وادي الآجال
واحة في منطقة أوباري بوادي الآجال جنوب غرب ليبيا

يقع "وادي الآجال" في منتصف إقليم فزان rجنوب غرب ليبيا وهو عبارة عن أخدود أرضي يمتد على سافة نحو 200 كيلومتر إلى الجنوب الغربي من مدينة سبها، ويعد من أغنى المناطق من حيث الثروات النفطية والمائية.

وشهد الوادي قديما عدة موجات حضارية من أهمها حضارة "جرمة" أو "الجرمنت" التي ازدهرت في القرن الأول للميلاد وما تزال بعض آثارها باقية ومنها "أهرامات الحطية" الشهيرة  على بعد 6 كم شرق مدينة أوباري (حوالي 11200 كيلومترا جنوب طرابلس)، والتي كانت قبوراً لملوك وشخصيات هامة لتلك الحضارة.

أصل التسمية

وتُرجع دراسات تسمية "وادي الآجال" إلى مفردة "إِجْل" وجمعها "آجال" والتي تطلق على ضباء استوطنت الوادي وانقرضت بفعل تصحر المنطقة، لكن البعض يرجعها إلى كلمة "أجل" بفتح الهمزة والجيم، وتعني الموت باللغة العربية، وذلك للإشارة إلى طبيعة الوادي الصحراوية القاسية وطرقه التي كان يتوه فيها المسافرون ويموتون عطشا وجوعا.

 

ويبدو أن التفسير الثاني هو ما انطلق منه العقيد معمر القذافي حينما عمد إلى تغيير اسم الوادي رسمياً إلى "وادي الحياة" بعد وصوله إلى السلطة في 1969، وإقامة بعض المشاريع وشق طريق معبد يربط أطراف الوادي الشاسع. 

ويعد 2011 أعادت السلطات الليبية الحالية اعتماد تسمية "وادي الآجال" كاسم رسمي للمنطقة حيث بدأت تستخدم على المستندات الحكومية وفي الإعلام الرسمي بدلاً من تسمية "وادي الحياة" التي أطلقها العقيد القذافي.

وبعيداً عن أصل التسمية تضم منطقة وادي الآجال عدة مدن وقرى في الجنوب الغربي أهمها "أوباري" التي كانت تعد عاصمة للإقليم الجنوبي في إحدى الفترات، كما تتناثر على امتداد الوادي عدة بلدات صغيرة وقرى منها توش والرقيبه وبنت بيه والغريفه وغيرها.

سلة غذاء ليبيا

ويعد وادي الآجال من أغنى مناطق ليبيا بآبار النفط والمياه الجوفية حيث توجد به عشرات الحقول والمواقع التابعة لشركات نفطية عالمية من بينها "ريبسول" الأسبانية  و "شل" الإنجليزية و"توتال" الفرنسية و "أوكسي دينتال" الأميركية وغيرها. 

 

ويطلق البعض على منطقة وادي الآجال تسمية "سلة غذاء ليبيا" لاحتوائها على مشاريع زراعية هامة من بينها "مشروع وادي الآجال الزراعي" المعروف بإنتاج محاصيل مثل البصل والثوم والبطيخ، وأنواع الحبوب مثل القمح والشعير ومحاصيل أخرى مثل القضب والبرسيم.

كما تشتهر المنطقة بانتشار مزارع النخيل وانواع التمور المحتلفة التي تنتجها، فضلاً عن أنواع أخرى من الفواكه بينها الحمضيات والزيتون والتين والعنب والخوخ والمشمش والمانجو وغيرها.

ويعتقد أن منطقة وادي الآجال كانت أكثر ازدحاماً قديماً وعرفت حضارات مستقرة قبل آلاف السنين، وهو ما برهنت عليه اكتشافات أثرية مختلفة آماطت اللثام عن مئات آلاف القبور على امتداد الوادي.

وأعلنت مصلحة الآثار الليبية قبل نحو ست سنوات عن اكتشاف مقابر "جرمنتية" جديدة منقورة في الصخور الرسوبية، مؤكدة أنها "مقابر جرمنتية دفنت بطريقة القرفصاء، وهي طريقة ليبية قديمة في الدفن". 

وبخلاف الكشوفات الأثرية، يحتوي وادي الآجال على مواقع سياحية هائلة مثل مدينة "جرمة" الأثرية، ووجبل "زنكيكره" وأهرامات "الحطية" وأهرامات "الخرائق"، كما تحتوي على واحات خضراء وبحيرات تعتبر مقصداً سياحياً مثل بحيرات "قبرعون" و "أم الماء" الشهيرة.

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة

مكناس
جانب من السور التاريخي لمدينة مكناس

نالت أغنية "شويّخ من أرض مكناس" إعجاب الآلاف وربما الملايين من المستمعين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في السنوات الأخيرة، وزاد انتشارها بعد أن أداها عدد من كبار الفنانين في المنطقة.

ورغم ترديد الجمهور لها إلا أن الكثيرين قد لا يعلمون أن تاريخ كلمات هذه الأغنية يعود لأزيد من 700 سنة.

أصل الأغنية

تنتمي أغنية "شويّخ من أرض مكناس" إلى الزجل الأندلسي، وهي من تأليف الشاعر أبو الحسن الششتري المولود في كنف أسرة ميسورة بغرناطة عام 1212 م.

قصيدة شويخ من ارض مكناس لأبي الحسن الششتري الاندلسي ، كتبت بالاصل في المغرب ، واشتهرت في العراق ودول الخليج بعد أن لحنها...

Posted by Ghassan Mahdy on Sunday, July 4, 2021

درس الششتري علوم الفقه والدين وأحب الفلسفة، وذكرت مصادر تاريخية أن قربه من البلاط في الأندلس لم يمنعه من الاستمرار في البحث عن معنى الحياة.

وفي أحد الأيام قرر الششتري الهروب من رغد عيشه إلى حياة الزهد، وساعده في ذلك تعرفه على المتصوف عبد الحق ابن سبعين (1219-1270) الذي نصحه بالانتقال إلى المغرب إن أراد الدخول في الصوفية.

انتقل الأندلسي إلى فاس ومنها إلى مكناس، ويقال إن ابن سبعين نصح الوافد الجديد بنزع ملابسه الفاخرة وارتداء أخرى بالية مرقعة وأن يحمل بنديرا (آلة إيقاعية) في يده ثم يجوب الأسواق مرددا الصلاة على النبي محمد.

نفذ الششتري وصية ابن سبعين وصار يمشي في حواري وأسواق مكناس بملابسه البالية وعبر لاحقا عن هذه التجربة الفريدة في قصيدة "شويّخ من أرض مكناس" التي دعا فيها الناس إلى الزهد وحسن الأخلاق واعتزال مغريات الدنيا.

وتقول الأغنية:

شَوَيخْ مِن أرْضِ مِكْناس

وسْطَ الأسْواق يُغَنِّي

أشْ عَلَيَّا مِن النَّاس

وأشْ على النَّاسِ منِّي

أش عليّا يا صاحب

مِن جمِيع الخَلايقْ

إِفْعَل الخيرَ تنْجُو

واتبعْ أهلَ الحقائق

لا تقُلْ يا بني كِلْمَهْ

إِلاَّ إِنْ كنتَ صادِق

خُذ كلاَمِي في قُرْطاس

واكتُبُوا حِرْزَ عَنِّي

أشْ عَلَيَّا مِن الناس

وأشْ على النَّاسِ منِّي

ثم قول مبين

ولا يحتاج عبارة

أشَ عَلَى حَدْ مِن حَدْ

إِفْهَمُوا ذِي الإشاره

وانْظُرُوا كِبْرَ سِنِّي

والعصي والغَزَارَه

هكذا عِشْتُ في فاسْ

وكَذاكْ هُونْ هُونِي

أشْ عَلَيَّا مِن الناس

وأشْ على النَّاسِ منِّي

ويلاحظ أن من بين كلمات الأغنية، تعابير من الدارجة المغربية (اللغة العامية)، كما أنها كُتبت وفق نفس صوفي ينقل المستمع إلى أسواق مكناس القديمة.

حياة جديدة بعد مئات السنين

وبعد حوالي سبعة قرون تقريبا من كتابة القصيدة، وتحديدا عام 1982، أعاد الملحن البحريني خالد الشيخ الروح إلى "شويخ من أرض مكناس"، بعد أن عثر عليها صدفة ضمن دراسة حول الزجل الأندلسي نشرت في مجلة مصرية في خمسينيات القرن الماضي.

أُعجب الشيخ بالقصيدة وقرر غناءها رغم احتوائها على كلمات وتعابير من الدارجة المغربية، ثم أداها لاحقا مواطنه الفنان أحمد الجمبري.

انتشرت الأغنية في الخليج العربي وكانت من بين الأغاني التي يطلبها الجمهور ويتفاعل معها سواء في اللقاءات والبرامج التلفزيونية أو في الملتقيات والمهرجانات الفنية.

وبعد انتشار شبكات التواصل الاجتماعي، وخاصة تطبيق انستغرام وتيك توك، تعرف الجيل الصاعد على "شويخ من أرض مكناس" وأحبها، بل تحولت عام 2023 إلى واحدة من أكثر الأغاني شهرة (تراندينغ) في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وفي السياق نفسه، انضم فنانون جدد إلى لائحة المؤدين لأغنية "شويخ من أرض مكناس"، على غرار الفنانة المغربية أسماء المنور  والإماراتية أحلام والعراقي كاظم الساهر، إلى جانب الفنان السعودي عبد المجيد عبد الله الذي غناها في حفل بالبحرين عام 2022 حضره 15 ألف متفرج.

عاما بعد ذلك، طرح عبد المجيد عبد الله فيديو الحفل على قناته الرسمية على يوتيوب وحقق 30 مليون مشاهدة، كما تناقله العديد من النشطاء في الشبكات الاجتماعية.

قصيدة «شويّخ من أرض مكناس»، كتبها مولانا ابي الحسن الششتري قبل 700 عام.. انتشرت بشكل كبير مؤخرا بصوت عبد المجيد عبد الله وخلقت للمغرب ولمكناس اشهارا كبيرا.. هذه القصيدة لحنها الموسيقار البحريني خالد الشيخ وأول من غناها هو الفنان الخليجي البحريني احمد الجميري سنة 1982، ثم المغنية أحلام.. لكن لا أحد يعرف كيف حصل عليها.. القصيدة كتبت بالدارجة المغربية القديمة لكنها اشتهرت كثيرا بالخليج ويحفظها الجميع..

Posted by ‎فدوى رجواني‎ on Monday, January 23, 2023

وظهر مدى اتقان الجمهور عبر منطقة الشرق والأوسط وشمال إفريقيا لـ"شويخ من أرض مكناس" في حفلات الموسيقار المغربي أمين بودشار، وهو فنان اشتهر في السنوات الأخيرة بأسلوب فريد يقوم على اقتصار فرقته الموسيقية على عزف ألحان الأغاني وإسناد وظيفة الغناء للجمهور.

وأظهرت مقاطع فيديو خلال إحياء بودشار لحفلات بعدد من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كيف تفاعل الجمهور بالأغنية وكيف يتراقص على نغماتها.

المصدر: أصوات مغاربية