جنود من الجيش الفرنسي خلال فترة احتلال الجزائر
جنود من الجيش الفرنسي خلال فترة احتلال الجزائر

حلت اليوم الـ27 ماي الذكرى 82 لإعدام السلطات الاستعمارية الفرنسية مؤسس الكشافة الإسلامية الجزائرية محمد بوراس سنة 1941، إثر حكم من المحكمة العسكرية الفرنسية يتهمه بالضلوع في النشاط ضدها.

شبكات التواصل الاجتماعي تفاعلت مع الذكرى بقوة، فيما أعلنت السلطات عن برنامج للاحتفالات بهذا اليوم، الذي بات "يوما وطنيا للكشّاف" منذ العام 2021 بقرار رئاسي، وستكون الاحتفالات هذه السنة تحت شعار "الكشاف؛ وطنية، نضال، وتواصل أجيال".

بوراس يواجه فرنسا.. بالتوعية

وأعلنت الصفحة الرسمية للكشافة الإسلامية الجزائرية على فيسبوك، السبت، انطلاق الاحتفالات الرسمية، بحضور شخصيات وطنية ودولية، واحتضنت مدينة الجزائر العاصمة الحدث.

فقبل ميلاد ثورة التحرير العام 1954، أخذت شخصيات جزائرية على عاتقها العمل على توعية الشعب بضرورة مواجهة الاستعمار بكل الوسائل؛ السياسية والثقافية والرياضية والتربوية وغيرها.

كان محمد بوراس، المولود في مدينة مليانة (غرب) في 26 فبراير 1908، واحدا ممن تطوّعوا لمهمة التربية والتوعية وتحسيس الشعب بالظلم الذي يعانيه وبضرورة العمل على الخلاص من المحتلّ.

تعلم في المساجد والكتاتيب وعمل بوراس في شبابه في مهن عديدة بالجزائر العاصمة، فكان محاسبا كما عمل في ميناء الجزائر. 

أسّس أوّل فوج للكشافة بالجزائر العاصمة سنة 1935، كان هذا الفوج النواة الأولى لمشروعه الكبير "الكشافة الإسلامية الجزائرية"، والتي رأت النور رسميا سنة 1939، خلال مؤتمر أسندت رئاسته الشرفية للشيخ عبد الحميد بن باديس رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.

سافر إلى فرنسا العام 1940 بهدف الاتصال بالألمان للحصول على الأسلحة، لكن خابت آماله فلم يحصل منهم إلا على وعود غامضة فعاد إلى الجزائر ليواصل النضال.

إعدام بوراس.. ومواصلة النضال

في الثامن مايو 1941 اعتقلت السلطات الاستعمارية بوراس واتهمته بالعمل ضد مصالحها ووجودها في الجزائر.

تعرض لتعذيب واستنطاق رهيبين بسبب مواقفه وأفكاره المعادية للمستعمر، ثم أحيل على المحكمة العسكرية الفرنسية فأصدرت في حقه حكما بالإعدام، تم تنفيذه يوم 27 ماي 1941 رميا بالرصاص في ساحة الخروبة بالجزائر العاصمة.

واصلت الكشافة المسيرة بعد رحيل مؤسسها، فتحوّل المنتمون إليها إلى وقود للحركة الوطنية ثم انضموا إلى ثورة التحرير بعد اندلاعها في فاتح نوفمبر 1954، إلى أن توّج هذا النضال بالاستقلال.

وتُحصي الكشافة الإسلامية الجزائرية نحو 200 ألف عضو، حسب تصريحات للقائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية عبد الرحمان حمزاوي، خلال إشرافه على الافتتاح الرسمي للسنة الكشفية (2022-2023) في أكتوبر الفارط، وهي تسعى إلى بلوغ أزيد من مليون كشاف، وفق المتحدث ذاته.

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة

شهدت الجزائر في التسعينيات أحداثا مأساوية عرفت بفترة "العشرية السوداء"- أرشيف
شهدت الجزائر في التسعينيات أحداثا مأساوية عرفت بفترة "العشرية السوداء"- أرشيف

تحل  اليوم بالجزائر الذكرى الـ66 لتأسيس الحكومة المؤقتة التي تولت تسيير أهم مراحل الثورة التي اندلعت في نوفمبر 1954، وكان ذلك بداية لمهام كبيرة تولتها حكومات ما بعد الاستقلال واجهت خلالها تحديات وأزمات معقدة.

الحكومة الجزائرية المؤقتة

في مثل هذا اليوم (19 سبتمبر) من عام 1958 أعلنت قيادة الثورة الجزائرية تأسيس أول حكومة مؤقتة، وجرى الإعلان من ثلاثة عواصم: تونس والرباط والقاهرة.

وكان تأسيس الحكومة المؤقتة تنفيذا لتوصيات المجلس الوطني للثورة الجزائرية (أعلي هيئة) الذي انعقد في مصر شهر أغسطس 1958، وعملت الحكومة على توحيد قيادة الثورة للتحدث باسم الشعب الجزائري في المفاوضات مع الفرنسيين، الذين كان يتحججون بعدم وجود طرف يتفاوضون معه.

وترأس الحكومة فرحات عباس (مؤسس حزب الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري قبل اندلاع الثورة)، وبعضوية 19 وزيرا، واعترفت بها المغرب، تونس، ليبيا، مصر، سوريا، اليمن العراق، وقادت مفاوضات إيفيان التي أدت إلى استقلال الجزائر في 5 يوليو 1962

حكومة "روشي نوار"

تشكلت حكومة "روشي نوار" برئاسة عبد الرحمان فارس في 1 يوليو 1962، في مدينة بومرداس التي كانت تحمل هذا الإسم إبان فترة الاستعمار الفرنسي، ويعتبر رئيسها أحد مناضلي الثورة.

أوكلت لها مهمة الإشراف على تحضير وتنظيم استفتاء استقلال الجزائر يوم 5 يوليو 1962، وكان ثمرة مفاوضات شاقة انتهت بتوقيع إعلان وقف إطلاق النار في 19 مارس 1962.

واجهت حكومة "روشي نوار" بقيادة عبد الرحمان فارس مخاطر تزامنت والعمليات المسلحة التي كانت تنفذها منظمة الجيش الفرنسي المناهضة للاستقلال والتي أسسها عدد من الجنرالات الفرنسيين المتقاعدين.

حكومة سيد أحمد غزالي

تولى سيد أحمد غزالي رئاسة الحكومة في 5 يونيو 1991 عقب حل حكومة مولود حمروش من قبل الرئيس الشاذلي بن جديد، بسبب أحداث اعتصام الجبهة الإسلامية للإنقاذ المعارضة وضغطها لتنحيته بعد إصداره قانون الانتخابات الذي اعتبرته على مقاس حكومته.

ورثت حكومة غزالي أوضاعا سياسية واقتصادية معقدة، بعد أن فرقت قوات الأمن المعتصمين الإسلاميين بالقوة من شوارع العاصمة، وخلفت الأحداث قتلى وجرحى ومعتقلين، كما أدت المواجهات إلى تأجيل الانتخابات التشريعية وإعلان حالة الحصار.

وفي عهد حكومة غزالي تعرض قادة الإنقاذ إلى الاعتقال (عباسي مدني وعلي بن حاج)، إلا أن جبهة الإنقاذ فازت بغالبية المقاعد خلال الدور الأول من تشريعيات ديسمبر 1991، التي ألغيت لاحقا، وأدت لاستقالة الرئيس بن جديد في 11 يناير 1992، وفرض حالة الطوارئ مع تعيين محمد بوضياف رئيسا للدولة الذي تعرض للاغتيال في عهد نفس الحكومة يوم 29 يونيو 1992.

حكومة رضا مالك

أدى تسارع الأحداث التي تلت اغتيال الرئيس بوضياف إلي إقالة حكومة غزالي، وتعيين بلعيد عبد السلام رئيسا لحكومة جديدة في 8 يوليو 199، إلا أن ظهور العنف المسلح عجل بإقالتها في 21 أغسطس 1993، وتعيين رضا مالك رئيسا لحكومة جديدة.

واجه مالك وضعا سياسيا واقتصاديا معقدا بسبب تراجع أسعار المحروقات والعنف الدموي الذي عصف بالبلاد في خضم مواجهات مسلحة مع الإسلاميين..

واصلت حكومة رضا مالك مهامها بعد تعيين الجنرال ليامين زروال رئيسا للدولة في 30 يناير 1994، إلى غاية إقالتها في أبريل 1994، حيث بدأت السلطة تحضر لعودة المسار الانتخابي في البلاد، وشهدت فترة هذه الحكومة تزايد حدة الهجمات التي قادتها جماعات متشددة مسلحة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا.

حكومة نور الدين بدوي

اضطر الرئيس الجزائري السابق، عبد العزيز بوتفليقة، إلى إقالة حكومة أحمد أويحيى، تحت ضغط الشارع الذي طالب في 22 فبراير 2019 بعدم ترشحه لعهدة رئاسية خامسة، وتعيين نور الدين بدوي على رأس حكومة جديدة في 11 مارس من نفس السنة.

رفض الحراك الشعبي حكومة بدوي وطالب برحيله باعتبارها امتدادا لنفس الحكم، لكن بوتفليقة استقال تاركا وراءه وزير داخليته السابق في مواجهة الشارع الذي التزم بالسلمية في مسيراته.

تولي رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح رئاسة الدولة وفق دستور البلاد، خلفا لبوتفليقة، إلا أن ذلك لم يوقف الحراك الشعبي الذي طالب برحيل بن صالح وبدوي، ورفض رئيس أركان الجيش السابق، قايد صالح، مطالب مرحلة انتقالية، وسيرت حكومة بدوي الوضع الخاص التي كانت تمر به الجزائر إلى غاية الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم 12 ديسمبر 2019 وأفرزت عبد المجيد تبون رئيسا للبلاد.

المصدر: أصوات مغاربية/ وسائل إعلام جزائرية