

تنكب لجنة تابعة للمركز الوطني للسينما والصورة في تونس، منذ منتصف أغسطس، على اختيار الفيلم الذي سيمثل البلد في مسابقة جوائز أوسكار 2025 ضمن فئة "أفضل فيلم أجنبي".

 وكان المركز حدد يوم 30 أغسطس كآخر أجل لتلقي الترشيحات.

مغاربيون في الأوسكار

لفتت مشاركة الجزائر في مسابقة جوائز الأوسكار مميزة النظر في دورات سابقة، ويعتبر فيلم "زاد"، للمخرج الفرنسي اليوناني الأصل كوستا غافراس، الفيلم الجزائري الوحيد في العالم العربي الذي نال جائزة أفضل فيلم أجنبي بالمسابقة سنة 1970.

كما شاركت الجزائر بمسابقة الأوسكار لعام 2023 بالفيلم الطويل "إخواننا" للمخرج رشيد بوشارب الذي سبق أن شارك أيضا في أوسكار 2011 بفيلم "خارج عن القانون".

وشاركت تونس في مسابقة جوائز أوسكار 2024 بفيلم" بنات ألفة" للمخرجة كوثر بن هنية، وهو روائي وثائقي من بطولة هند صبري، ونور قروي. وتدور أحداثه، المستوحاة من قصة حقيقية، حول امرأة تونسية تدعى "ألفة" تتأرجح يومياتها بين النور والعتمة، قبل أن تختفي ابنتيها.

وقطع ترشيح الفيلم مسارا متقدما بعدما اختير ضمن القائمة المختصرة النهائية لجوائز الأوسكار 2024 في قسم أحسن فيلم وثائقي، وبذلك يكون "بنات ألفة" أكثر الأفلام التونسية اقترابا من التتويج بإحدى جوائز الأوسكار.

 

المصدر: أصوات مغاربية