يقع "وادي الآجال" في منتصف إقليم فزان rجنوب غرب ليبيا وهو عبارة عن أخدود أرضي يمتد على سافة نحو 200 كيلومتر إلى الجنوب الغربي من مدينة سبها، ويعد من أغنى المناطق من حيث الثروات النفطية والمائية.
وشهد الوادي قديما عدة موجات حضارية من أهمها حضارة "جرمة" أو "الجرمنت" التي ازدهرت في القرن الأول للميلاد وما تزال بعض آثارها باقية ومنها "أهرامات الحطية" الشهيرة على بعد 6 كم شرق مدينة أوباري (حوالي 11200 كيلومترا جنوب طرابلس)، والتي كانت قبوراً لملوك وشخصيات هامة لتلك الحضارة.
أصل التسمية
وتُرجع دراسات تسمية "وادي الآجال" إلى مفردة "إِجْل" وجمعها "آجال" والتي تطلق على ضباء استوطنت الوادي وانقرضت بفعل تصحر المنطقة، لكن البعض يرجعها إلى كلمة "أجل" بفتح الهمزة والجيم، وتعني الموت باللغة العربية، وذلك للإشارة إلى طبيعة الوادي الصحراوية القاسية وطرقه التي كان يتوه فيها المسافرون ويموتون عطشا وجوعا.
( جرمه ، ليبيا )
— Adel.libya (@adel_lbiya) February 20, 2021
اهرامات الحطيه كنز من كنوز الصحراء الليبيه،20 هرما عمرها اكثر من 3000 سنه مازالت في حاله جيده وهي أقدم من اهرامات الجيزه ب 500 عام
كنوز ليبيه مهمله..! pic.twitter.com/KNp82wUApN
ويبدو أن التفسير الثاني هو ما انطلق منه العقيد معمر القذافي حينما عمد إلى تغيير اسم الوادي رسمياً إلى "وادي الحياة" بعد وصوله إلى السلطة في 1969، وإقامة بعض المشاريع وشق طريق معبد يربط أطراف الوادي الشاسع.
ويعد 2011 أعادت السلطات الليبية الحالية اعتماد تسمية "وادي الآجال" كاسم رسمي للمنطقة حيث بدأت تستخدم على المستندات الحكومية وفي الإعلام الرسمي بدلاً من تسمية "وادي الحياة" التي أطلقها العقيد القذافي.
جمال طبيعي منسي .
— مصراتي ⵎⵚⵔⴰⵜⵢ (@3_albr) July 21, 2019
ﺑﺤﻴﺮﺓ "ﺍﻟﻄﺮﻭﻧﺎ" ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ ﻓﻲ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻻﺟﺎﻝ
ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻭﺑﺎﺭﻱ، ﻏﺮﺏ ﺑﺤﻴﺮﺓ ﻗﺒﺮﻋﻮﻥ في الجنوب الليبي . pic.twitter.com/2iUkxov3c4
وبعيداً عن أصل التسمية تضم منطقة وادي الآجال عدة مدن وقرى في الجنوب الغربي أهمها "أوباري" التي كانت تعد عاصمة للإقليم الجنوبي في إحدى الفترات، كما تتناثر على امتداد الوادي عدة بلدات صغيرة وقرى منها توش والرقيبه وبنت بيه والغريفه وغيرها.
سلة غذاء ليبيا
ويعد وادي الآجال من أغنى مناطق ليبيا بآبار النفط والمياه الجوفية حيث توجد به عشرات الحقول والمواقع التابعة لشركات نفطية عالمية من بينها "ريبسول" الأسبانية و "شل" الإنجليزية و"توتال" الفرنسية و "أوكسي دينتال" الأميركية وغيرها.
بحيرة قبرعون بشكلها الجديد لستقبال السياح . pic.twitter.com/2P31NIR3js
— ashour Eisa (@AshourEisa) March 16, 2021
ويطلق البعض على منطقة وادي الآجال تسمية "سلة غذاء ليبيا" لاحتوائها على مشاريع زراعية هامة من بينها "مشروع وادي الآجال الزراعي" المعروف بإنتاج محاصيل مثل البصل والثوم والبطيخ، وأنواع الحبوب مثل القمح والشعير ومحاصيل أخرى مثل القضب والبرسيم.
كما تشتهر المنطقة بانتشار مزارع النخيل وانواع التمور المحتلفة التي تنتجها، فضلاً عن أنواع أخرى من الفواكه بينها الحمضيات والزيتون والتين والعنب والخوخ والمشمش والمانجو وغيرها.
عندما كان اسمه وادي الأجال كان يمتاز بالحياه اكثر،،،فعندما اسماه الفاشل وادي الحياه تركوا اغلب سكانه الزراعة واهتموا بالمال العام
— حسين احمد (@HBVCBgQblbQ8RQZ) November 15, 2018
والمناصب والطرق الملتوية والغير قانونية ،،،فكم كانت طرابلس تعتمد على انتاج الوادي في الانتاج الزراعي ،،،في تلك السنين
ويعتقد أن منطقة وادي الآجال كانت أكثر ازدحاماً قديماً وعرفت حضارات مستقرة قبل آلاف السنين، وهو ما برهنت عليه اكتشافات أثرية مختلفة آماطت اللثام عن مئات آلاف القبور على امتداد الوادي.
وأعلنت مصلحة الآثار الليبية قبل نحو ست سنوات عن اكتشاف مقابر "جرمنتية" جديدة منقورة في الصخور الرسوبية، مؤكدة أنها "مقابر جرمنتية دفنت بطريقة القرفصاء، وهي طريقة ليبية قديمة في الدفن".
وبخلاف الكشوفات الأثرية، يحتوي وادي الآجال على مواقع سياحية هائلة مثل مدينة "جرمة" الأثرية، ووجبل "زنكيكره" وأهرامات "الحطية" وأهرامات "الخرائق"، كما تحتوي على واحات خضراء وبحيرات تعتبر مقصداً سياحياً مثل بحيرات "قبرعون" و "أم الماء" الشهيرة.
المصدر: أصوات مغاربية