Logos

أصوات مغاربية الآن علي موقع الحرة

اضغط. هنا لزيارة موقع الحرة

A view shows damage at an old mosque in the historic city of Marrakech, following a powerful earthquake in Morocco
صورة تظهر الدمار الذي ألحقه الزلزال بمسجد في المدينة القديمة بمراكش

بعد أزيد من أسبوعين على الزلزال العنيف الذي ضرب وسط المغرب وخلف خسائر بشرية ومادية، انطلقت مؤخرا عمليات ترميم وإصلاح بعض البنايات التاريخية المتضررة وبينها جامع "خربوش" الشهير والموجود في قلب المدينة العتيقة بمراكش.

يأتي ذلك بعد أن سجلت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، في معاينتها الأولية لأضرار زلزال الحوز بمدينة مراكش التي أدرجت في عام 1985 في قائمة التراث العالمي لليونسكو، "انهيار مئذنة مسجد خربوش في ساحة جامع الفنا بالكامل تقريبا".

وفي هذا الصدد، تداول نشطاء في منصات التواصل الاجتماعي، صورا ومقاطع فيديو تبين الأضرار التي لحقت بمسجد "خربوش" جراء الزلزال العنيف الذي ضرب إقليم الحوز وبلغت قوته 7 درجات بحسب المركز المغربي للبحث العلمي والتقني، بلإضافة إلى صور تظهر انطلاق عمليات الترميم.

تشييده

يشتهر المسجد الذي يقع بساحة "جامع الفنا" الشهيرة في الطريق إلى مدخل المدينة القديمة من جهة "درب ضباشي" بجامع "خربوش"، إلا أن تسميته القديمة كانت جامع "القصابين أو الجزارين"، وفق ما ذكره عدد من الخبراء والباحثين.

وفي هذا الصدد، يذكر رئيس جمعية "مُنية مراكش" لإحياء تراث المغرب وصيانته، جعفر الكنسوسي، بأن "تسميته بجامع القصابين عرف بها منذ زمن الموحدين وتعني الجزارين"، موضحا أن "المكان الذي بني فيه كان حومة القصابين كما هو مذكور في المصادر الترجمية خصوصا عند ابن الزيات في كتابه التشوف إلى معرفة رجال التصوف".

ويضيف الخبير في التراث الثقافي والروحي للمدن العتيقة بالمغرب، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، أن "كتاب "التشوف" قد حدد الفترة التي شيّد فيها المسجد وذلك قبل سنة 583 هجرية (الموافق لـ 1187 ميلادية)"، مشيرا إلى أن ذلك دليل على بنائه في عهد الموحدين.

وجاء في كتاب ابن الزيات (التشوف) في جزء بعنوان "ترجمة أبي علي 'ويسينن' ابن عبد الله البردعي الأسود"، أنه"نزل بمراكش وبها مات عام  ستة وثمانين وخمسمائة (586هجرية)... سمعت محمد بن أحمد الزناتي يقول: جلست يوما بدكان أبي ويسينن مع موسى بن مسعود المعلم قبلي مسجد الجزارين"، ويقول محقق الكتاب أحمد التوفيق في تعليقه على هذا المسجد "لعله مسجد القصاصين الذي ذكره صاحب الإعلام، وحي القصابين معروف إلى اليوم بمراكش".

ويشرح الكنسوسي أن كلمة "قصاب" تعني الجزار وأن هذا المسجد كانت تحيط به دكاكين الجزارين في زمن حكم الموحدين الذي عرفت فيه المدينة التوسع نحو الجهة الشرقية من ساحة جامع الفنا، لافتا إلى أنه "قد تعاقب على مكان القصابين تواجد دكاكين الجزارين وبائعي الشواء إلى اليوم".

تسميته

وترجع تسميته بجامع "خربوش" نسبة إلى أحمد خربوش الحمري الأصل والمراكشي المسكن بحي "ديور الصابون"، والذي "كان أمينا لرحبة الحنطة وأحد المقررين لباشا مراكش التهامي الكلاوي" بحسب ما يوضح الكنسوسي.

ويتابع الكنسوسي حديثه، بأن المسجد كان بدون مئذنة في عهوده الأولى وتم تشييد صومعته في مطلع عام 1930، مشيرا إلى أن بابه الغربي المنفتح على سوق الأحذية من أبوابه القديمة التي بقيت صامدة.

وفي تقرير لها عام 2012 أوردت صحيفة "التجديد" المحلية بأن "مسجد القصابين حسب الروايات الشفوية لم تقم فيه صلاة الجمعة إلا ابتداء من سنة 1985"، مبرزة أن ما يميزه هو احتفاظه على عادة قديمة حيث يرفع المؤذن راية زرقاء في أعلى الصومعة بعد عصر كل يوم خميس ولا تبدل بأخرى بيضاء إلا قبل ساعة ونصف من آذان صلاة الجمعة، "وهي لتذكير الناس بهذه الصلاة والفريضة الكبيرة، كما تستعمل لتعويض نقص وصول صوت الآذان إلى المسامع".

  • المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة

منطقة سياحية بالجنوب الجزائري
تسجل صحراء الجزائر درجات حرارة قياسية

شهدت صحراء الجزائر الكبرى، في الأسابيع الماضية، حدثا طبيعيا نادرا تجلى في ظهور بحيرة جديدة بعد سيول وزخات مطرية عرفتها أجزاء واسعة من شمال إفريقيا في سبتمبر.

يتعلق الأمر، وفق ما نشره موقع "جيزمودو" المتخصص في أخبار الاكتشافات العلمية، الإثنين، بـ"سبخة المالح"، والمعروفة أيضًا باسم سبخة الملة، وهي بحيرة ملحية في ولاية بشار، جنوب غرب الجزائر، تعاني جفافا على طول العام، وتسجل درجات حرارة تعد الأشد في العالم.

وبحسب الموقع، تقدم بحيرة "سبخة المالح" تقدم فرصة للباحثين لدراسة ما كانت عليه الصحراء الكبرى قبل آلاف السنين، عندما كانت أكثر رطوبة من اليوم، وإن لم تكن غابة مطيرة. فوفقًا لمؤسسة العلوم الوطنية الأمريكية،  عادة ما تتلقى الصحاري  أقل من أربع بوصات من الأمطار سنويًا، مما يشير إلى أهمية مثل هذه البحيرات العابرة في الحياة في أكبر صحراء غير قطبية في العالم.

وتظهر صور بالأقمار الصناعية الفروق في البحيرة خلال شهري أغسطس وسبتمبر الماضيين، بين شكلها القاحل قبل الأمطار الأخيرة وظهورها بعدها بلون أخضر داكن نتيجة تراكم المياه.

من غابة لصحراء

يثير الموقع إلى أنه بين 11 ألفا و5 آلاف سنة مضت، أدى تغير في مدار الأرض إلى تحول الصحراء المغاربية الكبرى إلى بيئة أكثر خصوبة مما هي عليه اليوم، وهو ما يعرف بالفترة الرطبة الإفريقية. 

خلال تلك الفترة، رسم البشر القدماء مشاهد للحيوانات والصيد في الكهوف وعلى الصخور في مناطق أصبحت الآن جافة، مثل مصر، تشاد، والسودان. وكان مستوى البحيرات في شمال إفريقيا أعلى بكثير مما هو عليه اليوم، وكانت المنطقة أكثر خضرة.

ومع ذلك، يجادل بعض الجيولوجيين بأن الظروف المناخية خلال تلك الفترة لم تكن قادرة على توليد ما يكفي من الأمطار لملء العدد الكبير من البحيرات التي يُعتقد أنها كانت موجودة في الصحراء الكبرى. وفقًا لأرمان، فإن هناك خيارًا ثالثًا يتمثل في أن أحداث الأمطار القصوى، مثل تلك التي وقعت في سبتمبر في شمال غرب الصحراء، قد تكون كانت أكثر شيوعًا في الماضي. 

ونظرًا للوقت الذي تستغرقه البحيرات في الجفاف، فإن هذه الأحداث قد تكون كافية للحفاظ على البحيرات ممتلئة جزئيًا لفترات طويلة، ربما لسنوات أو عقود، دون الحاجة إلى هطول أمطار مستمرة.

ويؤكد موقع "جيزمودو" أن "سبخة الملاح" قد تظل ممتلئة لسنوات، مستشهدا بواقعة طبيعية سابقة. فعندما امتلأ قاع البحيرة المالح في عام 2008، لوحظ أن ماءها لم يتخبر تمامًا حتى عام 2012، وفقًا لتقرير صادر عن مرصد الأرض التابع لناسا. 

وهنا يقول الباحث موشيه أرمان من الجامعة العبرية في القدس "إذا لم نشهد أي أحداث مطرية أخرى، فإن البحيرة قد تستغرق حوالي عام لتتبخر تمامًا".