تشهد العاصمة الموريتانية نواكشوط ومدن شمال البلاد هدوءا حذرا بعد احتجاجات غاضبة أعقبت وفاة شاب موريتاني بعد ساعات من توقيفه بمركز للشرطة بالعاصمة ووفاة متظاهر بمدينة بوكي (جنوب العاصمة) إثر إصابته بالرصاص خلال تلك الاحتجاجات.
وتسارع السلطات الموريتانية الزمن لاحتواء الوضع، خصوصا بعدما أعقبه انتشار لخطاب الكراهية بين المكونات العرقية الموريتانية، بحسب بيان للجنة الوطنية لحقوق الإنسان.
وتأتي الاحتجاجات الأخيرة بعد مرور 3 أشهر على احتجاجات أخرى أعقبت مقتل الناشط الحقوقي الصوفي ولد الشين، خلال احتجازه لدى الشرطة بالعاصمة نواكشوط، كما أعادت إلى الأذهان حوادث مشابهة هزت الرأي العام الموريتاني في أكثر من مناسبة.
وهذه لائحة لأسماء مواطنين ونشطاء موريتانيين قضوا في حوادث مشابهة:
- شيخنا ولد الطالب النافع
قضى الطالب شيخنا ولد الطالب النافع برصاص قوات الأمن الموريتانية في نوفمبر عام 2008، خلال احتجاجات شارك فيها طلبة المدارس الثانوية احتجاجا على زيارة أسعار المواد الغذائية.
وأفاد تقرير حينها لمنظمة العفو الدولية بإن الطالب البالغ من العمر 18 عاما، قتل عندما "فتحت قوات الأمن النار على المتظاهرين في كنكوسا جنوب شرق البلاد".
وأثار الحادث حينها غضبا في الأوساط الحقوقية الموريتانية وخلف احتجاجات أخرى طالبت بتحقيق شفاف في وفاة الطالب وفي جرح 3 أشخاص آخرين، كما انتقد النشطاء استعمال الدرك للرصاص الحي في تفريق المتظاهرين.
ووعد وزير الداخلية الموريتانية حينها، زكرياء الحسن يال بفتح تحقيق إداري في الحادث، مؤكدا حينها أن عنف المتظاهرين دفع قوات الأمن إلى استخدام طلقات تحذرية أصابت إحداها الطالب المتوفي.
- محمد ولد المشظوفي
أدى اعتصام عمالي أمام شركة نحاس موريتانيا (إم سي إم) المملوكة لشركة كندية شمال البلاد عام 2012، إلى مقتل عامل منجمي يدعى محمد ولد المشظوفي برصاص الأمن، بحسب الكونفدرالية الوطنية للشغيلة الموريتانية.
ورفضت أسرة العامل دفنه إلا بعد التحقيق في حادثة مقتله وإجراء تشريح طبي لجثته، وهو ما تم بعد ذلك إلا أن التشريح "لم يحدد سبب وفاته"، وفق تصريح القاضي أحمد ولد عبد الله، نائب وكيل الجمهورية لموقع محلي.
وخلف الحادث حزنا في الأوساط الشعبية الموريتانية وشارك آلاف الموريتانيين في مسيرة صامتة نحو مقبرة مدينة أكجوجت (شمال شرق) حيث دفن جثمانه.
- الشيخ ولد الراجل ولد المعلي
وفي العام نفسه، هز حادث آخر الأوساط الحقوقية الموريتانية بعد وفاة شاب يدعى الشيخ ولد الراجل ولد المعلى، واتهمت حينها قوات مكافحة الشغب بقتله لـ"استخدامها المفرض لمسيلات الدموع"، بحسب بيان أصدرته أحزاب موريتانية.
وتوفي الشاب بعد مشاركته في مظاهرة نظمتها حركة "إيرا" المدافعة عن حقوق الأرقاء السابقين، في مدينة نواذيبو شمال البلاد.
- عباس جالو
تسبب أعيرة نارية أطلقها الجيش الموريتاني بمقتل مواطن يدعى عباس جالو في يونيو عام 2020، ما خلف حزنا وغضبا في موريتانيا.
وعمت احتجاجات مدينة نواذيبو ومناطق أخرى من البلاد، وتزامنت تلك الاحتجاجات مع انطلاق إجراءات احترازية أطلقتها الحكومة الموريتانية للتصدي لجائحة فيروس كورونا.
وفتح القضاء الموريتاني تحقيقا في الحادث، كما أصدر الجيش الموريتاني بيانا أكد فيه أن المواطن توفي بطلق ناري تحذيري أطلقه أحد جنود الدورية التي كانت ترابط على الحدود في إطار تنفيذ قرار إغلاق الحدود مع السينغال.
من جانبها، دانت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان (رسمية)، الحادث وقالت في بيان إنها "تنتهز الفرصة لتذكر السلطات بأن كل نشاط يتوجب أن يكون مشروعا وضروريا ومناسبا، وعليه سيكون من اللازم القيام بتحقيق مستقل وذي مصداقية بغية تسليط الضوء على الظروف المحيطة بهذا الحادث واستخلاص العبر والنتائج الضامنة لاحترام القانون والكفاح ضد الانفلات من العقوبة".
المصدر: أصوات مغاربية