أعلنت وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن في تونس، الأربعاء، قائمة جديدة من الطوابع البريدية التي تخلد ذكرى نساء "تميّزن بريادتهنّ وإلهامهنّ للتونسيّات وغير التونسيّات عبر التاريخ"، و "كان لهنّ أثر هام في تاريخ" البلد.
وكشفت الوزارة، في بيان نشرته على صفحتها الرسمية على فيسبوك، عن تنظيم معرض وطني ("تونسيات 2") للطوابع البريديّة الخاص بالسيدات بالتعاون مع الدّيوان الوطني للبريد.
والعام الماضي، صدرت دفعة أولى من هذه الطوابع البريدية، وحملت أسماء سيدات تونسيات شهيرات.
وعرفت دول أخرى بالمنطقة المغاربية مبادرات شبيهة لهذا التقليد العالمي الذي تعود جذوره إلى القرن التاسع عشر.
وفي ما يلي بعض من أبرز الأسماء النسوية المغاربية التي خلدتها الطوابع البريدية:
كوثر بن هنية
وضعت تونس صورة المخرجة السينمائية اللامعة، كوثر بن هنية، في طابعها البريدي نظرا لإنجازاتها الكبيرة في مجال العمل السينمائي وتمثيل بلادها في جوائز عالمية مرموقة مثل الأوسكار، ومهرجان "كان" السينمائي.
أخرجت بن هنية، وهي من مواليد سيدي بوزيد، فيلم "على كف عفريت" الذي رُشح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية في 2019.
كما وصلت للقائمة النهائية لترشيحات أوسكار أفضل فيلم دولي بفيلم "الرجل الذي باع ظهره" عام 2021.
ونافس فيلمها في 2023 "بنات ألفة" على جائزة السعفة الذهبية، أرفع جوائز "كان".
قالت وزارة المرأة التونسية إن اختيار اسمها ليعتلي الطابع البريدي راجع إلى بلوغها العالمية، إذ "حققت النجومية بجرأتها في طرح المواضيع وبأسلوبها الطريف المتفرد في معالجة قضايا المجتمع بواسطة الفن".
مية الجريبي
في 2022، أصدرت أيضا الحكومة التونسية طابعا بريديا يحمل اسم المعارضة التونسية الراحلة، مية الجريبي.
وكانت الجريبي أول أمينة عامة لحزب سياسي في تاريخ تونس، إذ تم انتخابها في العام 2006 على رأس الحزب الديمقراطي التقدمي لخلافة القيادي أحمد نجيب الشابي، وكانت واحدة من أشرس معارضات الأنظمة السابقة للثورة التونسية.
تراوحت مسيرة الجريبي بين العمل الحقوقي والطلابي إذ كانت عضوة فاعلة في الاتحاد العام لطلبة تونس (منظمة نقابية طلابية) أيام دراستها، قبل أن تنتقل إلى العمل الحقوقي ضمن الرابطة التونسية لحقوق الإنسان.
خاضت الجريبي جملة من التحركات الاحتجاجية رفقة رموز المعارضة التونسية في عهد الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، وانتُخبت بعد الثورة التونسية لعضوية المجلس التأسيسي.
توفيت في 2018 بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز 58 سنة.
فاطمة المرنيسي
هي واحدة من أبرز الكاتبات المغربيات، إذ إنها جمعت بين الأدب وعلم الاجتماع وألفت كتبا باللغة الإنجليزية تُرجمت إلى عدة لُغات عالمية.
اهتمت فاطمة المرنيسي (1940ـ 2015) بالكتابة حول قضايا المرأة والإسلام والمُساواة بين الجنسين في ظل تطور الفكر الإسلامي، فأسست بذلك لرؤيا جديدة ومنفتحة في ما يتعلق بمكانة المرأة في هذا الفكر، رؤيا تمخضت عنها عدة كتب ودراسات مثل "الإسلام والديمقراطية"، و"الحريم السياسي، النبي والنساء"، و"هل أنتم محصنون ضد الحريم؟".
Remembering Fatema Mernissi, whose work on gender and Islam keeps inspiring my thoughts the most.
— Kungfu Pasmanda (@KungfuPasmanda) March 8, 2021
Happy women's day. pic.twitter.com/Y92X4c8fuI
المرنيسي كانت أيضا أديبة صاحبة قلم روائي تكلل بإصدارات من قبيل "أحلام النساء الحريم" و"شهرزاد تذهب إلى الغرب"، كما كانت أيضا مناضلة في المجتمع المدني من أجل حقوق النساء والمُساواة بين الجنسين.
في 2022، أصدر المغرب طابعا بريديا يحمل صورتها بمناسبة عيد المرأة العالمي في 8 مارس.
ثريا الشاوي
تعد ثريا الشاوي أول ربانة طائرة مغربية، إذ كانت واحدة من عدد قليل من النساء حول العالم اللائي قدن الطائرة أواسط القرن الماضي، وقد كان سنها لا يتجاوز السادسة عشرة حين نجحت في امتحان الطيران.
رأت النور في مدينة فاس عام 1937، ثم التحقت بمدرسة لتعلم الطيران في تيط مليل (وسط)، وقد كانت نموذجا فريدا ومتميزا ليس فقط لأنها فتاة بل أيضا بالنظر إلى سنها الصغيرة.
تشير العديد من المصادر إلى تعرض ثريا الشاوي للعديد من محاولات الاغتيال، وتحديدا أربع محاولات، ولم تتوقف المحاولات رغم فشلها إلى أن تم اغتيالها يوم فاتح مارس من عام 1956 أي يوما واحدا قبيل الاستقلال أمام بيت عائلتها.
أسماء أخرى
وبالإضافة إلى هذه الأسماء، فقد تم تخصيص طوابع بريدية لسيدات تونسيات عديدات، مثل لاعبة التنس التونسية، أنس جابر، والإذاعية التونسية الراحلة علياء ببّو، والفنانة الراحلة حسيبة رشدي، وأعلام تاريخية مثل أمّ الزّين الجمّاليّة وفاطمة الفهريّة وسيّدة قرطاج والقدّيسة مونيكا.
وفي المغرب، تم أيضا تكريم مليكة الفاسي بطابع بريدي في 2022، وهي المرأة الوحيدة (بين أزيد من 50 رجلا) الموقعة على وثيقة المطالبة باستقلال البلد في 11 يناير 1944.
- المصدر: أصوات مغاربية