In this Monday, Nov. 7, 2011 photo, a general view of the Roman theater ruins at Leptis Magna, Libya. The breathtaking ruins of…
شيّد الفينيقيون "لبتيس ماغنا" (Leptis Magna) المعروفة اليوم بـ"لبدة الكبرى"، ثم احتلها الرومان

استقبلت ليبيا عددا مهما من الأجانب، هذا الأسبوع، في زيارة تُعد الأولى لفوج كبير من السياح في الأشهر الأخيرة.

وتعاني البلاد -  التي تتوفر على مقومات سياحية مهمة تجمع بين التاريخ والطبيعة -  من أزمة سياسية وفوضى أمنية أثرتا على قطاع السياحة المشلول منذ انتفاضة 2011. 

وحتى الفوج السياحي الحالي الذي يزور البلاد - وكلهم يحملون الجنسية الرومانية - اضطر للاستعانة بقوات الأمن السياحي في التنقل عبر المدن.

ووفقاً لوزارة الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية، فإن السياح زاروا قصر كاباو الأثري، كما أشار المصدر إلى أن مكتب الشرطة السياحية وحماية الآثار تولى تأمين زيارة أكبر فوج سياحي يدخل الأراضي الليبية في الآونة الأخيرة.

ورغم كل هذه الظروف، فإن البلد يتمتع بوجهات سياحية رائعة تستحق الزيارة:

قصر كاباو.. جوهرة نفوسة 

تقع هذه المعلمة التاريخية  في قرية كاباو الأمازيغية بجبل نفوسة الواقع في المنطقة الشمالية الغربية للبلاد.

تعد المنطقة سياحية بامتياز، إذ تتوفر - إلى جانب القصر الشهير الذي يتجاوز عمره 900 عام - على وجهات أخرى هامة مثل "إباناين"، و"جليمت"، وقصر "طرشو".

أحد معالم مدينة كاباو الليبية - أرشيف

وقصر كاباو هو عبارة عن مبنى دائري قطره من الداخل 20 مترا وارتفاعه 18 مترا تقريبا، ويتكون من ستة طوابق، ويضم 360 غرفة لتخزين المنتجات الزراعية من زيت وتمر وتين وقمح وشعير.

ويُعتقد أن القصر حمل اسم كاباو تيمناً بقائد محلي (كباون) ساهم في ردّ هجمات "الوندال"، وهي قبائل جرمانية أوروبية، عن جبل نفوسة (أدرار ن إنفوسن بالأمازيغية) في 498 ميلادية. 

الأثرون.. بلدة الإغريق

الأثرون (Athrun) هي بلدة ساحلية صغيرة لا تبعد سوى 25 كيلومترا عن مدينة تاريخية أسسها الإغريق في الجبل الأخضر وهي "شحات" أو "قورينة"، الواقعة بأقصى شمال شرق البلاد. 

اسم هذه البلدة يعود إلى عهد اليونان القدامى، إذ تعتبر حصناً لمجموعة من الآثار المتبقية من فترة الإغريق، والتي ترجع للقرن الخامس قبل الميلاد. 

وتعني كلمة الأثرون (erythros) بلغة اليونان اللون الأحمر، لأن المنطقة اشتهرت بلون صخورها الأحمر، الذي ينعكس على مياه البحر فتصبح البلدة حمراء.

غير بعيد عن هذه المنطقة، تقع قرية "راس الهلال"، التي تتميز بشاطئها الذي يقع على مقربة من الغابة في منظر ساحر تلتقي فيه خضرة الأشجار بزرقة مياه البحر.

"لبتيس ماغنا".. "أفريكا الرومانية"

شيّد الفينيقيون "لبتيس ماغنا" (Leptis Magna) المعروفة اليوم بـ"لبدة الكبرى"، ثم احتلها الرومان، وفيها ولد الإمبراطور سيبتموس سيفيروس الذي حكمها بين عامي 193 و211 وجعل منها إحدى أجمل مدن الإمبراطورية الرومانية آنذاك، بحسب منظمة اليونسكو.

وُلد سيفيروس بهذه المنطقة الأثرية الشهيرة أيضا بـ"أفريكا الرومانية" في أبريل سنة 145 ميلادية لعائلة عريقة كانت من طبقة الإكواتيس الراقية في لبدة لأب من أصول ليبية بونيقية يدعى "بوبليوس سيبتيموس جيتا"، وأم ليبية تنتمي لعائلة من أصول إيطالية.

منظر عام من لبدة الكبرى

وشيّدت فيها روما أيضا ميدانا لسباقات الخيل ومسرحا يستوعب 15 ألف متفرج ويوفر إطلالة خلّابة على البحر الأبيض المتوسط.

وأثار تدهور الوضع الأمني والفوضى في البلاد مخاوف حول مصير هذا التراث المهمّ الذي صنفته منظمة اليونسكو عام 2016 من بين أهم الأماكن التراثية العالمية المعرضة للخطر.

 ونجا موقع "لبتيس ماغنا" بآثاره الأخاذة من الصراع المسلح الذي شهدته ليبيا، وتزداد الدعوات لاستكشاف المنطقة إذ يعتبرها البعض "أجمل موقع روماني خارج إيطاليا". 

تقع هذه المدينة الأثرية شرقي مدينة الخمس البعيدة بنحو 120 كيلومترا عن العاصمة طرابلس. 

"تادرارت أكاكوس".. ليبيا قبل التاريخ

تحضر ليبيا في قائمة منظمة اليونسكو بخمسة مواقع تاريخية، بينها مواقع تادرارت أكاكوس، وهي منطقة صخرية تضم رسوما ونقوشا يرجع تاريخها إلى آلاف السنين قبل الميلاد. 

ويقع هذا الموقع قرب منطقة "طاسيلي ناجر" بصحراء الجزائر، المدرجة أيضا على قائمة التراث العالمي، وتعد ضمن قائمة أفضل الوجهات السياحية بشمال أفريقيا.

قوس صخري بمنطقة جبال أكاكوس جنوب غرب ليبيا

ووفقا لليونسكو، فإن بعض الرسوم الصخرية في أكاكوس تعود إلى 21 ألف عام قبل الميلاد تقريبا. 

وتضيف المنظمة الدولية "تعكس هذه الرسوم التعديلات العميقة التي طرأت على الثروة الحيوانية والنباتية وكذلك أنماط الحياة المتنوعة للشعوب التي تتالت على هذا الجزء من الصحراء الكبرى".

وبالإضافة إلى عبق التاريخ الذي تحتضنه المنطقة، فإن عشاق الصحاري قد يجدون في أكاكوس فرصة للتخييم تحت النجوم واستكشاف الصخور العملاقة والتلال الشاهقة والكثبان الرملية الضخمة.

 

  • المصدر: أصوات مغاربية 

مواضيع ذات صلة

تتميز الجزائر بتفرد لباس النسوة التقليدي
تتميز الجزائر بتفرد لباس النسوة التقليدي

تألقت "البلوزة الوهرانية"، وهي لباس تقليدي منتشر بغرب الجزائر، وترتديه النسوة في المناسبات والأفراح، بمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي في نسخته الثانية عشرة التي افتتحت الجمعة، بعد ظهور فنانات وهن يلبسنه.

بين البساطة والفخامة

لا تخلو أفراح وهران من حضور "البلوزة"، فهي جزء من طابع المدينة الثقافي والاجتماعي.

إنهاء "البلوزة الوهرانية" يتطلب أحيانا شهورا من العمل

زاوجت "البلوزة" بين تقاليد الماضي المحافظ منذ ظهورها في القرن السادس عشر، وبين ما تفرضه موضة الحاضر من دقة في الخياطة وتناسق في الشكل والألوان، بعدما عرفت تطورا من كونها عباءة فضفاضة بسيطة إلى لباس حريري فخم مخصص للمناسبات ومطرز بالجواهر غالية الثمن في المدن الكبرى.

⚜البلوزة الوهرانية🇩🇿👑 مباشرة من مسقط رأسها مدينة وهران🦁 الباهية بعدما تألقت بها الفنانة الوهرانية القديرة "فضيلة حشماوي"...

Posted by ‎الثراث الجزائري العريق‎ on Saturday, October 5, 2024

إلا أن وجود البلوزة لا يقتصر على الأفراح فقط، بل يتخذ شكل البساطة في المناطق الريفية، كونه يعد لباسا يوميا للنساء، خصوصا المسنات.

و"البلوزة الوهرانية" هي ثوب طويل زاهي الألوان تطور خلال تعاقب حضارات إسلامية على المغرب الأوسط، وبرز بأشكال مختلفة وبسيطة إلى أن اتخذ شكله الحالي في القرن التاسع عشر، وأطلق عليا الفرنسيون اسم "البلوز" ومعناه "الثوب الطويل".

لباس في شكل لوحة

تتكون "البلوزة الوهرانية" من عدة قطع تشكل ما يشبه لوحة فنية لزي قادم من الماضي، لكنه يتماهى كثيرا مع الحاضر وألوانه وأشكاله.

فبعد اختيار لون القماش وشكله ومقاسه، تبدأ مرحلة "التعميرة" عبر زخرفة الصدر بجواهر ملونة في أشكال متناسقة، كما يصمم تطريز فريد في منطقتي الخصر والأكمام.

وفي مرحلتها الثانية، تأخذ أكمام "البلوزة" أشكالا بحسب النوعية المطلوبة والقياس.

وتحمل "البلوزة الوهرانية" أسماء عدة، أشهرها "بلوزة الزعيم"، وهي النوع الأفخم الذي ترتديه العرائس. وتتميز بزخرفها المنمقة، وتستعمل فيها مختلف أنواع أحجار التزيين مثل "المور" و"الكريستال".

كما توجد "بلوزة الكبيرات" و"بلوزة الوقر"، وفق ما توضح دراسة خاصة بـ"البلوزة الوهرانية" لمجلة "دراسات فنية" الصادرة عن جامعة تلمسان.

زي واحد وأسعار مختلفة

تتباين أسعار "البلوزة الوهرانية" التي تنتشر على نطاق واسع بمدن الغرب الجزائري، حسب حجم "التعميرة" (التطريز) ونوعية الأحجار المستخدمة في التزيين، وتتراوح بين 200 إلى 376 دولار، وفق ما صرحت به مصممة البلوزة، زوليخة، لـ "أصوات مغاربية"، موضحة أن السعر يختلف أيضا حسب استعمالات "البلوزة"، هل هي معدة لباسا يوميا ومناسباتيا.

ونظرا للإقبال عليها، لجأ كثيرون إلى إطلاق مشاريع خياطة بـ"البلوزة" وتأجيرها في المناسبات.

 

المصدر: أصوات مغاربية