استولت مجموعة من ضباط الجيش في الغابون على السلطة، الأربعاء، وأعلنت عن اعتقال الرئيس علي بونغو أونديمبا، بعد لحظات من إعلان الهيئة الانتخابية فوز الأخير بولاية رئاسية ثالثة في هذه الدولة الواقعة في وسط القارة الأفريقية.
وظهر عسكريون في لقطات بثها التلفون الحكومي معلنين السيطرة على السطلة وعن إلغاء نتائج الانتخابات وحل مؤسسات الدولة وإغلاق الحدود.
🔵 بهتافات عنوانها "الرئيس أوليغي".. عناصر من #الجيش_الغابوني يحتفلون في العاصمة #ليبرفيل بعد إعلانهم الاستيلاء عن السلطة عبر التلفزيون الرسمي.
— قناة الحرة (@alhurranews) August 30, 2023
🔵 محاولة #الانقلاب جاءت بعد ساعات من إعلان فوز #علي_بونغو، في الانتخابات الرئاسية في البلاد.#الحرة #الحقيقة_أولا #شاهد_الحرة… pic.twitter.com/spNR1j3cwi
وأظهرت لقطات أخرى تحلق مجموعة مكونة من 10 ضباط تسمي نفسها بـ"قوات الدفاع والأمن" حول قائد الحرس الجمهوري برايس أوليغي نغيما، الرجل النافذ القوي والمقرب من الرئيس المعزول علي بونغو.
فمن يكون هذا الرجل؟
وصف موقع "موند أفريك" المتخصص في الشؤون الأفريقية قائد الانقلاب في الغابون، برايس أوليغي نغيما، بـ"الرجل القوي جدا"، بـ"الحجر الأساس" في جهاز أمن نظام الرئيس بونغو.
وبصم نغيما على مسار استثنائي في الجيش الغابوني، استهله بتكوين في الأكاديمية العسكرية الملكية بمكناس بالمغرب (وسط) ثم ما لبث أن أصبح بعد تخرج أحد أبرز الوجوه العسكرية خلال فترة حكم الرئيس عمر بونغو حتى وفاته عام 2009.
وبعد وصول ابنه علي بونغو إلى السلطة في العام نفسه، عين الرئيس الجديد نغيما مسؤولا دبلوماسيا وملحقا عسكريا بسفارة الغابون بالرباط، كما تقلد المنصب نفسه في سفارة بلاده بالسنغال.
وفي عام أكتوبر عام 2018، عاد "الرجل القوي" إلى الغابون للإشراف على للسهر على مجريات الأمور في البلاد بعد وعكة صحية أبعدت الرئيس حينها عن الحكم لأشهر أدار خلالها شؤون الحكم من العاصمة المغربية الرباط حيث قضى فترة نقاهة بطلب من صديقه المقرب، الملك محمد السادس.
وخلال تلك الفترة، أشرف برايس أوليغي نغيما على وحدة استخبارية عسكرية تابعة الحرس الجمهوري، ثم عين أشهرا قليلة بعد ذلك على رأس الحرس الجهوري خلفا للجنرال غريغوار كونا.
وعن تلك الفترة، علق موقع "موند أفريك" على عمل نغيما بالقول إنه "ساهم في تعزيز نظام الحماية الخاص بالرئيس علي بونغو من خلال إشرافه على وحدة خاصة مكونة من 300 عنصر مهمتها حماية الرئيس ".
وإلى جانب التجربة العسكرية والدبلوماسية، نجح قائد الانقلاب في الغابون في اقتحام عالم المال والأعمال، إذ يتوفر على عقارات بالولايات المتحدة تبلغ قيمتها أكثر من مليون دولار، بينها عقار اقتانه عام 2018 بولاية ميرلاند بمبلغ يناهر 450 ألف دولار.
ورغم قربه من الرئيس المعزول، قال برايس أوليغي نغيما في حوار مقتضب أجرته معه صحيفة "لومند الفرنسية"، إن علي بونغو "خرق الدستور" وأنه "لا يحق له الترشح لولاية ثالثة"، مضيفا أنه بات "رئيس دولة متقاعدا يتمتع بجميع حقوقه كأي مواطن".
المصدر: أصوات مغاربية