الدراجة الهوائية في المغرب
الرحالة الإنجليزي مع دراجته في الحي اليهودي بالمغرب (مواقع التواصل)

يحل اليوم الثالث يونيو "اليوم العالمي للدراجة الهوائية"، الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في أبريل 2018.

ومنذ اكتشاف وتطور الدراجة الهوائية في القرن 19، اعتُبرت وسيلة نقل متطورة على وسائل النقل التقليدية السابقة مثل الأحصنة والبغال والأحمرة والجمال.

وقد دخلت الدراجة الهوائية إلى المنطقة المغاربية في ذلك القرن وهي فترة كانت فيها بعض دول المنطقة ترزخ تحت الاستعمار  الأوروبي.

رحالة بريطاني في المغرب

شعبيّا تختلف ساكنة المنطقة المغاربية في تسمية الدراجة الهوائية؛ ففي ليبيا وموريتانيا تسمى "البشكليطة" وفي تونس والجزائر "بسكلات" وفي المغرب "بيكالا" و"البشكليطة".

ففي المغرب اشتهر السلطان المغربي مولاي عبد العزيز العلوي بصورة له على متن دراجة هوائية، وقد تولى الحكم ما بين (1900-1908) وعمره آنذاك 22 سنة، وعرف السلطان الشاب بوَلعه بمقتنيات ومخترعات أوربية حديثة.

ويعود الظهور الأول للدراجة الهوائية في المغرب إلى العام 1897، عندما قام رحّالة إنجليزي برحلة على متن دراجته من مدينة طنجة إلى مدينة مراكش، وفق مصادر تاريخية وتتداول مواقع مغربية صورة للرحالة المذكورة مع دراجته في الحي اليهودي بمراكش وقد تحلّق حوله جمع من المغاربة.

للنخبة الأوروبية في الجزائر

في الجزائر يشير مقال نشر في يومية L’Indépendant de Mascara الفرنسية الصادرة بمدينة معسكر غربي الجزائر، خلال الفترة الاستعمارية، إلى أن الظهور الأول للدراجة الهوائية بالجزائر كان سنة 1880.

ويذكر المصدر ذاته بأن هذه الوسيلة، تحولت إلى رياضة وثقافة للمجتمع الأوروبي في الجزائر، فكانت الدراجة الهوائية رياضة وأيضا تستعمل للتنقل وللسياحة ولأغراض عسكرية أيضا.

في تونس تفيد معطيات من مواقع إلكترونية فرنسية إلى أن العام 1903 كان محطة لميلاد جمعية تونسية لرياضة الدراجات الهوائية، ما يعني أن الدراجة الهوائية دخلت تونس قبل هذا التاريخ الذي كانت فيه البلاد تحت حكم الفرنسيين.  

واستُعملت الدراجة الهوائية في المنطقة المغاربية من طرف مصالح البريد، فكانت الوسيلة التي يتنقل عليها ساعي البريد ليوزع ما لديه من رسائل وطرود على أصحابها، بعدما كان يتنقل على قدميه.

بعد دخول الدراجة الهوائية إلى المنطقة صارت تنظم منافسات رياضية أبرزها "الطواف"، فتنظم كل دولة طوافا باسمها مثل؛ طواف تونس أو الجزائر أو المغرب يشارك فيه رياضيون من الدول ذاتها من دول عديدة.

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة

الثلوج تكسو واحات نخيل بزاكورة، جنوب شرق المغرب (أرشيفية)
الثلوج تكسو واحات نخيل بزاكورة، جنوب شرق المغرب (أرشيفية)

لا يحجب تهاطل كميات كبيرة من الأمطار وتسببها في سقوط العديد من الضحايا وتدمير جزء من البنى التحتية "استبشار" العديد من سكان المناطق والقرى المغاربية المعروفة بمناخها الجاف بتلك التساقطات خاصة أنها تأتي بعد سنوات طويلة من الجفاف.

وعلى منصات التواصل الاجتماعي، انتشرت مقاطع فيديو وصور توثق لـ"عودة الحياة" إلى العديد من المناطق الجافة، ما جعلها قبلة يحرص جزء من سكان المدن على زيارتها.

ففي موريتانيا التي يؤثر التصحر على ما يقرب من 84 بالمئة من إجمالي مساحتها، وفق أرقام وزارة البيئة، نشر نشطاء صورا تُظهر نمو الغطاء النباتي في العديد من المناطق الصحراوية الجافة بفعل تهاطل كميات كبيرة من الأمطار في الفترة الأخيرة.

🔴🔴| حمولة لا باس بها فهاد الأثناء ولله الحمد لواد زاوية سيدي بلال القادم من بوزار في اتجاه واد أحميدي الكبير . الحمد لله...

Posted by ‎زاوية سيدي بلال بعيون أبنائها‎ on Saturday, September 7, 2024

وفي المغرب، الذي يعاني شح المياه بعد ستة أعوام من الجفاف وانخفاض مخزون السدود إلى أقل من 28 بالمئة نهاية أغسطس، لقي أشخاص عدة مصرعهم إثر أمطار غزيرة شهدتها المنطقة.

ورغم الخسائر البشرية والمادية الفادحة لهذه الفيضانات، فإن ذلك لم يمنع سكان هذه المناطق من التعبير عن فرحتهم بعد سنوات طويلة من الجفاف.

وقال أحد سكان مدينة ورزازات لفرانس برس "لم نعرف مثل هذه الأمطار منذ نحو عشر سنوات. لقد جاءت في ظرف مهم لأن المنطقة تعاني الجفاف منذ عقد".

ويعد الجفاف مشكلة كبيرة في المغرب نظرا لتأثيره المباشر على القطاع الزراعي الذي يشغّل نحو ثلث السكان في سن العمل، ويمثل نحو 14 في المئة من الصادرات.

🔴👈 منظر مذهل 😍 حيث تحولت صحاري جنوب #الجزائر 🇩🇿 إلى #مروج خضراء بسبب #العواصف المدارية المتتالية في الآونة الأخيرة (أقوى وأكثر استمرارية من أي وقت مضى) ⛈️ #تمنراست .

Posted by ‎الجلفة تاريخ وحضارة‎ on Monday, September 9, 2024

وامتدت الظروف المناخية إلى غرب الجزائر أيضا، حيث هطلت أمطار غزيرة سببت سيولا جارفة اضطُرت مصالح الوقاية المدنية للتدخل مرات عدة ليل السبت الأحد، وفق ما أفادت في بيان.

وانُتشل جثمان فتاة جرفتها السيول في ولاية إليزي، فيما يتواصل البحث عن شخص آخر كان عالقا داخل سيارة داهمتها سيول في ولاية تمنراست، بحسب المصدر نفسه، علما أن كلا الولايتين في أقصى جنوب البلاد ومعروفتين بجفافهما.

تغيير استثنائي أم دائم؟

ويرجح الخبير المغربي في المناخ، محمد بنعبو، أن "تستمر التغيرات المناخية في التزايد خلال السنوات المقبلة، لتصبح أكثر عنفا وتطرفا"، معبرا عن مخاوفه من "آثارها السلبية على البنى التحتية وحياة السكان".

وقال بنعبو في تصريح لـ"أصوات مغاربية" إن "بعض المناطق في المملكة المغربية استقبلت خلال 48 ساعة فحسب أزيد من ضعف معدلات التساقطات المطرية السنوية".

 

وأوضح بن عبو أن "بعض الأدوية لم تشهد سيلانا للمياه منذ 7 عقود"، مشيرا إلى أن "صحاري قاحلة شهدت موجات أمطار طوفانية أعادت الحيوية لهذه المناطق وأحيت مجموعات بيولوجية وطبيعية كادت أن تنقرض".

وتابع أن "هذه الأمطار تعيد الحياة للعديد من المنظومات البيولوجية، لكن ذلك لا ينفي المخاطر الكبيرة للتغيرات المناخية التي باتت تتسم بالتطرف".

 

المصدر: أصوات مغاربية