على مدى مئات السنين ظل "الجامع العتيق" في واحة "أوجلة"، جنوب شرق ليبيا، شاهداً على قوافل التجارة ورحلات الحج التي عبرت تلك المنطقة، و ما زال المسجد صامداُ بهيئته الأصلية وقببه العشرين حائزاً على لقب أحد أقدم مساجد شمال إفريقيا، إن لم يكن أقدمها بحسب مؤرخين.
ويرجع تاريخ بناء المسجد إلى بداية الفتح الإسلامي لليبيا في القرن السابع الميلادي، وتحديداً في العام 44 للهجرة (سنة 668 ميلادية)، ويعتقد أنه بُني على يد الصحابي عبدالله بن أبي السرح الذي كلف بولاية مصر ثم فتح شمال إفريقيا خلال فترة خلافة عثمان بن عفان.
هندسة فريدة
ويتربع الجامع العتيق، بشكله شبه المستطيل منفرج الزوايا، على مساحة تقدر بنحو 450 متراً مربعاً (بطول 24م وعرضه 19م) ويُحيط بجهات المسجد الأربع فناء له 9 أبواب، يطل أحدها على ميدان قصر "أورومان"، أحد معالم واحة مدينة أوجلة الأثرية.
وبني الجامع على الطراز المعماري الإسلامي المعروف في القرن السابع الميلادي، ويعده خبراء عملاً هندسياً فريدا استطاع الصمود لأكثر من 1300 سنة.
ويتكون المسجد من 5 أروقة مقسمة من الوسط بعدد من الأعمدة المتلاصقة عبر مجموعة أقواس تحمل قببه البالغ عددها 20، تتخذ جميعها شكلاً مخروطياً مدبباً لتشتيت أشعة الشمس المنعكسة على السطح.
كما أن قبب المسجد مزودة بفتحات لتمرير الهواء البارد للحفاظ على برودة المسجد المبني من الطين وجذوع النخل وظل متماسكاً رغم عوامل الطبيعة المختلفة كأنه بني حديثاً.
المسجد العتيق في مدينة #أوجلة عمره أكثر من 1400 سنة وهو أقدم مسجد في شمال افريقيا بناه الصحابي عبد الله بن السرح سنة 35 هجري.#ليبيا #libya pic.twitter.com/pOukUS2xXp
— صور من ليبيا (@PHOTOS_OF_LIBYA) October 26, 2016
وبحسب القائمين عليه، فقد اكتسب جامع أوجلة العتيق أهمية خاصة إبان ازدهار تجارة القوافل من الغرب إلى الشرق ومن الشمال إلى الجنوب، حيث يجد المسافر بين أروقته وفي فنائه الظل والراحة والطمأنينة.
وأخضع المبنى لعمليات ترميم قليلة من بينها ما قامت به مراقبة آثار بنغازي في بداية ثمانينيات القرن الماضي، كما أجريت له عملية ترميم محدودة عام 2017، بحسب المجلس البلدي لـ"أوجلة" ذات الموقع الفريد على طرق القوافل، ويعود أغلبية سكانها إلى الأصل الأمازيغي.
المصدر : أصوات مغاربية