أعلنت وزارة الثقافة الجزائرية السبت عن انطلاق تصوير الفيلم السينمائي "الطيارة الصفرا" (الطائرة الصفراء).
وأشرفت وزيرة الثقافة صورية مولوجي على إعطاء إشارة بدء التصوير، كما "وقفت على سير تقدم تصوير وانتاج أفلام وثائقية وقصيرة تندرج في نفس البرنامج الاستثنائي للدعم المقدم للأعمال الفنية في الجزائر"، وفق بيان صادر عن الوزارة.
فما هي قصة الفيلم؟ وما هي حكاية "الطائرة الصفراء" التي استوحى الفيلم اسمه منها؟
أصل الحكاية
في تصريح لـ"التلفزيون العمومي"، توضح مخرجة الفيلم، هاجر سباطة، أن الفيلم، الذي لا تتجاوز مدته 30 دقيقة، يروي قصة جميلة الفتاة الجزائرية التي فقدت أخاها في الفترة ما بين 1956 و1957، أي خلال حرب الجزائر، وتسعى للانتقام من مقتله.
وتعلم جميلة بخبر وفاة شقيقها من قبل نقيب فرنسي وتسعى للانتقام، لكنها تقع في حيرة من أمرها، هل تنتقم لشقيقها الذي قتل من طرف الفرنسيين أم تنتقم لوطنها المحتل.
ويأتي الفيلم ضمن مسعى يهدف "للمحافظة على الذاكرة الوطنية وإعادة الاعتبار لكثير من الأحداث والرموز والشخصيات التاريخية" بحسب تصريح وزير قدماء المقاومين في الجزائر، العيد ربيقة، الذي حضر بدء التصوير.
تراث تاريخي
ويستوحي الفيلم عنوانه وبعض تفاصيله من قصة حقيقة ذات صلة بقصة الطائرة الصفراء التي اشتهرت بأغنية شعبية تحمل نفس العنوان وتختزل حزن امرأة على مقتل أخيها المقاوم إبان الثورة الجزائرية.
وقد رثته بأغنية روت فيها بشاعة قصف الطيران خلال الحرب، وتناشد في مقدمتها الطائرة الحربية ذات اللون الأصفر، المعروفة بين السكان، التوقف عن القصف، لكن شقيقها توفي تحت قصف الطائرة الصفراء وتحولت الأغنية إلى تراث وطني يخلد جانبا من حرب الجزائر.
وانتشرت هذه الأغنية بشكل واسع في الشرق الجزائري، خلال الحرب التحريرية التي عرفت استعمال الجيش الفرنسي للطيران بكثافة، خصوصا في جبال الأوراس مهد الثورة الجزائرية التي انطلقت في أول نوفمبر 1954.
وكانت مناطق الشرق قد عرفت هجومات 20 أغسطس 1955 التي اتبعتها الحكومة الفرنسية بحملات تمشيط وتشديد الخناق على الثورة التي فقدت العديد من قياداتها وجنودها من المقاومين باستعمال الطيران من بينها طائرات عرفت بين السكان بلونها الأصفر.
نوارة ترثي شقيقها
تُنسب أغنية الطائرة الصفراء، أو "الطيارة الصفرا" باللهجة المحلية في الجزائر، إلى امرأة تسمى نوارة لعيايدة المعروفة بـ"عائشة" من مدينة برج الغدير بولاية برج بوعريريج، شرق الجزائر، بحسب موقع "تحواس" المتخصص في السياحة والفنون بالجزائر.
ولدت نوارة، التي عاشت حياتها كفيفة، بتاريخ 17 ماي 1937، وتوفيت في 10 ديسمبر 2010. تشير الحكاية إلى أنها رثت شقيقها إبراهيم لعيايدة بحزن شديد، فقد كان أخاها الوحيد، مثلما تذكر في القصيدة عندما ترجت الطائرة أن لا تقصف شقيقها الوحيد.
وخلال نفس القصيدة تنظر نوارة إلى والدتها، وتخاطبها بأن شقيقها "طلع للجبل ومايرانديش" أي التحق بالثورة ولن يستسلم، في إشارة إلى إمكانية النهاية المحتومة لشقيقها بسبب قصف الطيران وهو ما حدث فعلا، ونظرا لما حلمته الأغنية من مشاعر حزن قوي تحولت إلى أيقونة فنية تؤرخ لمرحلة قاسية من تاريخ الجزائر.
المصدر: أصوات مغاربية